الثلاثاء , 8 أكتوبر 2024

أحمد المناعي: لا داع لإعلان حالة الطوارئ و”داعش” أصبحت “ماركة مسجلة” يحاولون تقليدها

هدى القرماني

اعتبر الدكتور أحمد المناعي رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية في حديث لـ “بلادي نيوز” أنه ليس من داع لإعلان حالة الطوارئ في البلاد مستشهدا بأنّ سوريا بالرغم من أنها في حالة حرب سقط خلالها 220 ألفا بين مدنيين وأمنيين إلا أنها لم تعلن حالة الطوارئ بل على العكس من ذلك لجأت سنة 2011 وبطلب من المعارضة إلى رفع حالة الطوارئ التي كانت تعيشها منذ “حرب الـ 67”.

كان على رئيس الحكومة ووزير الداخلية أن يستقيلا بعد العملية الإرهابية في سوسة

ومعلقا على العملية الإرهابية التي جدت بمدينة سوسة يوم 26 جوان المنقضي والتي راح ضحيتها 38 سائحا قال المناعي أنها عملية إجرامية لا أخلاقية وعلى أعلى مستويات الإرهاب وأنها شبيهة بعملية باردو التي وقعت في مارس الماضي باستهدافها لسياح مدنيين أجانب وفي ذلك استهداف لقطاع اقتصادي حساس وحيوي متمثل في السياحة.

واعتبر المناعي أن الأزمة التي نعيشها اليوم ليست وليدة هذه الحادثة بل برزت وتعمقت اثر الحادث مضيفا أن الخطير في الأمر أننا لسنا فقط نسير ببطء بل نحن نغرق بسرعة وأنه بات بالكاشف أن اختيارات الشعب ليست ذا قيمة بقدر قيمة الوعود والاتفاقيات وتفاهمات هذه الحكومة وما فرضته أطراف أجنبية حسب قول محدثنا.

وقال المناعي أن “الحكومة لم تحط جيدا بالأزمة وقد عجزت عن الفهم والتحليل وعلى ردة الفعل وتهاونت بالمصالح العليا للبلاد وللمواطنين” وأنه تبين أننا لا نملك حكومة وإنما مجموعة من الوزراء ولاؤهم لأحزابهم أكثر من ولائهم للحكومة وكل له تحليله وتفسيره على حد قوله.

وأضاف محدثنا أنه كان على وزير الداخلية وعلى رئيس الحكومة أن يستقيلا بعد العملية الإرهابية في سوسة لكننا يقول “نحن مبدئيا لا نعترف بالفشل” ولذلك لا نرى استقالات لمسؤولينا.

وشدّد رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية على أن ما أعلن عنه من إجراءات كان من المفترض أن يتّخذ وينّفذ منذ تأسيس الحكومة.

وانتقد محدثنا ردة فعل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي واصفا اياها بـ”البطيئة” كما انتقد بطء التدخل الأمني خلال هذه العملية معتبرا أن أجهزتنا الأمنية لم تكن في المستوى المطلوب وأنها قد تكون “مخترقة” كما جاء على لسانه مناديا بضرورة إعادة مراجعة المنظومة الأمنية عموما.

وأشار المناعي إلى وجود خوف كبير الآن يتوجس المواطنين وأنه لا توجد قوة أو مرجعية في الدولة التونسية يمكنها طمأنة التونسيين غير المؤسسة العسكرية التي حافظت على احترام المواطنين لها داعيا إلى ضرورة خروج الجيش إلى الشارع مع إمكانية إقامة استعراض وطني كبير لقوات الجيش بهدف الكشف عن قدراتنا العسكرية و بث الطمأنينة في نفوس المواطنين.

ويرى المناعي أن الحل اليوم خاصة أمام فشل هذه الحكومة وعدم التزامها بخيارات الشعب وتجنبا للتوجه نحو انتخابات سابقة لآوانها كما يقول وهو ما لا يسمح به الظرف حاليا يتطلب إعادة تشكيل لحكومة أغلبية تكون حركة النهضة وفقا لقوله خارجها وفي صف المعارضة بما أنها أثبتت فشلها في الحكم سابقا معتبرا أن “دخول النهضة في الحكم مع نداء تونس سبب شلل البلاد” كما جاء على لسانه.

أموال بن علي تحصل عليها من صدام حسين

 ومعلقا أيضا على مقترح استرجاع الأموال المنهوبة مقابل التراجع عن مقاضاة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي أشار أحمد المناعي إلى أنّ مقترح هذه التسوية قد طرح منذ سنة 2012 وأن اتصالات بدأت تقريبا منذ ذلك الوقت.

ويقول المناعي أنه وفقا لما وصلته من معلومات فإن أطرافا أجنبية نافذة أفادت أنّ ما يملكه بن علي من أموال وأمضى سنوات طويلة في تحويله إلى الخارج لم يكن عبر سرقة شعبه وإنما أموال تحصل عليها من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في سنة 1990 قبل اندلاع الحرب في العراق حين قام بتهريب طائرات مدنية تابعة للخطوط الجوية العراقية إلى البلاد التونسية.

داعش “ماركة مسجلة” يريدون تقليدها

خلافا لمن يرى أن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” هو اليوم بصدد التوسع خاصة وأن عملية سوسة قد تزامنت مع عدة ضربات أخرى للتنظيم في مناطق مختلفة من العالم اعتبر الدكتور أحمد المناعي أن ما يسمى بـ “داعش” قد أصبح “ماركة مسجلة” هناك من يريد تقليدها وفقا لمحدثنا منوها بالجناح الإعلامي لهذا التنظيم والجانب الدعائي الذي يقوم به لصالح هذا الأخير ما أسماه بـ “الإعلام الفاسد”.

وأشار رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية إلى أن “داعش” اليوم في عقليتنا وأنه إذا كانت لدينا “داعش” في تونس فهي من أرضنا ومن إنتاج ثقافتنا وتفكيرنا ومن عناصرنا مضيفا أنه لا يوجد من قدم من الشرق الأوسط أين يتمركز التنظيم وكوّن “داعش” في بلدنا.

مصر اليوم “مريضة” ولكنها قادرة على مواجهة الإرهاب

 أقرّ  أحمد المناعي أن مصر مستهدفة من تنظيم “داعش” وأن العمليات الكبرى الأخيرة التي وقعت في سيناء كان الهدف منها إرباك الجيش المصري المؤسسة الوحيدة وفقا لمحدثنا التي بقيت صامدة في “مصر المريضة” كما أسماها مشيرا إلى أن الجيش المصري كان على الدوام جيشا قويا ومساهما في الاقتصاد المصري.

وأشار المناعي إلى أن البلدان العربية التي سقطت سقطت بعد سقوط جيشها مثلما حدث في العراق وأضاف أنّ من لم يفهم أصل الإرهاب وغاياته وأهدافه خلال الأربع أو الخمس سنوات الأخيرة لا يمكنه فهمه من خلال تفاصيل وجزئيات وقعت في هذا البلد أو ذاك معتبرا ما حدث في سيناء ليس من تدبير منظمات صغرى بل هو مشروع أمريكي إسرائيلي كبير.

ويعتقد المناعي أن مثل هذه الضربات لن توقف مصر لأنها تمتلك قيادة سياسية قوية وصارمة كما أنها سبق وأن تعرضت إلى العديد من العمليات الإرهابية وتمكنت من تجاوزها.

“تحالف رباعي سعودي سوري أردني تركي” لمحاربة الدولة الإسلامية مقترح روسي يمكن تحقيقه في غضون أشهر

مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحت عنوان “تحالف رباعي سعودي سوري أردني تركي” لمحاربة الدولة الإسلامية ومنع توسعها مبادرة يرى رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية إمكانية تحقيقها ليس حاليا ولكن في غضون أشهر خاصة وأن العمليات الإرهابية مست اليوم دول الخليج أيضا مثل السعودية والكويت والبحرين وقد تمتد فيما بعد إلى دول أخرى على حد قول محدثنا.

وهذا المقترح لن يتكرس في شكل اتفاقية كما يقول المناعي وإنما سيظهر من خلال الخطاب السياسي لهذه الدول وهي مبادرة وقعت فيها استشارة جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية التي يرى محدثنا أنها ترغب اليوم في الخروج من ورطة الإرهاب مضيفا أنه يجب أن لا ننسى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المرحلة الأخيرة من حكمه هذه يريد مثله مثل أي رئيس آخر توفير العوامل المساعدة لفوز مرشح حزبهم في الانتخابات المقبلة.

ويعترف المناعي أن إمكانية التقارب سياسيا ممكنة وأنه فيما يتعلق بالقضية السورية فالأتراك والسعوديون يريدون تحقيق انتصارات في سوريا خاصة وأن المملكة العربية السعودية قد فشلت سياسيا وعسكريا في اليمن التي أصبحت تشكّل اليوم حالة إنسانية وفقا لما أعلنته الأمم المتحدة مؤخرا.

كما أصبح  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حسب محدثنا مضطرا اليوم لذلك خاصة وأن الملف السوري سيسحب من يده بعد أن فقد الأغلبية في الانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة ومطالبة الأحزاب الفائزة له بمراجعة علاقته مع سوريا كشرط للدخول معه في الحكومة الجديدة.

والمشكل الكبير في نظر المناعي يبقى مع إسرائيل مباشرة لأنها هي التي ترعى الإرهاب وتشجع على العمليات الإرهابية التي تقع جنوب سوريا بين القنيطرة ودرعا وبحل الإشكال الأكبر بين الغرب ومحور المقاومة والمتعلق بمسألة النووي عبر توقيع الاتفاقية مع إيران تصبح بقية المشاكل في المنطقة ثانوية وفقا لمحدثنا.

ويشدّد المناعي على أن سوريا اليوم أصبحت بنكا عالميا وخزان المعرفة لكل ما يتصل بالإرهاب حيث تملك قائمة الإرهابيين وأرقامهم والأطراف التي تمولهم ومن يدربهم ويرسلهم إلى بؤر التوتر لذلك وجب التعامل معها لمحاربة الإرهاب.

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

المرسوم عدد 55 لسنة 2022: تخوفات من خسارة المرأة التونسية لمكتسباتها

فادية ضيف كان اختيار تونس عاصمة “المرأة العربية ” لسنتي 2018 و 2019 و عاصمة …