29 حالة إصابة بالسل على كل 100 ألف تونسي سنويا

تسجل تونس سنويا 29 حالة عدوى جديدة بمرض السل على كل 100 الف ساكن ، 60 بالمائة منها حالات سل خارج الرئة وخاصة حالة السل اللمفاوي أو العقدي في الرقبة ، وفق ما أفادت به ذكريات قمارة كاهية مدير بوزارة الصحة ومنسقة البرنامج الوطني لمكافحة السل.
وأضافت قمارة، اليوم الأحد، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، خلال تظاهرة تحسيسية بمدينة العلوم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السل، أن 78 بالمائة من حالات الإصابة بمرض السل خارج الرئة متأتية من عدوى السل البقري التي يتسبب فيها استهلاك الحليب غير المعقم ومشتقاته ولحوم البقر المصابة ، مشيرة إلى أن وجود استقرار في نسبة الإصابة بالسل الرئوي خلال السنوات الأخيرة، في مقابل تخوف من انتشار مايسمى بالسل اللمفاوي أو العقدي الذي يصيب الرقبة .
وذكرت بأن وزارة الصحة وضعت استراتيجية خماسية لمكافحة السل وأهم قواعدها الكشف المبكر لقطع سلسلة المرض وتحقيق الشفاء التام، معتبرة أن من بين نقاط القوة في مكافحة مرض السل أن الوزارة « تتكفل بالمصابين به من الكشف حتى الشفاء »، وأن الاستراتيجية الوطنية تتضمن محورا كاملا بالشراكة مع المجلس الأعلى للبياطرة ووزارة الفلاحة للعمل معا لمكافحة السل البقري.
واعتبرت الدكتورة حنان صمادحي أستاذة مبرزة بكلية الطب بتونس اختصاص أمراض الرئة وطبيبة بمستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة، أن هذا المرض الجرثومي المعدي مازال يشكل خطرا على حياة الانسان وأنه يمكن أن يتنقل بين البشر كما يمكن أن تنتقل عدواه بين الحيوان والإنسان في الاتجاهين، مشيرة إلى أن أكثر الفئات عرضة للاصابة بعدوى السل هم الأطفال خاصة دون سن الخمس سنوات الذين يتلقون دواء يحميهم في صورة وجود عدوى، إضافة إلى كبار السن ومرضى السكري وكل من يشكو نقصا في المناعة
ولفتت إلى أن هذا المرض وبالرغم من أنه معد، فهو قابل للعلاج شرط المواظبة على استعمال الأدوية طوال فترة العلاج التي لاتقل عن ستة أشهر، مبينة أن هذا المرض يمكن ان يمس كامل أعضاء الجسم لكن الرئتين أكثرها عرضة للعدوى، ولا بد من تكثيف عمليات التوعية بطرق انتشار العدوى التي يمكن أن تتنقل في الهواء في وسائل النقل العمومي وفي المقاهي وفي أماكن العمل وفي الفضاءات المشتركة بصفة عامة.
أحمد رجب الأستاذ في المدرسة الوطنية للطب البيطري وعميد الاطباء البياطرة بدوره أكد أن مكافحة داء السل تتطلب وجود رؤية واضحة لمعرفة أسباب وطرق الوقاية من العدوى، مشيرا إلى تسجيل حوالي ثلاثة الاف إصابة سنويا بمرض السل من بينها ما يتسبب في وفاة المرضى.
وقال إن مكافحة السل تتطلب الأخذ بعين الاعتبار أن الحيوانات المريضة تنقل العدوى للانسان وأن الدولة مطالبة بتعزيز دورها التوعوي لدى المواطنين ودعم جهود مقاومة « سل الحيوانات » لتفادي « سل الانسان »، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هناك حيوانات لا تحمل جرثومة السل مثل الكلاب، لكن يمكنها أن تصاب بالعدوى من الانسان وتنقل العدوى بدورها لاناس آخرين.
وبين أن جرثومة السل تعيش ثلاثين دقيقة في الهواء ويمكن أن تنتقل عن طريق الشم أو عن طريق استعمال مواد غذائية مثل الحليب غير المعقم ومشتقاته أو تناول لحوم غير مطبوخة بصورة كافية، مضيفا قوله « إذا فهمنا طرق العدوى نفهم طرق الوقاية من خلال توخي الحذر والحيطة عند شراء المواد الغذائية والتعامل مع الحيوانات ».
ويشار إلى أنه وبالرغم مما تم تسجيله من تطور وتقدم علمي خلال العقود الماضية فإن مرض السل يعتبر من أكبر أسباب الوفيات في العالم حيث يتسبب في حوالي 4500 حالة وفاة يوميا في العالم وفق وثيقة تم توزيعها خلال التظاهرة المنتظمة بمدينة العلوم .

وات

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

تركيبة المجلس الوطني للجهات والأقاليم ومهامه وأهم مراحل تركيزه

يعقد المجلس الوطني للجهات والأقاليم، غدا الجمعة، جلسته الافتتاحية تطبيقا للأمر الرئاسي عدد 196 لسنة …