أعلنت ايناس حمدان مسؤولة الإعلام بمكتب قطاع غزة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ، أن سوء التغذية الحاد في غزة بلغ مراحل متقدمة للغاية في سلم التصنيف المعتمد (المرحلة الثالثة) ، ما يعني أن خطر المجاعة قائم في جميع انحاء القطاع المحاصر، بما في ذلك وجود ما يقرب عن 133 ألف شخص يواجهون إنعدام الأمن الغذائي المصنف بالمرحلة الخامسة، وهو أعلى بعشر مرات مما كان عليه قبل العدوان على قطاع غزة.
وأضافت حمدان في تصريح خاص لوكالة تونس إفريقيا للانباء أمس ، أن عرقلة الكيان الصهيوني ” لتدفق الإمدادات الحيوية الطبية والغذائية ، ومستلزمات الحياة اليومية لاسيما في شمال غزة ، فاقم الوضع الإنساني المتردي لأكثر من 8ر1 مليون شخص في غزة ”، مشيرة الى أنه ”بعد أكثر من ثلاث أسابيع من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة على محافظة الشمال ، لم يتمكن موظفو “الأونروا” من إدخال المساعدات الى الفلسطينيين في “جباليا” و”بيت لاهيا” و”الفالوجة” و”بيت حانون” وغيرها من مدن شمال غزة إلا في مناسبات نادرة وبكميات قليلة للغاية.”
وأضافت أن ”السكان وجدوا أنفسهم محاصرين دون طعام أو ماء أو رعاية طبية، خصوصا بعد إغلاق مركز جباليا الصحي التابع ل”الأونروا” في السادس من اكتوبر الفارط، وخروج كل من المستشفى الأندونيسي والعودة عن الخدمة ، والتدمير الكبير الذي طال مستشفى كمال عدوان من قبل الجيش الإسرائيلي الذي استهدف الطواقم الطبية والتجهيزات الأساسية بشكل متكرر ، مما أجبره على تقديم خدماته الصحية بشكل جزئي”.
وفي حديثها عن التحديات التي تواجهها المنظمة الأممية في غزة ، قالت ايناس حمدان أن الأونروا تعاني من القيود الصارمة ” للقوات الصهيونية التي ”تمنع تدفق المساعدات الانسانية والإغاثية عبر معابر القطاع ، وخاصة معبر كرم أبو سالم بعد غلق معبر رفح ، مما تسبب في تراجع مخزون المواد الغذائية في مناطق عدة بغزة ”، لافتة الى أن “الأونروا” قلقة للغاية ازاء الوضع الكارثي في قطاع غزة ، في ظل انهيار شبه كامل للقطاع التجاري وغلاء الأسعار ،حيث يجد السكان في غزة صعوبة بالغة في الحصول على المواد الضرورية وهو ما يزيد من احتمال عودة حالة الجوع الحاد وانعدام الأمن الغذائي للنازحين، وفق تعبيرها.
وذكرت في جانب آخر أن “الأونروا” تعمل بشكل مستمر ”مع بقية الهياكل والمؤسسات الدولية لتيسير إدخال المساعدات الإنسانية، وهي تستخدم آليات توزيع عدة تشمل نقاطا مؤقتة لتسليم المساعدات للنازحين في المناطق المتضررة، رغم القيود التي تفرضها القوات الإسرائيلية وتدهور البنية التحتية ”.
وبخصوص تصويت البرلمان الصهيوني على قانون يمنع عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”الأونروا” في المناطق التي يسطر عليها الكيان الصهيوني ، قالت مسؤولة الإعلام ب”الأونروا” في قطاع غزة ، إن هذا التصويت ” يعد سابقة خطيرة ، وهو ياتي كأحدث خطوة في الحملة المستمرة ضد المنظمة الأممية “.
وشددت في هذا الخصوص على انه في حال تطبيق القرار سيكون لذلك آثار كارثية على ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذي يعتمدون على خدمات “الأونروا” المنقذة للحياة ، لاسيما في قطاع غزة الذي يعاني من حرب طاحنة منذ أكثر من عام .
وذكرت في السياق ذاته ان مثل هذا الإجراء قد يعرقل خدمات “الأونروا” الإغاثية لقرابة 2 مليون شخص بصفتها العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في قطاع غزة خاصة، معتبرة أن دورها مهم اليوم أكثر من اي وقت مضى.
وكان البرلمان الصهيوني صوت الاثنين المنقضي ، على قانون يمنع عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في المناطق التي يسيطر عليها الكيان الصهيوني المحتل ، وينتظر أن يدخل هذا القرار حيز التنفيذ خلال 90 يوما.
وللإشارة فإنه وفي ظل الصعوبات التي يعاني منها قطاع غزة جراء العدوان الصهيوني المتواصل منذ أكثر من عام ، أعلنت المنظمة الأممية “الأونروا” في بيان تلقت “وات” نسخة منه ، عن إستئناف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال اليوم السبت 02 نوفمبر في شمال قطاع غزة،
بالتنسيق والتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” ، بهدف الوصول الى نحو 120 ألف طفل متبق في الشمال يحاجون الى جولة تطعيم ثانية ضد شلل الاطفال، وذلك في وقت يتعرض فيه شمال غزة لقصف صهيوني متواصل وحصار مكثف منذ السادس من أكتوبر الفارط.
وتقدم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التي تاسست سنة 1949 ، خدماتها الصحية والتعليمية والإغاثية لأكثر من 5ر5 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس بالضفة الغربية، وقطاع غزة، ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسوريا .
ويستفيد من خدماتها في الضفة الغربية وحدها أكثر من 800 ألف لاجئ فلسطيني، يعيش معظمهم في 19 مخيما ،موزعة على مختلف المدن والقرى ، كما أن 70 بالمائة من سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليونين و200 ألف فلسطيني هم من اللاجئين ويتركز وجودهم في 8 مخيمات .
و حسب آخر التقارير الواردة عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد توفي نحو 223 من موظفي “الأونروا” في غزة منذ العدوان الصهيوني على القطاع في السابع من أكتوبر 2023 ، فيما تم تدمير ثلثي مرافق الوكالة من مدارس ومراكز صحية وخدماتية .
وات