ورشة لرابطة الناخبات التونسيات: نساء بين غموض انتخابي وسياسي وخوف على المكتسبات

نظمت رابطة الناخبات التونسيات السبت 7 ماي 2022 ورشة تفكير بعنوان “المشاركة السياسية بعد 25 جويلية 2021 أية أجندة للنساء؟” بمشاركة  نحو 20 امرأة منهن من يمثلن عدة أحزاب سياسية منها حركة تحيا تونس والنهضة وحركة تونس إلى الأمام… إلى جانب مستشارات ورؤساء لجان بلدية ومستقلات وعضوات بمنظمات نقابية وغيرهن دون تغييب الرجل الذي كان حاضرا أيضا في هذه الورشة .

 وأرادت رابطة الناخبات التونسيات بالتعاون مع منظمة “KVINFO  ” طرح هذه المسألة نظرا للغموض الذي يكتنف المشهد السياسي اليوم وخاصة الدعوات لتنقيح القانون الانتخابي وإمكانية فرض مبدأ الاقتراع على الأفراد وإلغاء آلية الاقتراع على القائمات التي اعتبرت آلية ناجحة مكنت المرأة من الولوج لمواقع القرار السياسي وافتكاك مقاعد لهن في الساحة السياسية والهياكل الممثلة لها ولو بنسب لم ترق بعد إلى مستوى الرضاء الكامل من الناشطات في المجال ومن بينهن رابطة الناخبات التونسيات .

 وفي سياق متصل اعتبرت عضو حزب تحيا تونس هاجر بالشيخ أحمد أنه من الضروري بقاء المرأة كظاهرة فاعلة ومؤثرة في الحياة السياسية وليست مجرد عنصر  للتعبئة في الحملات والاجتماعات وتجميع الأصوات  خاصة وان الأرقام المسجلة خلال سنوات 2014 كانت مشرفة بفضل نظام الاقتراع  وتطبيق التناصف الأفقي والعمودي منها في الانتخابات البلدية  .

 واعتبرت خلال مداخلة بالورشة أن الذهاب نحو الاقتراع على الأفراد لن يجعل هناك تمثيلية للمرأة  مثل  التمثيلية التي كانت موجودة خاصة وأن المرأة التونسية تفتك دوما مكانها ومن المستحيل منحها بأريحية هذه الحق السياسي مشيرة إلى أهمية طرح رابطة الناخبات الناشطة في المجال لهذا الإشكال للتفكير ووضع التصورات للتصدي لهذا التوجه والحفاظ على المكتسبات.

من جانبه صرح  المسؤول عن الشباب بمكتب حركة تونس إلى الأمام  ناظم بلعيد أن ورشة التفكير لرابطة الناخبات مهمة في هذه الفترة خاصة أن التحامل على المرأة متواصل  وسط  غموض المشهد السياسي والأفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يجب أن تتاح للمرأة لتكسير الصورة النمطية ودفعها لأخذ القرارات وتغيير المشهد السياسي معتبرا ان الاقتراع على الأفراد قد يضر بالنساء والناخب في حد ذاته  وقد يخلق نموذجا سيئا لممثلين عن الشعب كما شهده البرلمان المنحل الذي فتح المجال لمهربين للفوز بمقاعد داخله  .

من جانبها صرحت رئيسة لجنة المرأة والأسرة ببلدية رواد  ليلى العياشي ان تمثلية النساء في الانتخابات البلدية والتي بلغت نحو 47 بالمائة سابقا ورئاستها لعدة بلديات وغيرها من المكتسبات يجب المحافظة عليها  ودعم حضورها في الإنتخابات  التشريعية معتبرة انه مابعد مرحلة 25 جويلية يجب ان يتم ضمان هذه المكاسب وخاصة التناصف الأفقي والعمودي  وتطويره  رغم ضبابية المشهد السياسي ومدى التفكير في حضورها او تشريكها  المتساوي مع الرجل في حال فرض نظام الاقتراع على الأفراد وهو ما وقفت على مناقشته المشاركات خلال ورشة التفكير التي تنظمها رابطة الناخبات التونسيات .

 و قالت رئيسة لجنة مراجعة المعاليم ببلدية تونس هناء بن سعيد بأن المخاوف  التي صاحبت ما بعد 25 جويلية حول مستقبل ودور المرأة وبالتحديد فور إعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد  اعتماد نظام الاقتراع على الأفراد  يفرض التفكير الاستباقي لهذه المسألة خاصة ان هذا المسار يكرس تواجد الرجل على حساب المرأة  وورشة التفكير لرابطة الناخبات تهدف  لوضع آليات الدفاع عن حضور المرأة خلال الانتخابات القادمة وتوجيه توصيات لرئاستي الحكومة والجمهورية وكل الهيئات المتداخلة وتغيير طريقة الانتخاب لتكون على القائمات عوض الأفراد التي تضرب مصالح ودور المراة في ظل عقلية الرجل التونسي الذي لايعترف إلى اليوم بدور المرأة وأهمية وجودها لتغيير الحياة السياسية في البلاد.

وصرحت  نائبة رئيس جمعية ‘ابصار’ لثقافة  وترفيه ذوات وذوي الاعاقة البصرية بسمة السوسي  ان مشاركة المرأة  التونسية في الحياة السياسية تبقى مهمة جدا رغم وجود مخاطر تتعلق بضبابية الرؤية السياسية وعدم وضوح المسار وإمكانية   التراجع عن مكسب حق النساء في التصويت  بنظام يضرب مكسبها الهام بالتناصف ويؤدي إلى عزوفها  وعودة محاولات ممارسة أشكال العنف السياسي ضدها ترهيبها وإعادتها لمربع الصورة النمطية التي يحكمها موروث ثقافي وعادات وتقاليد تحد من صورة ودور النساء  وخاصة منهن ذوات الإعاقة  .

من جانبها اعتبرت عضو مجلس أمانة حركة تونس  إلى الأمام أحلام يوسف أن ورشة التفكير لرابطة الناخبات مهمة لإيجاد  حلول وبناء رؤية حول مساواة حقيقية لا نراها على أرض الواقع  وبالنسبة للحياة السياسة تبقى منقوصة مضيفة أن الاقتراع على الأفراد قد لايشكل خطرا  على النساء ويعتبر هذا المقترح نوعا من التناصف في صيغة أخرى مغايرة وقد تكون أفضل بكثير من الاقتراع على القائمات بالنسبة للنساء لوجود مقترحات بضرورة اقتران الاقتراع على الرجل بالاقتراع  على  امرأة من قائمته بالضرورة أو حزبه أو  من اي هيكل سياسي ينتمي له.

وأضافت أن لديهن ثقة في مجهودات رابطة الناخبات التونسيات لإيصال صوتهن لنجاحها سابقا في تغيير  عدة مسارات وقرارات.

موزاييك أف أم

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

قضية الجيلاني الدبوسي: بطاقة إيداع بالسجن ضد وكيل عام سابق لدى محكمة الاستئناف بتونس

أصدر عميد قضاة التحقيق اليوم الإثنين 15 أفريل 2024، بطاقة إيداع بالسجن ضدّ إطار قضائي …