الثلاثاء , 5 نوفمبر 2024

أحمد المناعي: الوضع السوري في تحسن والإعلام ساهم في مغالطة وتضليل الرأي العام

هدى القرماني

وصف أحمد المناعي رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية الوضع في سوريا اليوم بعد 7 سنوات عن اندلاع الأزمة بأنه صعب لكنه يقول أفضل بكثير مما كانت عليه الأوضاع في السنوات الأولى التي سيطر فيها الإرهاب على مناطق واسعة من البلاد.

ويشير المناعي إلى أنه لا تزال بعض المواقع في الغوطة الشرقية تحت سيطرة الإرهابيين لكن مع اتفاق بوقف القتال مع الحكومة السورية فيما تمثل منطقة ادلب أكثر المناطق توترا لكن الجيش السوري بصدد استرجاع عشرات القرى يوميا من ريف ادلب ولاتزال تفصله عن المدينة سوى 25 كلم وفق قوله.

وما يمثّل تهديدا حقيقيا وفق المناعي هو الاعتداء على السيادة السورية من قبل تركيا مؤخرا عبر تدخلها المباشر في الشمال الشرقي لسوريا بتعلة مقاتلة الأكراد بعد أن كانت سهلّت دخول أكثر من 90 بالمائة من الإرهابيين إلى سوريا في السابق.

ومن ناحية ثانية التدخل الأمريكي في منطقة الحسكة ونصب قواعد لها هناك تحت مسمى مقاتلة “داعش” لكن “داعش” يقول تم القضاء عليها في كامل المنطقة من قبل الجيش السوري فيما ظلت القواعد الأمريكية وهو ما يؤكد أن الولايات المتحدة الامريكية تصرّ على البقاء وهذا يشكل اعتداء أيضا ويجعل من الصورة تتضح أكثر بأن كامل العملية هي محاولة لاستعمار جديد من أجل التموقع واحتلال المواقع.

ويؤكد المناعي أن الحل في سوريا سيكون دوليا معرّجا على المحادثات والمباحثات بشأن الملف السوري وآخرها الاجتماع الذي انعقد في سوتشي الروسية وضمّ حوالي 1500 سوري ممثلين لشرائح اجتماعية عدة ولأحزاب وحركات سياسية فيما انسحبت منه المجموعات التابعة لتركيا وللولايات المتحدة الأمريكية كما جاء على لسانه.

ويتوقع محدثنا أن يكون هناك اجتماعا قريبا في جينيف بخصوص الأزمة السورية مشيرا أنه لن يكون الأخير.

ويواصل رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية حديثه بأن ما يحدث على الأرض هو الذي سيحدد السياسة القادمة عندما تسترجع سوريا سيادتها على كامل أراضيها وينتهي التدخل الأجنبي ويجد الباقي نفسه خارج اللعبة.

ويضيف أن الجيش السوري هزم كل هؤلاء الحلفاء ولم يحدث عبر التاريخ أن هزمت دولة مثل سوريا ليس فقط العناصر المقاتلة بل دولا موّلتها وقامت بتسليحها.

6 سنوات على بعثة المراقبين العرب إلى سوريا

تمر يوم 9 فيفري ست سنوات على استكمال بعثة المراقبين العرب إلى سوريا مهمتها هناك وكان محدثنا أحمد المناعي من بين هذه البعثة.

ويذكر المناعي أنه عاد في هذا التاريخ من سوريا لكن يقول أن 9 فيفري 2012 لم يكن تاريخ انتهاء مهمة بالنسبة إليه بل كان بداية مرحلة أخرى في حياته في علاقته بالقضية السورية.

يقول المناعي أنه قد زار سوريا قبل بعثة المراقبين العرب مرتين وعرف هذا البلد كثقافة وفكر وكدولة جذورها عميقة في التاريخ. كما يتذكر أنه في 2011 كان ومجموعة من الأصدقاء قد أعدوا عرائض للمطالبة بعدم التدخل العسكري في ليبيا وسوريا لأنهم شعروا بأن المسألة ليست قضية ثورة شعبية وانما تدخلا أجنبيا في كل من البلدين.

ويتابع المناعي قوله بأن مرافقته لبعثة الجامعة العربية جعلته يتيقن مثل زملائه أن الأمر ليس الا مؤامرة دولية تنفذ عن طريق سوريين انضمت إليهم فيما بعد جماعات من التونسيين والليبيين وغيرهم من الجنسيات وهذا ما تضمنه التقرير النهائي للجامعة العربية والذي دفن منذ البداية لأنهم أرادوا تدمير سوريا فالتجأوا إلى الأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن.

ويضيف محدثنا أنه في هذا التاريخ تأكّد من أن سوريا أصبحت مهددة بالتقسيم والتفكيك وتشتيت شعبها لذلك عاهد نفسه على أن تصبح القضية السورية قضيته لبقية حياته وبأن يدلي بشهادته في كل التظاهرات والملتقيات التي تعقد بشأن الملف السوري سواء في تونس أو خارجها على غرار الشهادة التي تقدّم بها للأمم المتحدة في 2013 وفي جامعة جينيف أو في اللقاءات التي حضرها في فرنسا كما شارك في أغلب ما انتظم في تونس من لقاءات وتحركات لدعم سوريا أو للاحتجاج على اجتماع ما يسمى بأصدقاء سوريا وفق قوله.

الحرب السورية والتناول الإعلامي

نشر مؤخرا المعهد التونسي للعلاقات الدولية اصدارا للكاتب فرانسوا بيليو بعنوان  « Guerre en Syrie : Quand médias et politiques instrumentalisent les  massacres »  وستلحقه قريبا ترجمة لهذا الكتاب إلى اللغة العربية من قبل المعهد.

ويصف المناعي هذا الكتاب الذي قام بتقديمه بأنه عمل دقيق وجديّ يضم مجموعة من الشهادات والأبحاث الاستقصائية وتشريح للعمليات التي شهدتها سوريا كمسألة السلاح الكيمياوي معتمدا في ذلك على مراجع ومراكز بحث لا يشك في صدقيتها وكانت تقاريرها قد نقضت التقارير الرسمية الأمريكية والفرنسية.

ويشير المناعي إلى أن الإعلام كان السلاح الأول في الحرب على سوريا أي سلاح الدعاية والأكاذيب والمغالطات وسعى إلى اتهام الدولة السورية بارتكاب مجازر لم تقم بها مؤكدا أنه عاش بعضها حين كان في سوريا.

ويضيف أن التقارير الرسمية الفرنسية مثلا كان لها الأدوار الأولى في تخريب سوريا وأن صحفا هامة ومعروفة دعمت الدعاية الرسمية ونشرت ما يشبه التقارير المنسوبة إلى مجهولين تدين الدولة السورية.

وفي هذا الكتاب تطرّق فرانسوا بيليو إلى مسألة التناول الإعلامي للأزمة السورية وكشف مسألة تبعية بعض الإعلاميين كأشخاص وكمؤسسات إعلامية فرنسية وأيضا عشرات القنوات التلفزية في أوروبا وفكّك علاقة الإعلاميين ووسائل الإعلام من جهة والأحداث الميدانية في سوريا من جهة أخرى.

ويختم أحمد المناعي رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية بأننا نعيش اليوم استعمارا جديدا يعتمد بالأساس على المغالطة والتضليل حيث فقد كثير من الإعلاميين مصداقيتهم ويعتمد هذا الاستعمار الجديد في تنفيذ برامجه ومشاريعه بالأساس على أبناء ذات البلد.

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

وزيرة الشؤن الثقافية تدعو إلى التعجيل في ترميم السور الأثري بالقيروان

دعت وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي  الاثنين 04 نوفمبر 2024، مدير عام المعهد الوطني للتراث …