قال محسن حسن الوزير السابق والقيادي في حزب «نداء تونس» إن الحزب يشهد «انطلاقة جديدة» بعد نجاحه مؤخراً باستقطاب عدد كبير من الشخصيات البارزة في البلاد فضلاً عن استعادة عدد من قيادييه، مشيراً إلى أن التحالف مع حركة «النهضة» مسألة إيجابية وقد تستمر لسنوات عديدة.
ووصف حسن في حوار مع “القدس العربي” التسجيلات المسربة من أحد اجتماعات الحزب بأنها «عملية غير أخلاقية» مطالباً بمغادرة المسؤولين عنها للمشهد السياسي في البلاد، كما اعتبر أن جبهة «الإنقاذ» التي تم تشكيلها مؤخراً ليس لديها أي مستقبل سياسي، بسبب عدم وجود تناسق أو برامج مشتركة بين مكوناتها.
وكان «نداء تونس» نجح مؤخراً باستقطاب عدد من الكفاءات الوطنية والشخصية السياسية المعروفة، من بينهم وزير التجارة السابق محسن حسن والذي استقال مؤخراً من حزب «الاتحاد الوطني الحر».
وقال محسن حسن : «كنت نائب رئيس حزب «الاتحاد الوطني الحر» ولأسباب تتعلق بتوجهات الحزب خيّرت الاستقالة، وبعد تفكير ونقاش طويل ومعمق مع قيادات «نداء تونس» قررت الانضمام له، وخاصة أنه حزب وسطي معتدل، وليس لي أي مشكل مع برامجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما أنه حزب متصالح مع الهوية العربية والإٍسلامية».
وأضاف «النداء كان فيه العديد من الإشكاليات على مستويات مختلفة ولكن أعتقد أن ثمة إرادة قوية من القيادة الحالية لتحقيق انطلاقة جديدة للحزب وخاصة بعد انضمام العديد من الكفاءات والشخصيات الوطنية، والحزب قادر على المساهمة بقوة في بناء تونس وتحقيق توازن سياسي نحن في أمس الحاجة إليه»، مشيرا إلى أنه سيتخصص بالملف الاقتصادي (كونه خبيراً اقتصادياً) وعدد من الملفات الأخرى داخل الحزب.
وشهد «نداء تونس» مؤخراً جدلاً كبيراً إثر قيام عدد من الأطراف بتسريب تسجيلات من أحد اجتماعات الحزب للمدير التنفيذي حافظ قائد السبسي وعدد من القياديين.
ووصف حسن عملية التسريب بأنها «عملية غير أخلاقية، بغض النظر عن محتواها وعن من قام بالتسريب، فالمجالس بالأمانات ومن غير المعقول أن يسرب مسؤول في حزب فحوى اجتماعاته، ومن المؤسف أن تتصرف القيادات السياسية في تونس بهذا الشكل، وعلى من قام بهذا العمل مغادرة المشهد السياسي كلياً. وعموماً هناك تحقيقات وستتم محاسبة الأطراف المتورطة في هذا الأمر».
وحول قيامه مؤخراً بمغادرة حزب «الاتحاد الوطني الحر» واعتباره أن رئيسه سليم الرياحي «انتهى سياسيا»، قال حسن « هو (الرياحي) صديقي وأخي، وعلاقتنا الإنسانية جيدة ولكننا اختلفنا سياسياً، كما أن الاتحاد الوطني الحر، برأيي، حاد عن مبادئه وتوجهاته وأتمنى من رئيسه مراجعة بعض خياراته، وأتمنى لهم التوفيق عموماً».
وكان «الاتحاد الوطني الحر» شكل مع حركة «مشروع تونس» وعدد من الأحزاب الأخرى جبهة سياسية جديدة تحمل اسم جبهة «الإنقاذ»، أكد القائمون عليها أنها ستسعى لإعادة التوازن للمشهد السياسي. غير أن حسن أكد أنه غير متفائل بمستقبل الجبهة الجديدة، مضيفاً «أحترم جميع مكوناتها، وليس لدي مشكلة مع الأحزاب أو الأشخاص داخلها، ولكن حقيقة لا أرى أشياء كثيرة تجمعهم كالبرامج الاقتصادية والسياسية والرؤى (نظام الحكم وغيره)، والجبهة السياسية من المفروض أن يكون لها توجه متناسق وهو ما لا أراه في هذه الجبهة، على كل حال التاريخ هو الذي سيحكم عل نجاح هذا الأمر، ولو أني أعتقد أن هذه الجبهة ليس لديها مستقبل سياسي».
وحول التحالف المستمر منذ سنوات بين حزب «نداء تونس» وحركة «النهضة»، قال حسن «أعتقد أن العلاقة مع النهضة هي علاقة استراتيجية، ومن أهم النقاط التي جذبتني في حزب نداء تونس هي التحالف مع حركة النهضة، لأن النهضة حزب وطني ويتطور بشكل كبير، وتونس لا يمكن أن يحكمها حزب واحد، وأعتقد أن التحالف بين النداء والنهضة مسألة إيجابية ومن الممكن أن تتواصل لسنوات طويلة».
القدس العربي