اعتبرت المختصة في علم النفس مفيدة العباسي، اليوم السبت، أن التناول الإعلامي لجرائم الاعتداء داخل الوسط المدرسي لا يستند على مقاربة علاجية مما زاد من تأجيج هذه الظاهرة.
وبينت المختصة، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل غير واع في تتالي تسجيل عدد من الحوادث بالحرم المدرسي، التي تحاكي سواء من حيث الشكل أو المغزى، حادثة الاعتداء الوحشي مؤخرا على أستاذ بمعهد الزهراء من قبل تلميذه، حيث سجلت الفترة الأخيرة تكرر محاولات تقليد هذه الحادثة، وفق تصريحها.
وانتقدت المختصة التناول الاعلامي لهذه الحادثة لارتكازه على عرض تفاصيلها وحيثياتها ونشر كل الصور والفيديوهات المتاحة حولها، وتقديم المعتدي بذلك في دور « البطل الشجاع المغامر الذي بقي راسخا في أذهان الناشئة بعد أن أصبح محور اهتمام الجميع »، وفق قولها، مبينة ان هذا الدور هو الذي يبحث عن تقمصه عديد التلاميذ الذين يمرون بأزمات نفسية، ويتخذونه متنفسا لهم لإثبات ذواتهم ولفت الانتباه لهم بأي شكل من الأشكال.
وقالت إن عديد وسائل الاعلام تناولت هذه الحادثة، عبر لقاءات ونقاشات أدارها أطراف من مختلف الميادين، منقسمون إلى شق مساند للأستاذ الضحية وآخر يبحث عن تبريرات للتلميذ المعتدي، مشيرة الى أنه وقع إهمال تناول الموضوع من جانبه النفسي والاجتماعي والتربوي وفقا لمنهجية وخطاب موحد لا يتقنهما سوى أهل الاختصاص، حسب قولها.
واعتبرت أن العلاقة العمودية بين الأستاذ والتلميذ ومضمون القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي الذي يعود الى سنة 2002 والعقوبات الادارية الموجهة للتلميذ في حال ارتكابه لهفوات، كلها اجراءات ردعية غير مرتكزة على الإصلاح واعادة البناء بقدر ماهي مرتكزة على الهدم والاقصاء اللذين يزيدان من شعور التلميذ بالنفور من المدرسة ومربيها.
ومن جانبه قدر المختص في علم الاجتماع بلعيد أولاد عبد الله أن مثل هذه الحوادث ستتواصل في الانتشار ما لم يقع توفير النوادي الثقافية التي تعنى بالمسرح والشعر والأدب والموسيقى والرياضة والتعبير الجسدي صلب المؤسسة التربوية التي أصبحت « منفرة للتلاميذ وغير جاذبة لهم »، حسب تعبيره.
وقال إن « التلاميذ يعيشون كبتا نفسيا قاسيا جراء عدم ممارستهم للأنشطة الترفيهية والتثقيفية والفكرية التي توفر لهم الفرصة للتخلص من الذبذبات السلبية الناجمة خاصة عن معاناتهم من الزمن المدرسي الخانق ومن المناهج التربوية المتآكلة التي قسمتهم الى أذكياء وأغبياء والى أغنياء قادرين على إيجاد حلول لسد ثغرات تحصيلهم العلمي وفقراء لا سند لهم ».
وات