المؤرخ خالد عبيد: المنطقة العربية قادمة على تقسيم جديد بدأ مع “سايكس بيكو” ويحاول الاكتمال اليوم

متابعة ونقل هدى القرماني

يرى المؤرخ خالد عبيد أنّ ما يحدث الآن في المنطقة العربية هو إعادة تشكّل جديد للمنطقة  وإن لم يتبلور بعد، وفق ما أسماه بترقيع أو إصلاح ما حدث في اتفاقية سايكس بيكو المبرمة في ماي 1916 وما بعدها والتي ولدت منذ البداية وفقا للدكتور على أساس تقسيم اثني وعرقي ولكنها خضعت إلى اكراهات تلك الفترة وعلى ضوء تلك الظرفية.

ويضيف الدكتور عبيد في مداخلة له على إحدى القنوات التركية أنّنا نعيش اليوم فترة مخاض لا يمكن التكهن حقيقة بنتيجته و مآله باعتبار أن كامل المنطقة العربية يشهد ما يمكن تسميته بالتحريك المتسارع للتاريخ وللأحداث التاريخية وأنه بإمكاننا أن نشهد توترا أكثر فأكثر في منطقة دون أخرى.

وشدّد عبيد على ضرورة المراوحة بين الماضي والحاضر حتى نفهم ما يحدث حاليا لأنّ الحاضر وفق قوله يرجّح أن هناك “طبخة بصدد التشكل في المنطقة لكن نستشعر أنها ستكون طبخة على أساس طائفي وعرقي مرة أخرى مثلما بدأ مع اتفاقية سايكس بيكو ولم يكتمل والآن يريد البناء أن يكتمل ولكن للأسف هذه المرة بأياد عربية ” كما جاء على لسانه.

وأوضح الدكتور أن ما يحدث اليوم في اليمن وفي سوريا والعراق وأيضا ليبيا هو مخاض بصدد التشكل لكن المنطقة العربية يقول دائمة التحولات فعاصفة الحزم مثلا في اليمن تقودها المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى ضد الحوثيين.

ويُرجع المؤرخ ذلك إلى استشعار المملكة العربية السعودية خاصة خلال السنتين الأخيرتين بأنها ستكون محاصرة نظرا للهاجس والحذر الكبيرين الذين تشعر بهما تجاه المد التركي والمد الإيراني مضيفا أننا لا يمكن أن نفهم التصرفات السعودية والسياسة الإستراتيجية للملكة الا وفقا لهذا المعطى.

وأشار المؤرخ في مداخلته أيضا إلى أنه يجب أن لا ننسى ما ذكره نائب الرئيس الأمريكي الحالي جون بايدن في سنة 2006 عندما تحدّث عن ضرورة تقسيم العراق إلى 3 مناطق منطقة شيعية وثانية سنية وثالثة كردية مضيفا أننا نرى اليوم ما ذهب إليه النائب قد بدأ يترجم على أرض الواقع خاصة من خلال المشروع الذي عرض على الكونغرس الأمريكي في الأسابيع الفارطة والمتعلق بضرورة مد السلاح لمختلف الفصائل هناك.

كما ذكّر الدكتور أيضا بما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” في سبتمبر 2013 عندما نشرت خارطة تقسم المنطقة العربية بما في ذلك المملكة العربية السعودية وفيها تشكل  لـ 15 دولة أو دويلة كما وصفها المؤرخ.

وتعليقا على ما مدى مسؤولية ثورات الربيع العربي عن الفوضى الحاصلة اليوم أجاب خالد عبيد بأن ما حدث من حراك أو ما يسمى بثورات في المنطقة العربية هو نتيجة طبيعية للمخاض الذي تشهده الشعوب العربية التي عانت من استبداد الأنظمة التي كانت تحكمها والتي مازال بعضها إلى حد الآن يحكمها لكن الإشكال وفق المؤرخ يكمن في أن بعض القوى الدولية استغلت بعض الثورات لتنفيذ أجندة خاصة بها ولعلّ أهمها وفق عبيد محاولة إعادة ترتيب البيت العربي من جديد بما يتلاءم والظرفية الحالية لبعض الأطراف.

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

وزير الداخلية يتسلم درع مجلس وزراء الداخلية العرب

تسلّم وزير الداخلية كمال الفقـي، درع مجلس وزراء الداخلية العرب، وذلك خلال استقباله بمقر الوزارة …