أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) الجمعة البلدة القديمة في الخليل “منطقة محمية” بصفتها موقعا “يتمتع بقيمة عالمية استثنائية”، وذلك في أعقاب تصويت سري أثار جدلا إسرائيليا فلسطينيا جديدا في المنظمة الدولية.
وتم التصويت في اليونسكو بأغلبية 12 صوتا مقابل ثلاثة وامتناع ستة عن التصويت، على إدراج مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، التي يعيش فيها مئتا ألف فلسطيني مقابل بضع مئات من المستوطنين الإسرائيليين على لائحة التراث العالمي.
من جانبه، رفض وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في بيان القرار واتهم اليونسكو بأنها “منظمة منحازة سياسيا ومخجلة ومعادية للسامية “.
وقال إن “القرارات التي اتخذتها مشينة ومن شأنها أن تضر بحقنا التاريخي على الحرم الإبراهيمي وحقنا بالأرض”، مؤكدا أن “صلة اليهود بمدينة الخليل تعود لآلاف السنين” والمدينة “موقع يهودي منذ الحقبة التوراتية (…) وأي تصويت لن يغير هذه الحقيقة”.
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية الجمعة أن تصويت اليونسكو يشكل “نجاحا” للدبلوماسية الفلسطينية و”سقوطا لإسرائيل”.
ويعيش في الخليل مئتا ألف فلسطيني مقابل بضع مئات من المستوطنين الإسرائيليين، المقيمين في قطاع يحميه جنود.
ويعتبر الفلسطينيون أن الموقع مهدد بسبب الازدياد “المقلق” للتخريب الذي يطاول ممتلكات الفلسطينيين في البلدة القديمة ويتهمون المستوطنين الإسرائيليين به.
ويعتبر المسؤولون الإسرائيليون أن القرار حول الخليل الذي يصف هذه المدينة بأنها “إسلامية” يتنكر لوجود يهودي من أربعة آلاف عام.
واحتلت إسرائيل الخليل بعد حرب عام 1967. ورضخت الحكومة الإسرائيلية بعد سنوات من احتلالها لمطالب المستوطنين وسمحت بتواجدهم وإقامتهم في المدينة وسط الفلسطينيين. وانتشرت البؤر الاستيطانية داخل الخليل، وتزايدت المستوطنات حول المدن الفلسطينية الأخرى.
وتندلع مواجهات عنيفة بشكل متكرر في المدينة. ويتذكر الجميع المجزرة التي ارتكبها المستوطن الإسرائيلي الأمريكي باروخ غولدشتاين في الحرم الإبراهيمي في المدينة عام 1994 وقتل خلالها 29 مسلما.
وتم تقسيم الحرم الذي يتضمن بعدا رمزيا قوميا ودينيا في النزاع إلى قسمين: واحد للمسلمين وآخر لليهود بعد المجزرة.
وكالات