رئيس الجمهورية في حوار الى القناة الفرنسية « سي نيوز » .. »نتفهم احتجاجات الشباب ونحن في نظام ديمقراطي يكفل حرية التظاهر والتعبير »

قال رئيس الدولة الباجي قائد السبسي في حوار ادلى به صباح اليوم الاربعاء الى الصحفي بالقناة الخاصة الفرنسية « سي نيوز » جان بيار الكباش ان الاحتجاجات التي عمت في تونس خلال النصف الأول من شهر جانفي الماضي، هي احتجاجات عادية و تعبير عن مطالب الشباب لحقه في العمل مشيرا الى ان الدولة تتفهم هذا الأمر « لأننا في نظام ديمقراطي يكفل حرية التظاهر والتعبير »
واضاف رئيس الجمهورية في هذا الاطار أنه يتوجب على المسؤولين إيجاد الحلول لمسالة التشغيل وخلق فرص العمل للشباب وعلى ضرورة أن يتلاءم التكوين مع سوق الشغل، باعتبار أن الكثير من المشاكل الحاصلة الآن لدى الشباب تعود إلى عدم تلاؤم هدا التكوين مع فرص العمل الموجودة مبرزا أنه يعلم تماما ما يعانيه الشباب سيما في الأحياء الشعبية.
وأكد أنه لم يتم إيقاف المحتجين بل فقط من اعتبرهم « مخربين » مشددا على أن كل الإيقافات تمت بإذون من وكيل الجمهورية ولا دخل لوزارة الداخلية فيها .
وفي ما يتعلق بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تونس، شدد رئيس الدولة على أن العلاقات التونسية الفرنسية كانت دائما ممتازة وأن زيارة الرئيس الفرنسي الحالية ستعطي انطلاقة جديدة لهذه العلاقات التي « ستبنى على أسس جديدة »، مبينا أن الاتفاقات التي تم امضاؤها بين البلدين والمحادثات التي جرت مع نظيره الفرنسي تمحورت أساسا حول الشباب التونسي وسبل دعمه وتطوير آفاقه تونس تحتاج إلى جميع دول أوروبا، وعلينا أن نتحدث بصراحة عن المشاكل التي يجب حلها »
وعن سؤال حول إمكانية تقدمه لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية لسنة 2019 رفض قايد السبسي الإجابة عنه واعتبره سؤالا في غير محله، مشيرا إلى أنه يفضل ترك مكانه للجيل الجديد ومن يريد أن يكون في الحكم عليه أن يمر عبر الانتخابات و أن يكون منتخبا بأغلبية مريحة .
وقال من جهة اخرى « ليس لي وريث في الحكم وإبني (حافظ قايد السبسي) يمارس السياسة مثل غيره وليس عضوا في الحكومة أو في أي جهاز من أجهزة الدولة كما أنه لا يوجد أي فرد من عائلتي في الحكومة وكلما ما يشاع عن هذا الأمر مجرد مغالطات.
واشار من جهة اخرى أن سياسة التوافق نجحت في تونس على الرغم من أنها « من أصعب ما يكون » وتواصلها أمر جيد لتونس، مبرزا أن التوفيق بين الإسلام والديمقراطية في تونس « امر نادر » وأن تونس هي البلد الوحيد الذي يتميز بإسلام منفتح وبتعدد الأديان، قائلا في هذا الاطار « ولئن كان الشعب التونسي في أغلبيته العظمى يدين بالإسلام فإن الدولة مدنية حسب ما ينص عليه الدستور التونسي. »
وعن تحويل الديون الفرنسية المتخلدة بذمة تونس الى مشاريع تنموية بين رئيس الجمهورية أن هذه الديون تقدر ب2 مليار دينار وقد تم تحويل جزء من هذه الديون التي تقدر ب60 مليون اورو في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند ، كما تم تحويل جزء آخر يقدر ب30 مليون مضيفا أن المشكل الكبير الذي يعترض التنمية يتمثل في عزوف رجال الأعمال عن الاستثمار في الجهات الداخلية التي لا تزال تعاني من التهميش.
وفي ما تعلّق بصندوق النقد الدولي، أكّد رئيس الدولة على أن تونس تحترم تعهّداتها والتزاماتها تجاه الصندوق، مشيرا في هذا الإطار إلى وجود ما وصفها « بالكثير من المغالطات » في علاقة تونس بهذا الصندوق قائلا في هذا الصدد « نحن نعرف مشكلاتنا جيدا ونعرف كيف نتعامل معها .. ويجب توفير الإمكانيات اللازمة لمواجهة التغيرات التي تعيشها تونس ».
ولدى تطرقه الى خطر الإرهاب، بين قائد السبسي أنه ليس هنالك أية دولة بمنأى عن خطر هذه الآفة قائلا  » لدينا تعاون وثيق مع الكثير من البلدان على غرار فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن « نجاح تونس في الحرب على الإرهاب يعني تجنيب البلدان الأوروبية الكثير من المتاعب ».

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

انتخاب عماد الدربالي رئيسا للمجلس الوطني للجهات والأقاليم

تم إنتخاب عماد الدربالي رئيسا للمجلس الوطني للجهات والاقاليم، بعد حصوله على 49 صوتا مقابل …