لماذا تستمر السعودية بدعم «الجهاديين» في سورية في ظل المشهدية العرجاء لدورها في مسلسل الكبار؟؟

بقلم : محمد بكر – كاتب فلسطيني مقيم في سورية

لم يعد خافياً على القاصي والداني الدور السعودي المنخرط حتى النخاع في تلافيف الحرب على سورية “تمويلاً وتسليحا”ً والطافح بالتبعية للعم سام يطأطئ فيه السعودي الرأس سمعاً وطاعة, ويصور مشاهده “الثانوية ” في مسلسل تنشط فيه لعبة “شد الحبال” بين الكبار, إذ تُخط السيناريوهات وتوكل المهمات وتوزع الأدوار وتنتفي البطولة المطلقة عن الصغار لاسيما في الخواتيم والنهايات.

جملة من الانتكاسات السياسية والعسكرية منيت بها المملكة ” العتيدة” خلال الفترة القصيرة الماضية وتحديداً في شهر تموز الماضي عندما انبرى مبعوثها الخاص للحرب على سورية الأمير غير الأصيل بندر بن سلطان “باعتبار أن والدته خيزرانة من أصل إثيوبي” لتصدر الواجهة السياسية في إدارة الملف السوري واسترجاع الدور الاقليمي المسلوب,لاسيما بعد السقوط المدوي للدور القطري في الوحول السورية, فهرول مسرعاً باتجاه الكرملين في محاولة ساذجة لشراء المواقف واستحداث الليونة في الصلابة الروسية تجاه الأزمة السورية, فجاءت النتائج على عكس الأمنيات وبخلاف الرغبات إذ لم يدرك”أمير الجهاديين” غباءً أو سوء تقدير أن التغيير في سلوك الروسي المتموضع بقوة في خانة الكبار وصاحب الحضور الراسخ قولاً وفعلاً في لعبة الأمم هو من عاشر المستحيلات.

في الميدان لم يكن المشهد مختلفاً على الإطلاق , فتوالت السقطات وتعالت صيحات أدواته الإسلاموية في الداخل السوري لاسيما في الريف الدمشقي فكانت عملية درع العاصمة التي نفذها الجيش العربي السوري بخطا ثابتة وواثقة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير والأساس في تصنيعه لحادثة الكيماوي في الغوطة الشرقية في محاولة لاستجلاب التدخل العسكري الخارجي لجهة تعديل المشهد ورفع المعنويات التي دخلت “غرفة الإنعاش”, فجاءت المبادرة الروسية لتبدد الأحلام وتسقط الأوهام.

التقارب الإيراني- الأمريكي أصاب المملكة في مقتل, فسارعت لصياغة التقاربات وعقد الاجتماعات مع الكيان الصهيوني , وإعادة ترتيب الأوراق في إطار “التحشيد والتعويل” وفي محاولة لفرض المقاسات في أي عملية تفصيل مقبلة للحل السياسي في جنيف2 , إذ تم تشكيل ماسمي بجيش الإسلام المكون من 43 فصيل متطرف من بينها ” لواء الإسلام ” التابع مباشرة لبندر بن سلطان لجهة خوض المعركة الكبرى في منطقة القلمون وريف دمشق الشمالي في محاولة للانقضاض على العاصمة وذلك بحسب موقع الحقيقة, وهذا ما جاء متناغماً بشدة مع ما أوردته صحيفة الواشنطن بوست في 4/10/2013 بأن الاستخبارات الأمريكية تعكف على توسيع برنامج سري لتدريب ماسمته بالمعارضة المعتدلة إضافة لما ذكرته صحيفة السفير اللبنانية بأن قيادات “داعش” الهاربة من سجن أبوغريب في العراق قد وصلت إلى لبنان لتوسيع المعارك باتجاه الأراضي السورية,هذا الحراك الذي يكرس التناقض في السياسة الأمريكية ويدحض جديتها في تبني الحلول السياسية, ذلك التناقض الذي وجدت فيه القيادة السورية تسويقاً وشرعنة ً للعنف.

نحن هنا لا نمتهن التنجيم أو التكهن لتحسس مدى التيه الذي وصلت إليه المملكة في حربها على سورية فأن تلغي المملكة كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ,وأن لا تقوم بتوزيعها على الأعضاء كما جرت العادة, فما ذلك إلا انعكاس فعلي للفشل السعودي في السياسة والميدان على الرغم من المحاولات البائسة لتظهير الأمر بأنه احتجاج على ماسموه “عجز” المجتمع الدولي حيال القضايا المفصلية,هذا الفشل الذي سيكون كفيلاً بخروج “المملكة العتيدة” من المعادلة الاقليمية والدولية ولن يجلب لها إلا السقوط المدوي في معادلة “تسمين العجول” لاسيما إذا ما انتهت الأدوار من دون أن تتحقق الغايات وإذا ما سادت لغة الحوار ولاحت في الأفق التسويات وتالياً يتحول الفاشلون والضعفاء إلى “أكباش فداء” يُضحّى بهم بثمن ٍ بخس , ولعل الأمثلة على ذلك كثيرة.

باعتقادنا أن المملكة مستمرة في أداء دورها في مسلسل”التحشيد والتعويل” المصنوع على أعين العم سام لاسيما في ظل استمرار سوء النيات الأمريكية حيال الحل السياسي إذ أكد مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية في 5/10/2013 أن الإدارة الأمريكية غير جديرة بالثقة وهي متغطرسة وناقضة للعهود.

الحدث نيوز

تعليقات

عن taieb

شاهد أيضاً

يوسف العتيبة: الرجل الأكثر سحرًا في واشنطن

كتب رايان غريم وأكبر شهيد أحمد: في سبتمبر الماضي وإبان اقتحام المتشددين من الدولة الإسلامية …