نظمت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات فرع سوسة، الخميس 08 جوان 2023 نشاطا تحسيسيا حول تطبيق القانون عدد 58 لسنة 2017 والمتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة.
ورفع المشاركون في هذا النشاط مجموعة من الشعارات على غرار “لا للعنف المسلط على النساء” و”القانون موجود والتفعيل مفقود” و”صمت الدولة يقتل فينا” و”مطلب الحماية حق من حقوق النساء ضحايا العنف” و”من أجل ولوج النساء إلى العدالة”.
وفي تصريح لـ “بلادي نيوز” أكدت رئيسة الفرع، يسرى دعلول، أنّ حالات العنف في تونس بما في ذلك تقتيل النساء قد تضاعفت بشكل كبير مشددة على ضرورة تفعيل القانون عدد 58.
وأشارت دعلول إلى أنهم يسعون من خلال هذا النشاط إلى إنارة المواطنين نساء ورجالا بمجموعة الحقوق التي جاء بها هذا القانون من تجريم للعنف وحق المرأة المعنفة في الالتجاء إلى القضاء وفي تمتعها بإعانة عدلية مؤكدة على ضرورة وجوبيتها بمجرد الاستظهار بمطلب في ذلك مرفوق بشهادة طبية ورصد ميزانية لها حتى لا يبقى هذا الحق حبرا على ورق على حد قولها.
كما تطرقت محدثتنا إلى الحق في الإشعار ونادت بضرورة تفعيله لافتة إلى عدم تبرير العنف مهما كانت مسبباته.
وتابعت بالقول “للأسف أصبح هناك تطبيع مع العنف..لاحظنا انتشار عديد الفيديوهات الموثقة لحالات عنف رهيبة على منصات التواصل الاجتماعي دون أي ردة فعل من الحاضرين أو إبلاغ للسلط الأمنية داعية إلى ضرورة إعلام الفرق الأمنية المختصة عند مشاهدة حالة مماثلة مع امكانية الاتصال بالرقم الأخضر لوزارة المرأة.
وأشارت دعلول إلى أن العنف ضد المرأة قضية مجتمعية وأنّ الدولة مسؤولة على اتخاذ كل ما يلزم للقضاء على السلوكيات التمييزية وعلى النيابة العمومية أن تفتح تلقائيا بحثا في ذلك كلما استلزم الأمر.
وذكرت محدثتنا اعتراض المرأة المعنفة لصعوبات عدة في ولوجها إلى العدالة وما لم نوفّر لها الإعانة العدلية ومسار تقاض مرن فستلجأ وفقها إلى اسقاط حقها في التتبع مضيفة “لا يمكن حماية النساء ما دام هنالك إفلات من العقاب”.
وأعلنت دعلول أنّ جمعية النساء الديمقراطيات تقوم بدورها التحسيسي سواء عبر حملاتها على شبكات التواصل الاجتماعي أو عبر أنشطتها الميدانية لافتة إلى أن الفرع الجهوي بسوسة يتلقى إشعارات يومية بحالات عنف ضد النساء.
واعتبرت رئيسة الفرع أنه “لا يمكننا أن نتجاوز مرحلة العنف هذه ما لم تتحمل الدولة مسؤوليتها أيضا على المستوى الوقائي وتتخذ الإجراءات الضرورية للقضاء على هذه الظاهرة إذ لا يمكن أن تقتصر المجهودات على العمل الجمعياتي…عليها مزيد التحسيس والقيام بالومضات الاشهارية والحصص التلفزية الخاصة” كما جاء على لسانها.
يذكر أنه تم خلال الأسبوع الفارط تداول مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” يوثق عملية تعمّد رجل تعنيف امرأة بصفة وحشية أمام المارة بأحد شوارع مدينة حمام سوسة تحركت على إثره النيابة العمومية بسوسة 2 وأذنت بفتح بحث لدى الفرقة المختصة للبحث في جرائم العنف ضد المرأة والطفل بسوسة الشمالية كما تم نقل المرأة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية. هذا وقد تم مؤخرا الاحتفاظ بالمعتدي مع مواصلة الأبحاث.
هدى القرماني