موجة الحرائق تسببت في إتلاف 2000 هكتار واندلاع 100 حريق .. وإيقاف بعض المتورطين بجندوبة وببنزرت

أكد العميد خليفة الشيباني، الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني، تسجيل 4 إيقافات بولايات جندوبة وإيقافين ببنزرت على علاقة بالحرائق التي جدت مؤخرا بهاتين الولايتين، موضحا أن أغلب المورطين أعوان حضائر عرضيون تم انتدابهم والتخلي عنهم، وفق ما أثبتته التحريات الأولية.
وأفاد الشيباني خلال لقاء إعلامي انتظم اليوم السبت بقصر الحكومة بالقصبة اليوم السبت وتعلقت بموجة الحرائق الأخيرة التي تشهدها مختلف ولايات الجمهورية، بأنه تم بالتنسيق مع النيابة العمومية، مباشرة 26 قضية بجندوبة، من أجل حرق أراض دولية، أسفرت عن الإحتفاظ ب 4 أشخاص والإبقاء على 9 أفراد بحالة سراح و2 بحالة تقديم.
كما تم مباشرة 7 قضايا ببنزرت أسفرت عن إيقاف شخصين والإبقاء على حدث (عمره 15 سنة) بحالة سراح بعد إستشارة النيابة العمومية، وأوضح العميد أن التحريات مازالت متواصلة لمباشرة أبحاث أخرى بولاية باجة.
وأشار إلى أن التحريات الأولية أثبتت أنّ أغلب المورطين هم أعوان حضائر عرضيون تم إنتدابهم في السابق والتخلي عنهم افتعلوا إشعال الحرائق للإستنجاد بهم والعودة إلى العمل في عملية الإطفاء، مبينا أنه من بين الأسباب الأخرى التي دعت إلى نشوب الحرائق كانت وجود خلافات عائلية حول ملكية أراضي.
وأكد أن الأسباب كانت في بعضها طبيعية، بسبب حرارة الطقس ونوعية النباتات وإجرامية بالنسبة إلى البعض الآخر، « لكن لم يتم تسجيل أي دليل مادي لوقوف جماعات إرهابية وراء العملية » ملاحظا وجود تنسيق بين تونس والجزائر في المجال الأمني وبشأن الحرائق ومؤكدا أنّ الأوضاع تحت السيطرة.
من جانبه قال عمر الباهي، كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة والموارد المائية المكلف بالإنتاج الفلاحي، إن الحرائق التي تم تسجيلها في عدة مناطق من الجمهورية والتي بلغت قرابة 100 حريق، تسببت في خسارة 2000 هكتار.
وبيّن أنّ الخسائر التي يتم تسجيلها في الوضع العادي تكون في حدود 1300 هكتار سنويا، معتبرا أنّ الوضع ولئن كان استثنائيا، إلا أن عدة دول من العالم تشهده، على غرار الجزائر وإيطاليا وجنوب فرنسا، بسبب الإنحباس الحراري ودرجات الحرارة المرتفعة.
وأكد أنّ الحكومة سخرت جميع الإمكانيات للتصدي للحرائق التي تمّت السيطرة على أغلبها، باستثناء بعض المناطق وأنّها ستكون صارمة في تطبيق القانون مع المتورطين في عمليات إشعال النيران.
من جانبه أوضح العقيد بالديوان الوطني للحماية المدنية، صالح القربي، أنه تم القضاء على أغلب الحرائق التي شملت 8 ولايات، باستثناء بعض الجيوب بكل من بنزرت وباجة وجندوبة والقصرين والتي مازالت الحرائق متواصلة بها.
وأشار إلى أنه تم تسخير كافة الإمكانيات المتاحة على ذمة ديوان الحماية المدنية وتم الإستنجاد بوسائل إطفاء من الجنوب التونسي والإستعانة بشاحنات إطفاء من المدرسة الوطنية للحماية المدنية ومطار طبرقة، مؤكدا وجود 90 آلية تعمل على إخماد الحرائق.
وأضاف العقيد أنه تم إعداد بعض المراكز الإيوائية كخطة وقائية وإجلاء 12 عائلة بكل من المعهد الثانوي بسجنان ودار الثقافة بعين دراهم وذلك تخوفا من تسرب النيران إلى التجمعات السكنية وكإجراء إحتياطي، مؤكدا انه تم تسجيل تضرر 23 منزلا بمعتمدية عين دراهم.
ولفت إلى انّ الوضع بالولايات المعنية يعد مطمئنا وتحت السيطرة، خاصة بباجة التي تم التغلب فيها على الحرائق وكذلك جندوبة، مع العمل على مسح الطرقات وإعداد قواطع نارية لمنع تسرب النيران إلى التجمعات السكنية، مبينا ان الوحدات بهذه الجهة على أقصى درجة من اليقظة، بالنظر إلى الحرائق المندلعة على كامل الشريط الحدودي بالتراب الجزائري.
وبخصوص ولاية بنزرت، أشار العقيد بديوان الحماية المدنية إلى أنّ الوضع تحت السيطرة، موضحا أن بعض العوامل الطبيعية، كنوعية الغطاء النباتي وأشجار الصنوبر الكثيفة والتجمعات السكنية المنتشرة داخل الغابات وارتفاع درجات الحرارة بسبب اندلاع حريقين بسجنان، كل هذه العوامل جعلت المهمة صعبة نوعا ما.
من جهته قدم حبيب عبيد، مدير عام إدارة الغابات بوزارة الفلاحة، بعض الإحصائيات حول حرائق الغابات التي تشهدها تونس كل سنة والتي قال إنها تأتي على 1300 هكتار سنويا، مبينا أن نسقها ارتفع بين 2011 و2014 قبل أن يتقلص في سنتي 2015 و2016.
وذكر أنّ الوضع كان عاديا إلى حدود 29 جويلية 2017 وأنه تم بداية من غرّة أوت، تسجيل 14 حريقا جديدا بجهة جندوبة، مما تطلب الإجتماع باللجنة الجهوية للكوارث ووضع خطة لمقاومتها.
وقال على صعيد آخر إنه تم التمكن من إخماد عشرات الحرائق، « لكن تزامنها ببعض المناطق من الولايات المذكورة، جعل المسألة تدعو إلى الريبة »، مؤكدا في الآن ذاته أنه تم اتخاذ إجراءات جديدة للسيطرة على الحرائق بسجنان، وهو ما مكن من إخماد 34 حريقا.
أمّا العقيد المولدي اليحمدي، ممثل وزارة الدفاع، فقد أشار إلى أن الوزارة وفي إطار مساهمتها في مجابهة الكوارث إلى جانب مجهودها الوطني في مقاومة الإرهاب، كانت جاهزة وتدخلت في آجال قصيرة بجميع الوسائل المتوفرة لديها وذلك منذ يوم 29 جويلية 2017، تاريخ اندلاع الحرائق الأولى.
وأوضح أن الوزارة قامت بالتنسيق مع بقية السلط المعنية على إجلاء العديد من المواطنين وعزل العديد من التجمعات السكنية باستعمال الجرافات وتنفيذ طلعات جوية لكشف مناطق النيران وتوجيه الأفراد للعمل على إخمادها، موضحا أن وزارة الدفاع الوطني وفّرت 500 عسكري، موزعين بكل من سجنان وطبرقة وعين دراهم وجندوبة، إلى جانب عديد السيارات والجرافات والوسائل الجوية وحماية الأشخاص، (بسبب التهديدات الإرهابية)، فضلا عن وجود عناصر احتياط بجميع الثكنات جاهزة للتدخل عند الحاجة.

وات

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

رئيس الدولة يبحث مع وزير الخارجية الهجرة غير النظامية والمواعيد الدبلوماسية القادمة

مثلت المواعيد الدبلوماسية القادمة سواء على الصعيد الثنائي أو على المستوى متعدد الأطراف والهجرة غير …