يفتح ملعب مدرسة الهادي شاكر أبوابه يوم الأحد 28 جويلية الجاري لاستقبال جمهور الدورة السابعة من مهرجان النفيضة الصيفي والتي تتواصل إلى غاية يوم 13 أوت.
وتتضمن هذه الدورة، كما أعلنت الهيئة المديرة للمهرجان خلال ندوة صحفية انتظمت صباح اليوم الثلاثاء بأحد نزل مدينة سوسة، 10 عروض متنوعة تراوح بين المسرح والغناء والموسيقى والشعر والرسم والفن الحكواتي إلى جانب تنظيم ندوة علمية يوم 1 أوت القادم ستخصص للتعريف بتاريخ النفيضة ونضالاتها.
ويفتتح المهرجان بعرض مسرحي للفنانة منى نور الدين والفنان إكرام عزوز بعنوان “الوحلة” ليختتم بعرض مماثل مع الفنانة وجيهة الجندوبي بمسرحية “بيغ بوسا”.
أما السهرات الغنائية فسيحييها كل من الفنانين مرتضى الفتيتي يوم 29 جويلية الجاري ورؤوف ماهر يوم 8 أوت القادم إضافة إلى مغني الراب سنفرا يوم 4 أوت. كما سيقع تنظيم عرض موسيقي لنادي الموسيقى بدار الثقافة يوم 10 من الشهر ذاته.
وسيكون للأطفال نصيب بعرض حكواتي سيقام بفضاء المكتبة العمومية يوم 6 أوت القادم إلى جانب معرض لنادي الرسم بدار الثقافة بالجهة يوم 2 أوت وأمسية شعرية بالفضاء نفسه يؤمنها شعراء من أبناء الجهة يوم 9 أوت.
إمكانيات مادية محدودة وإلغاء للكرنفال
وتطرقت الهيئة المديرة للمهرجان أثناء تقديمها لمختلف فعاليات هذه الدورة إلى الصعوبات المالية التي تعترضها ومحدودية الدعم خاصة من قبل المؤسسات الصناعية المنتصبة بالجهة علاوة على غياب فضاء مخصص لاحتضان مختلف العروض.
وتحدث مدير المهرجان، رضا السعيدي، عن ميزانية هذه الدورة التي لم تتجاوز الـ 40 ألف دينار موضحا أنّ هيئة المهرجان تتلقى دعما من قبل مندوبية الشؤون الثقافية بسوسة يقدّر بـ 30 ألف دينار (10 آلف دينار تخصص لليالي رمضان بالجهة و20 ألف دينار للمهرجان الصيفي). كما تقوم بلدية المكان برصد ما قيمته 10 آلاف دينار لهيئة المهرجان بالإضافة إلى دعم مقدّم من ولاية سوسة.
أما دعم المستشهرين فقد تراجع هذه الدورة وفق المكلف بالإعلام في هذا المهرجان، مكرم السعيدي، ليبلغ ما يفوق الـ 4 آلاف دينار مؤكدا عزوف المؤسسات الصناعية بالجهة عن دعم الأنشطة الثقافية والرياضية.
وبيّن السعيدي أنّ ضعف الإمكانيات والافتقار إلى مسرح للهواء الطلق يمنعهم من برمجة عروض كبرى والحال أنهم يطمحون إلى القيام بعروض دولية.
وأشار السعيدي أنّ الهيئة ارتأت هذه الدورة، في إطار سياسة التقشف، إلى إلغاء الكرنفال الذي دأبت على تنظيمه في مفتتح كل دورة إلى جانب عرض ليبي كان من المقرر أن يكون ضمن البرمجة هذه السنة.
وقال “نحن نعوّل على اقبال الجماهير التي نأمل أن تقبل بكثافة على مختلف العروض” لافتا إلى أنّ أسعار التذاكر تتراوح بين 10 دنانير و15 دينارا.
ضرورة تغيير الفلسفة الثقافية
هذا وشهدت هذه الدورة تكريم الفنان مهذب الرميلي الّذي أشاد بتنوع البرمجة في هذه الدورة ووصفها بالاستثنائية ضمن المهرجانات الصيفية بتضمنها على عروض شعر ورسم وندوة علمية، ما من شأنه أن يضفي خصوصية على هذا المهرجان حسب قوله.
ودعا الرميلي، في تصريح لموقع “بلادي نيوز” السلط إلى الالتفاف حول “التظاهرات والمهرجانات الصغرى” التي تعكس وفقه الروح النابضة للثقافة الحقيقية، “ثقافة العمق لا ثقافة الصور والواجهة” حسب تعبيره.
وتابع بالقول علينا اعتماد فلسفة مغايرة مبنية على العدالة الاجتماعية في المجال الثقافي وللمواطن في مختلف ربوع هذه البلاد الحقوق الثقافية ذاتها التي يمتلكها من لديه الإمكانيات لحضور المهرجانات الكبرى كمهرجاني قرطاج والحمامات.
ونادى محدثنا بضرورة خلق معادلة بين البعدين التجاري والثقافي للمهرجانات واعتماد إيرادات بيع التذاكر كأساس لخلاص العروض بدل الأسعار المرتفعة التي يطلبها الفنانون.
كما طالب الرميلي الفنانين الكبار بالتبرع بحفل واحد أو القيام بعرض رمزي لفائدة المهرجانات الصغرى من أجل تدعيم موازناتهم.
وأشار الرميلي إلى أنّ المطالب والاشكاليات ذاتها تتكرر في مختلف هذه المهرجانات من قلة الإمكانيات وعدم توفر فضاءات مخصصة مقابل رغبة الجماهير في تقديم عروض لفنانين من الصف الأوّل.
هدى القرماني