اتّهم الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في كلمة افتتاحية بمناسبة انعقاد الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد، اليوم الجمعة، بضاحية قمرت، رئيس الجمهورية قيس سعيد « باستهداف الاتحاد ودعوة الشعب بشكل غير مباشر للاقتتال والتحارب »، مؤكدا أن الهيئة الإدارية ستخرج بتصورات تدافع بها عن الاستحقاقات الاجتماعية والحريات.
ويأتي اجتماع الهيئة الإدارية، وهي ثالث سلطة قرار صلب الاتحاد بعد المؤتمر والمجلس الوطني وتضمّ الكتاب العامين للاتحادات الجهوية والكتاب العامين لمختلف القطاعات، عقب اعتقال الكاتب العام للنقابة الخصوصية لشركة تونس للطرقات السيارة أنيس الكعبي مساء الثلاثاء 31 جانفي 2023 من قبل قوات أمنية.
وقال الطبوبي في كلمته، ردا على ذلك، إن عملية الإيقاف جاءت بعد ساعة من تحوّل رئيس الجمهورية إلى ثكنة الحرس بالعوينة، معتبرا أن الرئيس وجّه رسالة واضحة من خلال خطابه بالثكنة مفادها أن « الاتحاد مستهدف ».
ووصف الطبوبي خطاب رئيس الجمهورية خلال زيارته الفجئية مساء الثلاثاء الماضي إلى ثكنة الحرس الوطني بالعوينة بأنه « خطاب تهديد ووعيد »، معتبرا أنه يسعى من خلال تكرر زياراته وخطاباته داخل ثكنات الجيش والحرس ومن مقر وزارة الداخلية الى توجيه رسالة بأن « القوات المسلحة تقف وراءه بينما يتمثل دورها في حماية الوطن من كل الاختراقات والتدخل الأجنبي »، وفق تعبيره.
وردّا على ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية بثكنة الحرس الوطني بالعوينة بأن البلاد تعيش في مرحلة تحرير وطني، أردف الطبوبي قائلا إن « معركة التحرير الوطني خاضها أجدادنا وجيشنا لدحر المستعمر ونحن لا نعلم ممن سيحرر الرئيس البلاد ». واعتبر أن الرئيس « سلك طريقا خاطئا وأنه كان عليه من باب الحكمة توحيد الشعب بعد فشل مسار الانتخابات في الدور الأول والثاني ».
وشهدت الانتخابات التشريعية التي دعا إليها رئيس الجمهورية وفق قانون انتخابي معدل بنظام الاقتراع على الأفراد عزوفا كبيرا في الدور الأول حيث بلغت نسبة المشاركة 11.22 بالمائة، في حين بلغت نسبة المشاركة في الدور الثاني 11.4 بالمائة، وهو عزوف اعتبره الرئيس خلال لقائه مساء الاثنين الماضي برئيس الحكومة يدل على أن البرلمان لم يعد يعني شيئا للتونسيين.
واعتبر الطبوبي أن خطاب رئيس الجمهورية بثكنة الحرس الوطني بالعوينة فيه « دعوة غير مباشرة للشعب من أجل الاقتتال والتحارب وتأليب الناس على بعضها البعض لسحب الأنظار عن النتائج الهزيلة للانتخابات والفشل الذريع في كل الخيارات الاقتصادية والتداعيات السلبية على الشعب »، قائلا إن الرئيس « أصبح هو القاضي والحاكم ويقرر من يسجن ومن لا يسجن ».
وتعليقا على سجن الكاتب العام للنقابة الخصوصية للطرقات السيارة أنيس الكعبي مساء الثلاثاء 31 جانفي 2023 من قبل قوات أمنية، قال الطبوبي إنه « جاء على خلفية إضراب قانوني لأعوان الشركة بعد أن قاموا بتأجيله في مناسبتين سابقتين وأن الدعاوى القضائية الموجهة إليه باطلة »، معتبرا أن ما حدث هو « مواصلة لما يتعرض له الاتحاد منذ مدة من محاولات التشويه والتجييش ضده للحيلولة دون أن يلعب دوره من أجل إنقاذ تونس ».
ويقود اتحاد الشغل نقاشات مع هيئة المحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لصياغة مبادرة للخروج من الأزمة، وينتظر الإعلان عنها مع مطلع مارس القادم.
وقد عرّج الأمين العام لاتحاد الشغل في كلمته الافتتاحية على الأوضاع العامة بالبلاد، منتقدا تدهور مستوى الأوضاع المعيشية بسبب غلاء الأسعار واستمرار خفض الترقيم السيادي لتونس وتنامي التوترات الاجتماعية.
شاهد أيضاً
رئيس الجمهورية يستقبل الرئيس المدير العام للشركة الوطنية العقارية
استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يوم الخميس بقصر قرطاج الرئيس المدير العام للشركة الوطنية العقارية …