ذكر مراسل (المنــار) في واشنطن أن الدوائر الأمريكية على اختلافها تدرك تماما بأن الرئيس بشار الأسد هو الرجل القوي في سوريا سواء على المستوى الميداني العسكري بصفته القائد الأعلى للجيش الذي نجح في الحفاظ على تماسكه طوال مدة الازمة وحتى الان، وتجاوز مفاصل ومحاور خطيرة كانت تهدف الى تفكيكه ودفعه الى الانهيار، وايضا تدرك هذه الدوائر الأمريكية حقيقة التأييد والدعم الذي يحظى به الرئيس الأسد على المستوى الشعبي.
ونقل مراسل (المنــار) عن دبلوماسي أمريكي كبير قوله، بأن جميع الاشارات والمعطيات المتوفرة بحوزة الدوائر الأمريكية المختلفة تجمع على أن الرئيس السوري سيحقق فوزا ونصرا واضحا وكبيرا في أية معركة انتخابية تجري بشفافية حقيقية في سوريا.
وتقول دوائر أمريكية أن هذه الحقيقة ترى فيها واشنطن سيناريو أسودا، يمنع التقدم باتجاه مؤتمر جنيف2، وتطبيق ما يمكن أن يصدر عنه من قرارات لتأسيس مرحلة انتقالية تشهد انتخابات رئاسية. ولا يقتصر هذا الخوف من تحقيق انتصار سياسي للأسد على أمريكا والأنظمة المتحالفة معها، وانما أيضا على العديد من الاطراف في الصف الأول في المنظومة الامريكية ضد سوريا، وهي جهات تحاول أن تبقى بعيدة بعض الشيء، وأن لا تظهر بوضوح وعلى رأسها اسرائيل.
فالولايات المتحدة التي دعت منذ بداية الازمة في سوريا الى ضرورة افساح المجال للشعب لاختيار ما يرغب في قيادته ، وخرجت بكثير من الشعارات على امتداد فترة الازمة واصفة الرئيس الأسد بأنه غير شرعي باتت اليوم تخشى من معركة غير محسوبة ساحتها صناديق الاقتراع.
وخشية من انتصار الأسد الذي ترى فيه واشنطن وحلفاؤها سيناريو مرعبا، يجيء قرار امريكا مبكرا وقبل أن تفتح أبواب قاعة جنيف2، بحملة ارهابية متصاعدة تسير جنبا الى جنب مع حملة الهجمات الارهابية في مراكز المدن السورية، يضاف الى ذلك حملة الترهيب واثارة حالة الارباك التي تجري على الارض من خلال عمليات ارهابية عشوائية عبر قذائف الهاون والسيارات المفخخة لاثارة الفوضى وأكبر قدر من الضحايا. وبالتالي، تستمر عمليات ضخ السلاح والإرهابيين الى داخل الاراضي السورية، وكشفت دوائر لـ (المنــار) أن هذه الحملات الجديدة هدفها أيضا تخويف المترددين في دعمهم للخطة الامريكية، ومحاولة التأثير على موقف الاغلبية الداعمة لاعادة انتخاب بشار الأسد لولاية جديدة.
وتقول الدوائر أن الولايات المتحدة وحلفاءها متفقة على ضرورة تكثيف العمل ارهابا واجراما بهدف تحسين فرص العصابات المرتزقة وما يسمى بالمعارضة التي تواجه صعوبة في توحيد صفوفها، وكما وصف دبلوماسي بريطاني المعارضة السورية بأنها تواجه صعوبة في الاتفاق على اختيار الفندق الذي ستقيم فيه، فكيف يمكنها أن تتفق على ادارة شؤون دولة وخطة سياسية وبرنامج انتخابي في مواجهة الاسد في صناديق الاقتراع.
المنار