الثلاثاء , 5 نوفمبر 2024

باب الأسباط … يختزل تاريخ القدس وبطولتها

يعد باب الأسباط، المدخل الشرقي الوحيد للبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، وللباب تاريخ طويل وهو من الأبواب التي حمل بين حجارته تاريخ المدينة ورفضها لكل الاعتداءات عليها، فهو أوسع الأبواب في المسجد الأقصى وهو ما جعله مكانا مناسبا للمرابطة وتجميع أعداد كبيرة من المرابطين للصلاة فيه.

وباب الأسباط واحد من أبواب سور القدس الذي بني في العهد الكنعاني، لكنه تعرض إلى الخراب عدة مرات، حتى جاء السلطان العثماني سليمان القانوني والذي أعاد بناءه وبناء أبوابه ومن بينها باب الأسباط، والذي بني بطريقة فنية فهو أكبر الأبواب حجما يعلوه برج ثلاثي الاطراف وعلى جانبيه محرابان يعلوهما قوسان صغيران مدببان، اما الباب فتعلوه قوس كبيرة نقشت عليها الكتابة باللغتين العربية والتركية وتبين مرمم هذا الباب وهو السلطان سليمان القانوني والقائم على الترميم الحاج حسن آغا، بالإضافة الى وجود أسدين أعلى الباب.

ولباب الأسباط أكثر من أسم منها باب ستنام مريم، وباب الأسود، وباب الأبواب، وبالنسبة لأهالي القدس فقد كان هذا الباب عبر عصور بابا للمجاهدين، ويسمى كذلك بباب المجاهدين، لارتباطه بدخول جيوش المجاهدين منه لتحرير القدس والدفاع عن الأقصى.

دكتور جمال عمرو أستاذ التاريخ يقول لـ”فلسطين اليوم”:” هذا الباب عودنا على الاحداث الكبرى فهو يكاد يختزل تاريخ القدس الطويل، فكل الاحداث التاريخية الكبرى وقعت على باب الأسباط، الذي يجسد تاريخ المدينة وأمجادها وعذاباتها أيضا”.

وأوضح د. عمرو على إن باب الأسباط أكثر مكان يمثل معالم القدس التاريخية فبعد الدخول من باب الأسباط للداخل للبلدة القديمة من القدس، وبالقرب من ساحة الصلاحية كشفت الأثار وجود حفرية أثرية ل17 طبقة تاريخية واضحة المعالم لتاريخ القدس والعصور التي مرت عليها.

وما يميز هذا الباب بحسب عمرو هو وقوعه بين ساحتين وفضاء خارجي رحب، فقبله ساحة كبيرة، وهي التي يجتمع المرابطين فيها هذه الأوقات، ويفضي إلى ساحة كبيرة أيضا تصل إلى طريق الخان الأحمر إلى طريق أريحا.

ومع احتلال المدينة المقدسة كان لهذه الباب نصيب من الأحداث التي وقعت، فمن هذا الباب دخلت قوات الاحتلال التي أعلنت سقوط المدينة بيد الاحتلال بالكامل في العام 1967، ومنذ ذلك الحين تتمركز قوات الاحتلال على هذا الباب للسيّطرة على مَنْ يمر من وإلى المسجد الأقصى.

وطوال عمر الاحتلال وقعت العشرات العمليات البطولية على باب الأسباط، وأخرها عملية الطعن التي نفذها الشهيد إبراهيم مطر في 13 شباط الفائت، والعملية البطولي التي نفذها الفدائيون الثلاثة ” محمد جبارين” يوم الجمعة الفائت.

فلسطين اليوم

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

فضيحة تسريب وثائق سرية من مكتب نتنياهو عثر عليها بغزة

كشفت القناة 13 الإسرائيلية، مساء الجمعة، النقاب عن قضية أمنية تتعلق بضلوع موظفين في مكتب …