استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، اليوم الاثنين بقصر قرطاج، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة(الايسيسكو) سالم بن محمّد المالك.
و ذكّر رئيس الدولة في مستهلّ المقابلة بأهمية قطاعات التربية والعلوم والثقافة كقطاعات استراتيجية يُقاس بها تقدّم الشعوب والدول وهو ما يقتضي العمل المستمرّ لمواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم بأسره وتطوير المناهج التربوية والتعليمية إلى جانب المفاهيم العلمية، فضلا عن مسايرة التطورات في مجالات العلوم كلها.
وأبرز الرئيس قيس سعيد، في هذا السياق، ووفق بلاغ لرئاسة الجمهورية، الأهمية التي أولتها تونس ولا تزال تُوليها للتربية والثقافة والعلوم، ملاحظا أنه ليس من قبيل الصدفة أن تمّ التنصيص على إنشاء المجلس الأعلى للتربية والتعليم في نصّ الدستور(دستور 2022) وهو”إختيار يعكس مكانة التربية والتعليم في تونس”، حسب نص البلاغ.
وأشار رئيس الجمهورية، في هذا الإطار، إلى عديد المحطات التاريخية التي عرفتها تونس لإصلاح التعليم، مبينا أنّ دعوات الإصلاح على وجه العموم بادر بها عدد من العلماء التونسيين ولقيت إشعاعا خارج هذا الوطن .
وأكّد رئيس الدولة خلال اللقاء، أهمية المسؤولية الموكولة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) لأن هذه القطاعات تعتبر جدار الصدّ الأوّل في مواجهة كلّ أشكال التطرّف والجمود الفكري والإرهاب، مُشدّدا على أنّ العمل يجب أن يكون مشتركا بين كافة الدول الأعضاء في هذه المنظمة لرفع التحديات التي تطرحها التطورات التكنولوجية والعلمية والمعرفية.
وجاء في البلاغ ايضا، أنه محمول على كلّ الدول الأعضاء تضافر الجهود من أجل تنمية الذات البشرية وتطوير قدرات شعوبها حتى تكون مواكبة لعصرها متجذرة في قيمها ومُساهِمة مساهمة فاعلة في المعرفة الإنسانية.
كما شدّد رئيس الدولة على أنّ مستقبل المجتمعات كلها يبقى رهن تطوّر ثقافاتها وتطوير مناهجها التربوية في شتى أنواع العلوم من أجل مستقبل تشُعّ أنواره على الإنسانية جمعاء.
وأشاد بالتعاون القائم بين تونس ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، مشيرا، في هذا السياق، إلى وجود مشاريع كبرى يمكن للمنظمة أن تساهم فيها على غرار المركز العالمي لفنون الخط “اقرأ” الذي كان قد بادر رئيس الجمهورية سنة 2020 بطرح فكرة إنجازه.
وعقب اللقاء أدلى المدير العام لمنظمة(الايسيسكو) سالم بن محمّد المالك، بتصريح حول فحوى اللقاء مع رئيس الدولة ، مشيرا إلى أنه طلب ان يكون اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمته والذي ستستضيفه تونس الشهر المقبل تحت رعاية رئيس الدولة.
وأكد سالم بن محمد المالك أن تونس “ستبقى كما كانت منارة للعلم والثقافة والأدب و التراث و التاريخ”،حسب تعبيره.