عبد اللطيف الحناشي: الاعتداء الأمريكي على سوريا مختلف عن الذي جرى في العراق.. والصمت العربي مخز

أطلق الجيش الأميركي، اليوم الجمعة 7 أفريل 2017، 59 صاروخا من طراز “توماهوك” من مدمرتين تابعيتن للبحرية على قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية في ريف حمص وسط سوريا، في رد أميركي على الهجوم الكيماوي الذي شهدته بلدة خان شيخون في إدلب منذ أيام. قد أثار هذا العدوان شجب إيران وروسيا اللتان اعتبرتاه عونا على دولة ذات سيادة، في حين رحبت تركيا والسعودية بشكل رسميّ بهذه العملية.

وعن مدى تماهي هذه العملية الامريكية في 2017 بسابقتها في 2003 بالعراق، اعتبر أستاذ التاريخ السياسي المعاصر والراهن والمحلل السياسي الأستاذ عبد اللطيف الحنّاشي، أن العملية التي استهدفت مطار الشعيرات مختلفة عن التي جرت في العراق، ذلك أن أمريكا عندما استهدفت العراق كان لها دعم وشرعية من الأمم المتحدة، في حين أنّ عملية اليوم كانت بصفة انفرادية وبالتالي لا تكتسي صفة الشرعية.

ولفت الاستاذ الحناشي في تصريح لحقائق أون لاين، إلى أن الحرب في سوريا تعتبر حربا طويلة المدى بين جيش نظامي وجماعات مسلّحة خرجت عن محيطها الوطني وأصبحت مسألة دولية نظرا لتداخل جميع الأطراف فيها على مستوى القرار وعلى الأرض أيضا.

وأضاف الأستاذ الحناشي أنّ العمق الإستراتيجي للعدوان على سوريا يخدم أساسا إسرائيل، وذلك باعتبار أنّ سوريا لازالت تمثل حلف المقاومة والمساند من حزب الله والوحيد الذي تمكن من تسجيل هزائم في صفوفها في أكثر من مناسبة.

وعن أهداف ما يجري في سوريا وخاصة بعد العملية المباشرة عبر ضرب قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية في ريف حمص، أكّد محدّثنا أن هناك مشروعين اثنين إما إسقاط النظام آو تقسيم سوريا، لافتا إلى أن استهداف القاعدة جاء كمحاولة لإيقاف تقدم وحدات الجيش النظامي في تحرير المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية.

وقال الحناشي، إنّ هذا الامر يعدّ تحالفا ضمنيا بين أطراف متطرفة وأمريكا خاصة مع تزامن عملية تحريرالموصل في العراق حيث أن العناصر الإرهابيّة هربت وتسلّلت إلى سوريا.

ولفت الى أنّ محاولات تقسيم سوريا أو إضعافها ستأتي بالوبال على دول المنطقة العربية وخاصة الدول المجاورة، غير مستبعد ظهور حرب شعبية تشارك فيها جميع القوات التي تساند الأسد، على غرار الهزيمة التي حلت بالمارينز الأمريكي في لبنان عام 1983 التي نشأ بعدها حزب الله.

يذكر أنه في 23 أكتوبر 1983 جرت عملية مسلحة استهدفت القوات الأمريكية في لبنان أدت إلى سقوط 220 عنصرا من المار ينز وقرابة الـ 60 جنديا فرنسيّا خلال وجودهم هناك تحت ما عرف بـ”قوات حفظ السلام الدولية” التي تمركزت في بيروت منذ انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية بعد الغزو الإسرائيلي في 1982 للبنان، وقد تم تكليفها بتهدئة الأوضاع في لبنان.

وتبين أن حزب الله الذي كان في اول نشأته حينها، وراء تلك العملية، التي  أدت الى انسحاب “قوات حفظ السلام الدولية” في بداية 1984 من لبنان.

وبالنسبة للصمت العربي تجاه العملية التي استهدفت الدولة السورية، وصفه أستاذ التاريخ المعاصر ، بالمخزي وبان له دلالات تفيد أنّ الأنظمة العربية طرف في هذا الهجوم.

واستشرف عبد اللطيف الحناشي بأن العرب سيدفعون ثمن ما يجرى في سوريا باهظا نظرا لتداعياته المستقبلة على كامل المنطقة، مؤكّدا أن أي تحولات في سوريا ستؤثر سلبا على جميع دول المنطقة.

حقائق أون لاين

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

التونسيون ينتخبون غدا الأحد رئيسهم للسنوات الخمس القادمة والإعلان عن النتائج الأولية مساء الإثنين 7 أكتوبر

يتوجه التونسيون غدا الأحد الى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس للجمهورية للسنوات الخمس القادمة. وتفتح كل …