المعهد التونسي للعلاقات الدولية : زيارة ساركوزي إلى تونس أشبه بزيارة دولة

هدى القرماني

تعقيبا على تصريحات الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي خلال زيارته إلى تونس من 19 إلى 21 من هذا الشهر والتي أثارت عديد الانتقادات في تونس وأيضا في الجزائر أصدر المعهد التونسي للعلاقات الدولية بيانا استهجن فيه هذه الزيارة معتبرا إياها أشبه بزيارة دولة منها إلى زيارة حزب ومنتقدا استضافة حزب نداء تونس لساركوزي واستقباله من قبل رؤساء السلط التونسية خاصة وأن ساركوزي عُرف بعنصريته ومتهم بأنه وراء تدمير ليبيا وما يحدث اليوم من أعمال إرهابية في تونس والجزائر كما جاء في البيان.

 

وفي ما يلي  نص البيان : (ترجمة بلادي نيوز)

بيان المعهد التونسي للعلاقات الدولية

نيكولا ساركوزي “تقريبا” في زيارة دولة إلى تونس

أدى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي زيارة إلى تونس امتدت من 19 إلى 21 جويلية 2015 بدعوة يبدو أنها من نداء تونس الحزب الحاكم في البلاد ولكن لا نستبعد أن يكون ساركوزي من بادر بهذه الزيارة بما أن بعض القيادات بالحزب تحاول الدفاع عن نفسها أمام التطورات المؤسفة التي عقبت تصريحاته المضللة والتي أثرت على المشهد السياسي للبلد المضيف وللمنطقة ككل.

وفي ما يتعلق بالبروتوكول الذي حظيت به هذه الزيارة فيجب الانتباه إلى أنها أحيطت بلقاءات مغلقة لساركوزي مع الرئاسات الثلاث وأنه تغلب عليها طابع زيارة دولة أكثر من زيارة حزب لما رافقها من بهرج والتي لم تغب عنها عادة التجول في الأسواق التقليدية التونسية.

وتهدف هذه الزيارة إلى الإعلان عن حزب “الجمهوريين” والذي يترأسه ساركوزي وإلى تجديد العهد مع السلطة التونسية وأيضا إلى استقطاب الناخبين الفرنسيين من أصول تونسية للتصويت لفائدة ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية لسنة 2017.

ويجدر تذكير التونسيين وخاصة السياسيين، فاقدي الذاكرة، بمن هو حقيقة نيكولا ساركوزي على الأقل في علاقته ببلدنا وبالمنطقة ككل. اقرؤوا آخر تصريحات عبد الرحمان دحمان المستشار السابق لساركوزي والتي قال فيها ” الرئيس الحالي لحزب “الجمهوريين” الفرنسي وراء الأحداث الإرهابية الأخيرة التي تشهدها تونس والجزائر بعد أن دمّر ليبيا”.

فساركوزي هو من دمّر ليبيا وساهم في تحويلها إلى قاعدة دولية لمختلف أنواع التهريب وأول قاعدة للإرهاب تهدد جيرانها باستمرار.

وهو من اغتال الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وفقا لما صرح به رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني شريكه في الجريمة ضد الشعب الليبي وضد الإنسانية جميعا.

وساهم في مأساة سوريا والتي سبق وأن رفض الرئيس بشار الأسد وأيضا الجزائر وليبيا في شخص معمر القذافي مشروعه الصهيوني المتمثل في “الاتحاد من أجل المتوسط” متمسكين بسيادة بلدانهم.

كما عُرف ساركوزي بطبعه العنصري وقد أقر بذلك علنا تجاه الأفارقة في خطابه بداكار في 26 جويلية 2007 واتضح ذلك أيضا عندما توجه للتونسيين وفي بلدهم قائلا : ” أنتم التونسيون لكم السواعد ونحن الفرنسيون لنا الذكاء وهو ما يكفي لبناء علاقات شراكة مفيدة للبلدين”.

يبدو في الظاهر أن قدوم ساركوزي إلى تونس كان لدعم التونسيين في مجابهتهم للإرهاب ولم يجد لذلك أفضل من التطاول على الجزائر وتهديدها وهي شقيقتنا وجارتنا وحليفتنا بالأمس في مقاومة الاستعمار واليوم في محاربتنا للإرهاب الذي هو نتاج لمشاريع استعمارية جديدة يتبناها ساركوزي وأصدقاؤه.

وفي كل الأحوال فساركوزي يقوم بدوره ونستغرب منه غير ذلك لكن العيب يقع على من استضافه ومن استقبله بحفاوة لا يستحقها وهو على استعداد للتحالف معه غدا على أمل عودته إلى السلطة ولذلك نقول لهؤلاء أنتم تراهنون على حصان خاسر لأن الفرنسيين الذين سيصوتون لليمين المتطرف سيختارون الأصل لا “النسخة المقلدة”.

وأخيرا نذكّر أيضا أصحاب الذاكرة الضعيفة أنه ليس من الصدفة أن تتطابق فترة زيارة ساركوزي الممتدة من 19 إلى 21 جويلية مع الأيام الثلاثة لمعركة بنزرت سنة 1961 لتحرير آخر معقل للمعمّر في تونس.

أحمد المناعي

 المعهد التونسي للعلاقات الدولية

تونس في 22 جويلية 2015

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

تركيبة المجلس الوطني للجهات والأقاليم ومهامه وأهم مراحل تركيزه

يعقد المجلس الوطني للجهات والأقاليم، غدا الجمعة، جلسته الافتتاحية تطبيقا للأمر الرئاسي عدد 196 لسنة …