على إثر الأحكام الصادرة اليوم الثلاثاء 28 جويلية 2015 والقاضية بإعدام عدد من رموز النظام الليبي السابق ومن بينهم البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء بحكم القذافي أصدر رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي بيانا نشره في صفحته الرسمية يتبرأ فيه من عملية تسليم المحمودي إلى ليبيا قائلا أنها تمت دون علمه ودون موافقته محملا مسؤولية ذلك إلى رئيس الحكومة حينها حمادي الجبالي وإلى الوزراء المباشرين للقضية.
ودعا المرزوقي في بيانه السلطات الليبية إلى عدم تنفيذ الحكم لتبعاته السلبية الكثيرة على صورة ليبيا وعلى حظوظ حوار وطني يمكنه أن يخرج ليبيا من محنتها وأن يفتح صفحة جديدة في تاريخها كما جاء في نص البيان.
ويذكر أن تسليم البغدادي المحمودي إلى ليبيا في 25 جوان 2012 قد أثار عديد الانتقادات والاتهامات وخلق أزمة بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية التي أنكرت حينها علمها بعملية التسليم.
وفي ما يلي النص الكامل للبيان:
“اثر الأحكام الصادرة بالإعدام من احد المحاكم الليبية على عدد من رموز نظام القذافي وخاصة الذي شمل البغدادي المحمودي يهمني التأكيد على ما يلي:
أولا التذكير بأني خلال أداء مهامي كرئيس جمهورية رفضت الموافقة على تسليم البغدادي المحمودي حتى ضمان شروط محاكمة عادلة، وأن تسليمه تم بدون علمي ودون موافقة لا مكتوبة ولا شفوية وذلك من طرف رئيس الحكومة والوزراء المباشرين للقضية وهو ما أدى إلى أزمة في منظومة الحكم حينها أوشكت خلالها على تقديم استقالتي. وكنت تقدمت حال علمي بالتسليم بشكوى إلى المحكمة الإدارية ضد إجراءات العملية وقضت المحكمة ببطلان الإجراءات وصواب موقفي. وسننشر لاحقا هذه الشكوى لإنارة الرأي العام في قضية لا تقبل التضليل والتشويه .
ثانيا ، عملت طيلة فترة رئاستي على متابعة وضع السجين البغدادي المحمودي في ليبيا من خلال إرسال لجنة اطلعت بشكل منتظم على وضعه في السجن.
ثالثا بصقتي مناضلا حقوقيا ناضل لفترة طويلة ولا يزال ضد عقوبة الإعدام أندد بهذه الأحكام
بصفتي أخ مخلص ومحبّ للشعب الليبي الشقيق وحريص على مصلحته وداعم لمسار الحوار الليبي وجهود إعلاء أهداف ثورة 17 فبراير، فاني أدعو السلطات الليبية لعدم تنفيذ الحكم لتبعاته السلبية الكثيرة على صورة ليبيا وعلى حظوظ حوار وطني نسأل الله أن يخرج به ليبيا الحبيبة من محنتها وأن يفتح صفحة جديدة في تاريخها لكي تصبح الدولة المدنية الديمقراطية الواحدة الضامنة للعدل وللحقوق والحريات التي استشهد من أجلها الشهداء البررة.”
منصف المرزوقي