مدينة من تونس : كسرى : عندما تعاند أشجار التين صلابة الصخور

مدينة كسرى إحدى أجمل المدن التونسية التي تترك في كل من زارها أثرا لا يمحي.. كيف لا و طيبة اهاليها تغمر الزائر أينما حل، كيف لا و جنان التين تنحت حياتها و سط الصخور، كيف لا و مشهد عين ميزاب او عين مكلاو او عين سلطان تشق لها طريقا وسط الصخور لتروي الزرع و الضرع و تروى بساتين التين و الزيتون الممتدة على أطراف المدينة.
هذه المدينة التي حافظت على نمط معماري و على شواهد و عادات و تقاليد تؤكد عمق التاريخ و تنوع الحضارات التي شهدتها فيما تقف زياتينها المعمرة شاهدا على الارتباط الوثيق بين الإنسان و الارض الطيبة التي عمّرها و عاش في ثناياها و اكل من ثمارها و من خيراتها.
مهرجان كسرى : بين التراث و الترويج للجهة
يعد مهرجان التين بكسرى إحدى التظاهرات المهمة التي تعمل على الترويج للجهة في مجال السياحة البيئية و الثقافية.
و قد أصبحت هذه التظاهرة التي تعيش المدينة على وقع الدورة الثلاثين لتأسيسها مجالا للمتعة و المرح و لتمكين حرفيي الجهة من ترويج منتوجاتهم التي تتميز بطابعها البيولوجي.
و على امتداد بضعة ايام يستقطب مهرجان التين أهالي كسرى في فضاء مفتوح يكون قبلة العائلات “الكسراوية” فيما تشهد المدينة عادة اقبالا كبيرا من الزوار في هذه الفترة من السنة.
و بالإضافة إلى هذه التظاهرة الثقافية فإن كسرى هي أعلى تجمع سكني في تونس وهو ما يجعل صيفها مختلفا عن بقية الجهات إذ تداعب النسائم المحملة بعبق أشجار الصنوبر و الاكليل مختلف فترات يومها لتجعل منها ملجأ للباحثين عن الراحة و الهدوء.
مهرجان الموسيقى البربرية مولود ثقافي جديد…
سيكون أهالي كسرى و زوارها في أكتوبر القادم على موعد مع تظاهرة ثقافية جديدة تحمل عنوان “مهرجان الموسيقى البربرية” و ستلتئم فعالياتها ايام 14،13 و 15 أكتوبر و من أبرز محطاتها مخيم كسرى، حيث سيقضي زوار المدينة و المشاركون في التظاهرة لياليهم تحت الخيام في سعي من المنظمين إلى ارساء أسس لسياحة التخييم و التجوال التي أصبحت تستهوي فئة واسعة من التونسيين و خاصة الشباب.
حسن كريمي

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

وزير الفلاحة يؤكد أن الظرف على المستوى الفلاحي صعب وخاصة في ما يهم الموارد المائية

أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية، عبد المنعم بالعاتي، على هامش زيارة عمل أداها …