كمال الحجام: “الأنموذج التربوي المعتمد اليوم داخل الأسرة أو في المدرسة لم يعد ممكنا العمل به”

 نظمت جمعية مودة للتنمية الأسرية، السبت، بأحد نزل مدينة سوسة، ندوة توعوية حول مهارات التواصل مع المراهقين بمشاركة خبراء ومختصين في المجال تناولوا عدة مسائل على غرار التغيرات السيكولوجية وتأثيرها على الجانب النفسي والجسدي للمراهقين والعلاقة الوظيفية بين المدرسة والأسرة، علاقة المراهق بالوسط المدرسي وكيف نخلق مراهقا متوازنا.

وأجمع الحاضرون في هذه الندوة على أن فترة المراهقة من أصعب المراحل التي يمر بها الطفل تتميز بحساسيتها وبوجود صعوبات في التعامل مع المراهق.

وأشارت الأخصائية في علاج الاضطرابات الجنسية، ريم الرباعي، أنّ هذا الموضوع شائك ويستحق لفتة خاصة مؤكدة أنّ التعامل مع هذه المرحلة يتطلب دعما كبيرا من الأهل والمجتمع لتعزيز شعور المراهق بالأمان والاستقرار.

من جهتها لفتت أصالة السالمي، مساعدة بيداغوجية ومدربة دولية، في مداخلتها حول علاقة المراهق بالوسط المدرسي، إلى بروز ظواهر لدى التلاميذ خلال هذه المرحلة على غرار التودد بين بعض الذكور والإناث وظاهرة التنمر التي تبقى مخزّنة، وفقها، داخل التلميذ وتؤثر سلبا على حالته النفسية.

وبيّنت المتدخلة أنّ مثل هذه المشكلات من شأنها أن تتسبب في التراجع الدراسي لدى التلميذ المتنمّر عليه أو حتى انقطاعه عن الدراسة. وتابعت أنّ نسبة كبيرة من التلاميذ الذين انقطعوا عن التعليم مرّوا بمراهقة صعبة.

وأكدت السالمي أن التربية السليمة تبدأ من الأسرة مشددة على ضرورة التكاتف بين الوالدين والمدرسين لتجاوز مرحلة المراهقة معا.

وحثت المساعدة البيداغوجية على إعادة تنشيط النوادي المدرسية ومحاولة الموازنة بين ميولات التلميذ ودراسته مع ضرورة مراقبتهم.

وتطرق الخبير التربوي، كمال الحجام، إلى ضرورة التكامل الوظيفي بين الأسرة والمدرسة نحو شراكة إيجابية.

وأوضح الحجام أنّ ضغوطات وأنماط حياة جديدة أصبح يعيشها أبناؤنا لم نعشها سابقا ووجب أن نجد الحلول الهيكلية المثلى لتنظيم هذه المسائل على حدّ قوله.

كما تعرّض الخبير إلى تفشي ظاهرتي العنف والتطرف لدى التلاميذ مرجعا ذلك إلى هشاشة المؤسستين الأسرية والتربوية في الحال الذي نحتاج فيه إلى مدرسة قوية.

ودعا الحجام إلى ضرورة توفّر وعي جمعي وإلى بناء شراكة معلنة ويقظة بين الأسرة والمدرسة مبنية على جملة من المبادئ.

واعترف الخبير التربوي أنّ الأنموذج الذي نعتمده اليوم سواء داخل الأسرة أو في المدرسة مبني على إسداء التعليمات وتمرير التوصيات للأطفال ما يخلق ردود أفعال بطرق مختلفة من طرف الأبناء فيها نوع من إثبات الذات، حسبه.

وأشار الحجام إلى أنّ هذا الأنموذج لم يعد ممكنا العمل به في هذا العصر الذي يتطلب قيما جديدة متابعا أنّ الحلول متعددة لإيجاد الأنموذج الأمثل من أجل تربية سليمة.

وذكر الخبير التربوي أنّ متغيرا كبيرا حدث في العالم تمثّل في الثورة الصناعية الرابعة وشعارها ثورة تكنولوجية رقمية، انتشرت سريعا وغيّرت طبيعة الحياة والعلاقة بين الناس ولا نملك سوى الاعتراف بها حسب تقديره. خلقت جيلا يستخدم التكنولوجيا

وتحدّث الخبير عن أثر هذه التكنولوجيا على الأطفال وعلى دوري الأسرة والمدرسة موجها دعوته إلى البحث عن مهمات ومواد تعليمية جديدة وعن رسم أهداف تربوية مستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة والمتكاملة قائمة على ملمح لمتعلّم قادر على استعمال الوسائل التكنولوجية ويحذق التفكير والتواصل والتبادل وله وعي مواطني وثقافي.

وأضاف هناك مطلبان للوعي الاستراتيجي بالتحويل التربوي أولهما استراتيجي يعتبر التربية في شموليتها مجال استثمار تتطلب بناء ذهنيات-موارد قادرة على الإنتاج وثانيهما براغماتي يقتضي المرور من الالتزامات إلى الإجراءات وهو ما يتطلب أدوات منهجية تمكّن من التنفيذ المتدرّج والمتأمّل.

هدى القرماني

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

السينما التونسية تُشارك في الدورة 21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

تسجل السينما التونسية حضورا هاما ضمن فعاليات الدورة 21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش التي …