شهدت ولاية سوسة خلال الفترة الممتدة من 1 جانفي 2024 إلى 20 نوفمبر من الشهر الحالي تطورا بنسبة 4.3 بالمائة في عدد الوافدين والذين بلغ عددهم 1.059.930 حريفا مقارنة بنفس الفترة من سنة 2023 والتي سجّلت استقبال 1.016.267 حريفا، كما جاء في تقرير المندوبية الجهوية للسياحة بسوسة.
وأفاد المندوب الجهوي للسياحة بالنيابة، محمد بوجدارية، خلال انعقاد الدورة الثالثة للمجلس الجهوي للسياحة لسنة 2024، اليوم الجمعة، بمقر الولاية وبحضور جميع المتدخلين في القطاع، بأنّ الجهة سجلت في نفس الفترة كذلك ارتفاعا في عدد الليالي المقضاة بـ 9.6 بالمائة حيث بلغ عددها 4.903.282 ليلة مقابل 4.473.500 ليلة في الفترة ذاتها من السنة المنقضية. وحققت نسبة الإشغال العامة تطورا بـ 3 بالمائة حيث بلغت 45.4 بالمائة فيما سجلت انخفاضا عن السنة المرجعية 2019 والتي كانت تمثّل نسبة 54.4 بالمائة.
وتأتي السوق الداخلية في المرتبة الأولى من حيث أهم الجنسيات الوافدة على الوجهة السياحية سوسة القنطاوي ما بين 1 جانفي و20 نوفمبر تليها السوق الجزائرية فالبريطانية والتي سجلت تطورا بنسية 67.7 بالمائة ثمّ تباعا الألمانية فالبولونية فالفرنسية فالرومانية فالليبية مسجلة انخفاضا بنسبة 27.4 بالمائة.
ومن الأسواق التقليدية والناشئة التي سجّلت تطورا ملحوظا خلال سنة 2024 في ما يتعلق بعدد الوافدين نجد السوق الصينية بنسية 380 بالمائة وأكرانيا بنسية 277 بالمائة والعراق بنسبة 218.5 بالمائة.
وتضمّ ولاية سوسة وفق ذات المصدر 480 مؤسسة سياحية من بينها 41 مؤسسة مغلقة بشكل طويل المدى ومن ضمن هذه الأخيرة 16 نزلا غير مستغلا أو مهجورا وذلك بسبب صعوبات مالية أو قضائية.
ويتنوع المنتوج السياحي بالولاية إلى سياحة شاطئية وثقافية واستشفائية وبحرية وسياحة الصولجان وكذلك سياحة الأعمال والمؤتمرات والسياحة البديلة.
وبلغ عدد العرائض والشكايات الواردة على مصالح المندوبية الجهوية، في الفترة المذكورة، ضد عدد من المؤسسات السياحية بسوسة 54 شكاية يتعلق أهمها بجودة الخدمات.
إشكاليات القطاع والحلول المقترحة:
بالإضافة إلى المؤشرات الإحصائية تمّ التطرق خلال هذه الجلسة إلى أهم الإشكاليات التي يعاني منها القطاع ومنها وجود عدد من النزل المهجورة وما يمثله من تهديد أمني على كامل المنطقة السياحية ومن تشويه لجمالية المدينة، وجود 3 كازينوهات غير مستغلة ومغلقة، نقص في التنشيط السياحي والثقافي بالجهة فضلا عن النقص في اليد العاملة المختصة وكذلك إشكاليات تتعلق بالعمل اليومي للمهنيين وأخرى متعلقة بالبنى التحتية والثقل في الإجراءات للحصول على التراخيص.
واستعرض المندوب الجهوي التوجهات الجديدة لتطوير القطاع السياحي بالجهة وضمان استمراريته مؤكدا ضرورة المراجعة العميقة لتوجهاتنا السياحية.
ودعا بوجدارية إلى تدعيم وتحسين مردودية المنتوج الحالي والأخذ بعين الاعتبار التحولات والتوجهات الجديدة للطلب والسعي نحو تحقيق صحوة ايكولوجية.
كما أبرز عددا من النقاط ضمن المخطط نحو تحقيق سياحية بيئية بالجهة وتتمثل في إحداث أنماط الإيواء الجديدة من استضافات عائلية وإقامات ريفية ونزل ذات طابع مميز إلى جانب إحداث مسالك سياحية وتهيئة وتأمين المساحات الخضراء وإقامة مهرجانات سياحية ذات خصوصية بيئية.
ومن مقترحات المندوبية الجهوية أيضا مزيد تنويع وإثراء المنتوج السياحي والتنسيق مع وزارة العدل والمتصرفين القضائيين لفض الاشكاليات والبت النهائي في القضايا المنشورة والمتعلقة ببعض المؤسسات السياحية وإحداث مهرجانات موسمية بمختلف معتمديات الولاية.
من ناحيته أكد والي الجهة، سفيان التنفووي، خلال تدخله على ضرورة عودة البريق إلى جوهرة الساحل والعمل على مقاربة شاملة للنهوض بالقطاع تتظافر فيها كافة الجهود مشددا على ضرورة مقاومة المظاهر المخلة بجمالية المدينة وعلى رأسها التصدي للانتصاب الفوضوي ونقل محطة التاكسي الجماعي إلى فضاء آخر والاعتناء بنظافة الجهة بصفة دائمة.
وفي ما يلي جملة التوصيات التي رفعها والي الجهة للنهوض بالقطاع السياحي بالولاية:
* التنسيق المتواصل بين كافة الأطراف المتداخلة لإنجاح الموسم السياحي.
*تسخير كافة الجهود لضمان المتابعة اليومية لتامين عمليات النظافة والعناية بالبيئة حتى تكون الخدمات المسداة للسياح على جودة عالية وذلك بمضاعفة وتيرة رفع الفضلات وصيانة شبكة التنوير العمومي خاصة على مستوى مداخل المدن.
*ضرورة التزام كافة الأطراف بتعهداتها في إطار الاستعداد المبكر للموسم السياحي عبر تعبئة كل الجهود المادية والبشرية لإنجاز المطلوب.
*تكثيف حملات مقاومة الحشرات ومداواة بؤر تكاثرها.
*الحرص على تحسين جودة الخدمات المقدمة للسياح.
*تفعيل أعمال اللجنة الجهوية لمكافحة الإخلالات المسجلة بالمحيط السياحي.
*ترسيخ ثقافة نظافة البيئة لإضفاء أكثر جمالية على الفضاءات العامة والخاصة.
*العمل على تنظيم دورات تكوينية في الخدمات الفندقية للعاملين بالقطاع السياحي.
*الحرص على توفير التأمين الذاتي للوحدات السياحية وضرورة احترام كل اجراءات السلامة.
*الحرص على انجاز مسالك سياحية خاصة بالمدينة العتيقة ومعتمديتي بوفيشة وهرقلة.
هدى القرماني