سعيّد: نرفض التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية ونحن نخوض حرب تحرير وطنية لضرب الفساد والمفسدين والمتآمرين

بمناسبة الاحتفال بالذكرى 67 للاستقلال، تحوّل رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، امس الإثنين، إلى مدينة القيروان، حيث اجتمع بإطارات الجهة وذلك بمقر الولاية
وعبّر الرئيس في كلمة بهذه المناسبة، عن رفضه « التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية، باعتبار أن تونس ليست تحت الحماية أو أي نوع من أنواع الوصاية »، قائلا: « مثلما واجه التونسيون في الماضي، القوات الغازية والمستعمرة، بما توفّر لديهم من إمكانيات محدودة واستماتوا ورفضوا تدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية، فإننا نستميت اليوم من أجل الدفاع عن سيادتنا .. فتونس دولة حرة، مستقلة وذات سيادة ».
وذكّر بأن جامع عقبة احتضن اجتماعا في جوان 1882 تم الاتفاق فيه على مقاومة الاحتلال بقوة السلاح، على إثر إقرار الحماية الفرنسية التي اعتبرها « استعمارا واحتلالا استيطانيا للأراضي التونسية ».
وأضاف سعيّد قوله: ليس من قبيل الصدفة أن أكون بينكم اليوم .. جئت لأقول لكل التونسيين إننا لن نفرّط في سيادتنا وفي كرامتنا وسنعمل من أجل تحقيق مطالب شعبنا .. فالمحافظة على الاستقلال، أهم من الحصول عليه لذلك لن نفرّط فيه .. لا نقبل إلا أن نكون أسيادا في بلادنا، حتى تبقى تونس دائما مرفوعة الهامة قوية ثابتة على مبادئها ».
كما شدد على ضرورة أن « نعوّل على ذواتنا وقدراتنا لمواجهة كل الصعاب »، مؤكدا بالقول في هذا الصدد: « لا نقبل أن تُملى علينا الحلول من الخارج .. نحن نستنبط الحلول لتكون في خدمة أبناء شعبنا وفي خدمة المواطن الفقير والبائس ومن لا يجد شغلا ولا طعاما ولا مرفقا عموميا للصحة .. ستبقى المرافق والمنشآت العمومية لأنها في خدمة الشعب، لكن لابد من تطهيرها والقضاء على الأسباب التي أدت بها إلى هذا الوضع الكارثي ».
وقال في هذا السياق: « إننا نخوض حرب تحرير وطنية لضرب الفساد والمفسدين والمتآمرين والذين لا يتوانون عن تجويع حتى الرضّع .. كلهم يشتركون في التآمر على أمن الدولة »، موضحا أن « الأمر لا يتعلّق بالمضاربة أو بالاحتكار وإنما بتجويع الشعب والتنكيل به ».
وبعد الإعراب عن أسفه لكون البعض « يتباهون اليوم ويرتمون في أحضان أي كان، همهم الوحيد هو السلطة »، أشار رئيس الدولة إلى أنهم « يتحدّثون عن الدكتاتورية، في حين أنهم يتكلّمون كل يوم »، متسائلا: « من تم اعتقاله من أجل رأي أبداه ؟ .. رغم أن بعضهم يطالبون صراحة بالانقلاب وبالاغتيال ». ولاحظ أن « من يقبل بأن يكون أداة لأي قوة خارجية وبأن يخون وطنه، لا يمكن له أن يدّعي بأنه تونسي حُر ».
وفي معرض حديثه عن نضالات المرأة التونسية، في السابق والحاضر، من أجل الدفاع عن الوطن وعن حقوقها، شدد الرئيس أنه « لا تراجع عن مكاسب المرأة »
ومن جهة أخرى اعتبر قيس سعيّد في معرض حديثة عن مجلس الجهات والأقاليم، أنه سيكون « تمثيلا حقيقيا لتطلعات المواطنين في الجهات »، مشيرا بالخصوص إلى أنه يندرج في سياق « تمكين الشعب من الأدوات القانونية لتحقيق رغباته المشروعة في الصحة والتعليم ».
ونفى ما يروج بخصوص إلغاء الكتل داخل البرلمان، مؤكدا أن هذه المسألة موجودة في دستور 2022 وأنه سيتم العمل على تكريسها صلب النظام الداخلي للمجلس النيابي الجديد.
وبخصوص المستشفى الجامعي الملك سلمان بالقيروان، حث رئيس الجمهورية على انطلاق أشغال هذا المستشفى، « باعتبار أن المملكة العربية السعودية كانت قد رصدت ميزانية هامة لهذا المشروع واستكملت الدراسات بشأنه منذ 2017″، محمّلا من يعمل على تعطيل هذا المشروع، المسؤولية في ذلك.

وات

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

تركيبة المجلس الوطني للجهات والأقاليم ومهامه وأهم مراحل تركيزه

يعقد المجلس الوطني للجهات والأقاليم، غدا الجمعة، جلسته الافتتاحية تطبيقا للأمر الرئاسي عدد 196 لسنة …