محجوب العوني: لا صحة للمزاعم بأن وزارة الصحة تتستر على حقيقة الوضع الوبائي ولا خطر من قدوم الجزائريين وعودة الحجيج

نفى عضو اللّجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا المستجد والأخصائي في علم الفيروسات محجوب العوني في حوار مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء اتهامات منظمة “أنا يقظ” حول ما اعتبرته “تسترا” من قبل وزارة الصحة على حقيقة الوضع الوبائي المنتشر بالبلاد إثر تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، مقللا من خطورة السلالة المنتشرة حاليا.

وقال العوني نحن لا ننكر أن الوضعية الوبائية مرتفعة إلى درجة كبيرة خاصة على مستوى الحالات الايجابية، ولكن هذه الوضعية لا يقابلها في الوقت ذاته ارتفاع في عدد الحالات التي يستوجب إقامتهم في المستشفيات أو ارتفاع في عدد الوفيات باعتبار أن أغلب المتوفين هم في عمر متقدم ويعانون من أمراض مزمنة، ولديهم نقص في المناعة، والأهم أنهم أشخاص لم يستكملوا مسار تلقيحهم بشكل عادي لأن هناك أشخاص انقطعوا عن التلقيح بعد حصولهم على جرعة واحدة فقط أو جرعتين فقط، وهناك من لم يقم بجرعة تعزيز المناعة بعد 6 أشهر وبالتالي سيفقدون رصيدهم المناعي الذي سيواجهون به الفيروس.
وأشار العوني إلى أن السلالة الأكثر سرعة في الانتشار حاليا في دول العالم وفي تونس هي أحد فروع سلاسة “أوميركون”، والذي يطلق عليه اسم BA5 وBA4  مؤكدا أنّ هذا المتحور أقل خطرا من المتحورات السابقة لأنه يتضاعف فقط في الجزء الأفقي للجهاز التنفسي ويتسبب تقريبا في نفس الأعراض التي نجدها في نزلة البرد، وبالتالي فهو لا يتضاعف داخل الأنسجة الرئوية مثلما كان الحال مع “الدلتا” التي كانت أخطر سلالة نظرا لأنها تتضاعف في الأنسجة الرئوية مما تتسبب في تعكر الحالة الصحية التي تستوجب الأكسيجين وأسرة الإنعاش.

ويرى العوني أن عودة الحجيج وتدفق السياح الجزائريين بأعداد كبيرة إلى بلادنا مع قرب فتح الحدود البرية لا يشكل أيّ خطر لأن المتحور الأكثر انتشارا في العالم هو BA5 أي نفس المتحور الموجود في تونس، وبالتالي لا توجد متحورات أخرى في الخارج مثلما كان الحال في السابق عند ظهور “الدلتا” و”أوميغا” والسلالة البرازيلية وغيرها.

وفي ما يتعلق بالتدابير الفعّالة التي يجب اتخاذها في الوقت الحالي للحدّ من انتشار هذه العدوى أجاب العوني أن الاجراءات المعتمدة على مستوى الأفراد تتمثل في ارتداء الكمامات عند دخول الفضاءات المكتظة وعند زيارة الأشخاص الكبار في السن الذين لديهم نقص في المناعة وترتفع لديهم احتمالات الإصابة بالعدوى، أما على مستوى الهياكل والمؤسسات تبقى الإجراءات الوقائية المتعلقة باحترام البروتوكلات الصحية سارية.

اما بالنسبة للحجيج فلديهم برتوكول خاص بهم سيتم تطبيقه، ومن لديهم حالات ايجابية سيخضعون للحجر الذاتي لمدة أسبوع. ولكن بقطع النظر عن البروتوكول الخاص بهم يتعين على أهالي الحجيج حمايتهم من العدوى باحترام تدابير الوقاية الصحية عند الترحيب بعودتهم باعتبار أن جزءً منهم كبار في السن حسب قوله.

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

قضية الجيلاني الدبوسي: بطاقة إيداع بالسجن ضد وكيل عام سابق لدى محكمة الاستئناف بتونس

أصدر عميد قضاة التحقيق اليوم الإثنين 15 أفريل 2024، بطاقة إيداع بالسجن ضدّ إطار قضائي …