يرصد سيرغي مانوكوف على موقع مجلة “إكسبيرت” التكاليف الحقيقية للحروب الأمريكية في الشرق الأوسط منذ عام 2001؛ مشيرا إلى تجاوزها بأربع مرات ما أعلن عنه البنتاغون.
كتب سيرغي مانوكوف:
في عام 2017 قام مدققو البنتاغون الماليون بحساب تكاليف الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط، وتبين لهم أنها كلفت دافعي الضرائب منذ عام 2001 نحو تريليون و500 مليار دولار.
هذا، ولا يثق جميع الأمريكيين بحسابات المختصين من وزارة دفاعهم عندما يتعلق الأمر بالنفقات، ولا سيما في الخارج، وهو أمر يصعب التحقق منه، وخاصة عندما يرتبط الأمر بنفقات الحروب.
لذلك، قام علماء من معهد واتسون للدراسات الدولية في جامعة براون في الآونة الأخيرة بإجراء حساباتهم الخاصة والمستقلة. وأظهرت النتيجة أن تكلفة هذه الحروب بلغت مبلغا خياليا هو 5 تريليونات و600 مليار دولار، أي بفارق بلغ أربعة أضعاف ما أعلنت عنه وزارة الدفاع الأمريكية، وبالتالي فإن هذا يعني أن نفقات الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط تعادل 27% من نسبة ديون الولايات المتحدة، التي وصلت الآن إلى 20.5 تريليون دولار.
ووفقا لرأي المدققين المستقلين من معهد واتسون، فإن مدققي وزارة الدفاع الأمريكية لم يدرجوا نفقات الحروب كافة. ومن بينها التكاليف طويلة الأمد لتوفير الرعاية الطبية للمحاربين القدامى، فضلا عن النفقات العسكرية لوزارة الخارجية، ونفقات وزارة الأمن الداخلي المتصلة بهذه الحروب. وكذلك نفقات وزارة شؤون المحاربين القدامى، ومؤسسات الحكومة الفدرالية.
وتقول المشرفة على التدقيق المستقل نيتا كراوفورد إن “لأي حرب تبعاتها. ولذا يجب إدراج تكلفة هذه التبعات في كشف الحساب المالي”. فمثلا، يقتصر مختصو البنتاغون على إدراج تكاليف الرعاية الطبية للعسكري في أثناء القتال وبعد انتهاء خدمته مباشرة. ولا يأخذون في الحسبان أن قدامى المحاربين، وفقا للقوانين الأمريكية، يحتاجون إلى الخدمة الطبية خلال سنوات عديدة بعد ذلك إلى حين وفاتهم. وأن ميزانية وزارة شؤون المحاربين القدامى تنمو باطراد سريع، وأن النفقات الطبية تحتل المرتبة الأولى فيها. وإذا كانت هذه الوزارة تعالج في السابق مشاركي الحرب الفيتنامية فقط ومن بقي حيا من مشاركي الحرب الكورية، فقد أضيف إليهم الآن الألوف من المحاربين القدامى في حروب أفغانستان والعراق، والذين كلما تقدموا في العمر، ساءت صحتهم أكثر، وهذا ما يترك تأثيره في ارتفاع قيمة التكاليف.
ويرى السناتور جاك ريد أن ما فعله معهد واتسون هو “إنجاز مهم جدا، لأنه يظهر التكلفة الحقيقية للحروب”.
ويخلص الكاتب سيرغي مانوكوف إلى القول إن كشوفات البنتاغون المالية أظهرت أن حروب القرن الحادي والعشرين الأخيرة فرضت على كل من دافعي الضرائب الأمريكيين، الذين يتجاوز عددهم 200 مليون مواطن، ما قيمته 7740 دولارا تقريبا، فيما وصل هذا المبلغ لدى أصحاب الدراسة المستقلة إلى 24 ألف دولار.
ترجمة وإعداد:ناصر قويدر
روسيا اليوم