قال رئيس الجمهورية، قيس سعيد ، « إن وحدة الصف الفلسطيني هي وحدها الكفيلة بتحرير فلسطين »، قائلا « نتمنى أن تتحقق هذه الوحدة ويكون اللقاء في الجزائر أو في تونس، المهم أن تتحقق الوحدة، لأن العدو يراهن على هذا الإنقسام ».
وأضاف رئيس الجمهورية، اليوم الأربعاء بقصر قرطاج، خلال لقاء صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس الذي يؤدي حاليا، زيارة رسمية إلى تونس، أن المشكل لا يكمن فقط في العدو الذي قتّل وشرّد واحتل الأرض وإنما هو أيضا « مشكل داخلي »، معتبرا أن « أكبر الأخطار التي تتهدد الأمة والقضية الفلسطينية هو داخلي بالأساس، « فهو خطر مثل الحشرة في الثمرة »، حسب تعبيره.
كما شدّد على ضرورة أن يكون « الطريق واضحا وموحدا بين جميع فصائل المقاومة، من أجل تحرير فلسطين، مع ضمان استقلالية القرار الوطني الفلسطيني ».
ولاحظ رئيس الدولة أن « الحركة الصهيونية حاولت أن تُخرج الحق الفلسطيني من دائرة اهتمام المواطن، ولكنها فشلت لأن هذا الحق مستبطن في وجدان كل مواطن عربي وكل إنسان حر في هذا العالم ».
وفي علاقة بالشرعية الدولية، قال الرئيس سعيّد: « رضينا بهذه الشرعية رغم أنها منقوصة، ولكن من وضعوا القرارات والتوصيات تنكّروا لها »، موضّحا أن « المشكل ليس مع اليهود وإنما مع المحتل »، مؤكدا في هذا الصدد: « ما دامت القضية في نفوس الأحرار فلن يتحقق الحلم الصهيوني »، قبل أن يتوجه إلى الإنسانية وجميع شعوب العالم بالقول: « آن الأوان لرفع هذه المظلمة التي تجاوزت القرن ».
وعبّر كذلك بالمناسبة عن استعداد تونس لمضاعفة التعاون مع الشعب الفلسطيني، في جميع المجالات، معلنا وأعلن عن استعداد تونس للترفيع في عدد المنح والمقاعد الدراسية المخصصة للطلبة الفلسطينيين، وعن تطوير آليات التعاون مع فلسطين في مجالات الصحة والتكوين المهني والتدريب.
من جهته ذكر رئيس الدولة الفلسطينية، محمود عباس، خلال هذا اللقاء الصحفي المشترك، أن المحادثات التي أجراها اليوم مع رئيس الجمهورية التونسية، كانت فرصة، أطلع خلالها الرئيس قيس سعيّد، على آخر المستجدات الفلسطينية، إضافة إلى مختلف المجالات المشتركة بين الشعبين الشقيقين والعمل على تعزيزها.
وقال عبّاس في كلمته: « لن نقبل بتواصل الاحتلال والاعتداء على القدس الشريف والحرم الابراهيمي وكنيسة المهد، وسنتخذ قرارات خلال شهر من اليوم، لمجابهة اعتداءات الاحتلال وذلك في كنف الشرعية الدولية ».
كما دعا إلى عقد مؤتمر دولي يهدف إلى إنهاء الإحتلال الإسرائيلي، مؤكدا على العمل في الوقت ذاته من أجل توحيد الصف الفلسطيني. وأشار أيضا إلى تطلعات شعبه إلى إنجاح القمة العربية المرتقبة التي ستحتضنها الجزائر.
يُذكر أن رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، أجرى اليوم الأربعاء بقصر قرطاج، محادثة مع الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، بحضور وفدي البلدين وتلتها محادثة على انفراد بين الرئيسين.
وقد تناولت هذه المحادثات، وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية، « علاقات الأخوة والتعاون بين تونس وفلسطين، وأفق تعزيزها وتنويعها ».
كما تم التطرق إلى آخر المستجدات في القضية الفلسطينية، وتبادل وجهات النظر بخصوص مسائل إقليمية ودولية أخرى.
ومنح الرئيس الفلسطيني، بالمناسبة، رئيس الدولة، القلادة الكبرى لدولة فلسطين، « تقديرا لمواقفه الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني ونصرة حقوقه المشروعة وتعزيزه لعلاقات الأخوة التونسية الفلسطينية وتثمينا لمكانته على المستويات العربية والدولية ولقيادته الحكيمة لتونس في ظل التحديات التي تواجهها »، وذلك حسب ما جاء في بلاغ مؤسسة الرئاسة.
وكان الرئيس قيس سعيّد، استقبل بعد ظهر أمس الثلاثاء بالجناح الرئاسي بمطار تونس قرطاج، نظيره الفلسطيني، محمود عبّاس الذي يؤدّي زيارة رسمية إلى تونس.
شاهد أيضاً
رئيس الجمهورية يستقبل وزير الشؤون الاجتماعية
-استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، امس الخميس بقصر قرطاج، عصام الأحمر، وزير الشؤون الاجتماعية. وأكد …