نشرت الصين، اليوم الجمعة، وثيقة من 12 نقطة تتضمن موقفها من حرب روسيا وأوكرانيا ورؤيتها لحل الصراع بينهما، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى لاندلاعه.
وكانت بكين عرضت على موسكو رؤيتها “لتسوية سياسية” للحرب في أوكرانيا، وذلك في ختام محادثات روسية صينية أجريت مساء أول أمس الأربعاء بالعاصمة الروسية.
وقد أكد مسؤول السياسة الخارجية الصينية وانغ يي بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الاستعداد للعب دور “محايد وبنّاء” بين روسيا وأوكرانيا.
وفي ما يلي أبرز النقاط التي وردت في الوثيقة وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية:
احترام السيادة
تركز النقطة الأولى في الوثيقة على ضرورة “التمسك بشكل فعال بسيادة جميع البلدان واستقلالها وسلامتها الإقليمية”.
الدخول في مفاوضات
دعت بكين روسيا وأوكرانيا إلى استئناف محادثات السلام، مؤكدة أن “الحوار والتفاوض هما الحل الوحيد القابل للتطبيق”.
وجاء في الوثيقة أن “المجتمع الدولي يجب أن يظل ملتزما بالنهج الصحيح لتعزيز المحادثات من أجل السلام ومساعدة أطراف الحرب على فتح الباب أمام تسوية سياسية في أسرع وقت ممكن وتهيئة الظروف والمنصات لاستئناف المفاوضات”.
لا حرب نووية
نبذت الوثيقة التهديد باستخدام أسلحة نووية، مشيرة إلى أنه “يجب منع الانتشار النووي وتجنب حدوث أزمة نووية”.
وقالت الوثيقة أيضا إن الصين “تعارض استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية من قبل أي دولة تحت أي ظرف من الظروف”.
وأضافت أنه يتعين على الجانبين “الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي وتجنب مهاجمة المدنيين أو المنشآت المدنية”.
التخلي عن “عقلية الحرب الباردة”
وأكدت الوثيقة أنه يتعين على جميع الأطراف “التخلي عن عقلية الحرب الباردة”، وهو موقف ثابت تكرره الدبلوماسية الصينية.
الحد من التأثير الاقتصادي
تتعلق بعض النقاط بحماية الاقتصاد العالمي من التداعيات الواسعة للحرب.
ودعت الصين جميع الأطراف إلى دعم مبادرة حبوب البحر الأسود التي تسمح بالشحن المستمر للسلع الحيوية اللازمة، لتخفيف أزمة الغذاء العالمية المستمرة.
كما دعت بكين إلى “الحفاظ على استقرار الصناعة وسلاسل التوريد”، وحثت جميع الأطراف على “معارضة استخدام الاقتصاد العالمي أداة أو سلاحا لأغراض سياسية”.
ردود أفعال مبدئية
وفي أول ردود الأفعال على الوثيقة الصينية، نقلت وسائل إعلام أميركية عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قوله اليوم إن بلاده تدرس اقتراح السلام الصيني المكون من 12 نقطة بشأن حرب روسيا في أوكرانيا.
أما الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير فعبّر عن “تشكيكه” في إمكانية أن تلعب الصين “دورا بناءً” من أجل سلام أوكرانيا.
وقال شتاينماير خلال مراسم في برلين اليوم “أي اقتراح بناء يقربنا من سلام عادل هو موضع ترحيب” لكنه أضاف “لا يزال من المشكوك به أن تكون الصين، القوة العالمية، ترغب في لعب مثل هذا الدور البناء”.
من جانبه، قال ميخائيل بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني إن حرب روسيا في بلاده ستنتهي دون أي تنازلات أوكرانية، مؤكدا ضرورة حصول كييف على مساعدات فعالة.
وفي مقابلة مع الجزيرة بمناسبة دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثاني، أضاف بودولياك أن هناك صيغة واحدة للسلام عرضها الرئيس فولوديمير زيلينسكي هي خروج روسيا من كل الأراضي التي احتلتها منذ عام 1991.
الجزيرة