وزير الخارجية الفرنسي: “الإتفاقات المبرمة بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبية خارجة عن الشرعية الدولية”

قال وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، عقب اللقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية، قيس سعيّد، اليوم الخميس بقصر قرطاج، إنه أجرى مؤخرا سلسلة من المحادثات في القاهرة وبروكسيل، “على إثر تطوّر الأحداث التي تنذر بمزيد تأزم الوضع في ليبيا والتي تهدّد استقرار المنطقة برمّتها”.

ولاحظ الدبلوماسي الفرنسي الذي يؤدّي زيارة بيومين إلى تونس، في تصريح إعلامي أن “الإتفاقات المبرمة بين حكومة الوفاق الوطني الليبية وتركيا، خارجة عن الشرعية الدولية وقد زادت في تأزيم الوضع”، مضيفا أن فرنسا وتونس يساندان جهود المبعوث الأممي الخاص لليبيا، غسان سلامة والرامية إلى تعزيز الوفاق الدولي خلال مؤتمر برلين المزمع عقده قريبا والذي سيهدف إلى تشخيص عوامل الخروج من الأزمة.

واعتبر أن الخروج من الأزمة الراهنة يتطلّب بالأساس حوارا ليبيا ليبيا، في إطار تنفيذ القرار الأممي المؤرّخ يوم 23 ديسمبر 2015 بين مختلف الأطراف الليبية، فضلا عن إرساء مسار سياسي بمشاركة الأطراف الإقليمية الفاعلة وبخاصة بلدان الجوار لليبيا ومنها تونس بالتأكيد.

وعلى صعيد آخر وصف الوزير الفرنسي الروابط القائمة بين فرنسا وتونس بعلاقة “الند للند”.

وذكر أن فرنسا ما انفكت تُساند تونس طوال الفترة الإنتخابية التي شهدتها البلاد وذلك في كنف الإحترام لاستقلالية قرارها وفي إطار الثقة التامة في منظومتها المؤسساتية. وبخصوص العلاقات الثنائية قال لودريان إن المحادثة مع رئيس الدولة تناولت تشخيص آفاق جديدة للتعاون والسبل الكفيلة بتعزيزه.

وأشار إلى أن الشراكة بين البلدين تعكسها مشاريع هيكلية لفائدة الشباب، مذكّرا بتدشين الجامعة الفرنسية التونسية من أجل إفريقيا والمتوسّط في أكتوبر 2019.

كما كانت الرهانات الكبرى متعددة الأطراف أحد محاور اللقاء بين رئيس الجمهورية، قيس سعيّد والوزير الفرنسي جان إيف لودريان الذي أفاد في هذا الصدد بأنه أبلغ الرئيس بمناسبة تسلّم تونس مؤخّرا مقعدها كعضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي للفترة 2020-2021، عزم بلاده على العمل المشترك الوطيد إلى جانب تونس.

ومن بين المحطات المقبلة التي تناولتها المقابلة بين الطرفين، القمة الفرنكوفونية المزمع تنظيمها يومي 12 و13 ديسمبر 2020 بتونس. وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الفرنسي إنه أكّد للرئيس سعيّد، دعم فرنسا ومساندتها للبلاد التونسية من أجل التحضير لهذا الحدث البارز سواء بالنسبة إلى الفضاء الفركوفوني أو إلى تونس.

وجدّد كذلك لرئيس الجمهورية، دعوة نظيره الفرنسي لتأدية زيارة رسمية إلى فرنسا.

وجاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية، بالخصوص، أن قيس سعيّد “شدّد على مواقف تونس الثابتة الداعية إلى احترام الشرعية الدولية وخاصة القرار الأممي 2259 المؤرخ في 23 ديسمبر 2015 وضرورة الإنتقال من الشرعية الدولية التي لا يمكن أن تكون إلا مؤقتة، إلى شرعية دائمة تقوم على مشروعية شعبية”.

وذكّر رئيس الدولة في هذا الإطار بالمبادرة التي قام بها عند جمعه لعدد من ممثّلي القبائل والجمعيات في ليبيا، مشيرا إلى “إمكانية توسيعها إلى عدد آخر لم يحضر في الجلسة الأولى، حتى تكون أكثر تمثيلية”.

وجدّد “استعداد تونس الدائم للإسهام في حفظ السلم والأمن الدوليين ودعم كلّ المجهودات الهادفة إلى حقن دماء الشعب الليبي والمحافظة على سيادة ليبيا ووحدتها الترابية”، حسب نص البلاغ ذاته.

وات

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

سمير عبد الحفيظ: في غياب إجراءات التأقلم ستكون الإنعكاسات الإقتصادية والمالية للتغيّرات المناخية هامّة

اعتبرت دراسة خصصت « للإنعكاسات الإقتصاديّة الكليّة للتغيّرات المناخية ورهانات التكيّف باستخدام أنموذج تقييم الإنعكاس …