أسدلت الدورة 61 من استعراض أوسو فعالياتها مساء أمس السبت بكرنفال زيّن كامل الطريق الرئيسية، الرابطة بين المركب الشبابي بسوسة، نقطة انطلاق الاستعراض، وصولا إلى وسط المدينة مرورا بكامل كورنيش شاطئ بوجعفر وشارع الجبيب بورقيبة، وسط جدل بين من استحسن هذا العرض واعتبره متنفسا لأهالي سوسة ولزائريها وبين من انتقد شكل ومحتوى العروض متعللا بابتعاد المهرجان عن خصوصيته والافتقار إلى الإبداع والابتكار إلى جانب التركيز على المنصة الشرفية دون إيلاء، بقية الجماهير المتزاحمة على طول الطريق، الحق في مشاهدة مختلف الفقرات الاستعراضية والاستمتاع بها.
وقد نالت الفقرة الخاصة بالقضية الفلسطينية إعجاب الحاضرين الذين تفاعلوا مع المشهد التمثيلي للمجازر المرتكبة في حق أطفال غزة والجثث المجسمة داخل عربة حاملة لخارطة فلسطين وموشحة بالعلمين التونسي والفلسطيني بالإضافة إلى لوحة راقصة قامت بأدائها مجموعة من الآطفال على إيقاع أغنية أنا دمي فلسطيني” مرتدين الكوفية وفساتين بألوان العلم الفلسطيني .
وتضمّن هذا الكرنفال، الذي شارك فيه حوالي 4000 مشارك وأشرف عليه وزير السياحة والصناعات التقليدية، محمد المعز بنحسين، والوزير المكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية، منصف بوكثير، مجموعة من اللوحات الفنية الراقصة ومشاركة لعربات كرنفالية ولفرق فنون شعبية وفولكلورية من تونس ومن دول عربية وأجنبية على غرار مصر والجزائر واليمن وإيطاليا وألمانيا وعرض لمجسمات ولدمى عملاقة إلى جانب مشاركة لعدد من نوادي الرياضات الفردية وللماجورات وعروض للسيارات القديمة والجديدة وللدراجات النارية الكبرى والدرجات الهوائية.
وأعلنت نائب رئيس جمعية استعراض أوسو، المنظمة لهذه الفعاليات، إكرام بن إبراهيم، في تصريح لموقع بلادي نيوز أنّ 15 عربة حاضرة في هذا الكرنفال مؤكدة أنّ جميعها قد صنع بأيادي فنانين تشكيليين تونسيين وبمساهمة من مجموعة من الشباب.
وأشارت إلى أنّ الهيئة المديرة ارتأت هذه السنة تأخير موعد انطلاق الاستعراض إلى السابعة مساء تركيزا منهم على الجانب التقني لإضفاء رونق متجدد على الكرنفال من خلال الأضواء المعتمدة وفق قولها.
وتابعت نريد ابراز صورة جميلة لتونس ولثقافتنا وهويتنا والترويج خاصة للقطاعين الثقافي والسياحي من خلال حضور السياح.
وبيّنت أنهم يسعون من خلال ما تمّ انجازه استنادا إلى شعار هذه الدورة “بحر وسلام” إلى بعث رسالة مفادها كيف يمكننا العيش معا بسلام من مختلف جنسيات هذا العالم.
ولفتت محدثتنا أنّهم بصدد وضع استراتيجية يقع العمل عليها آملة في بلوغ هدفهم خلال هذه الدورة من إيصال صورة جميلة عن سوسة وعن تونس ككل استنادا إلى ثقافتنا وهويتنا.
ودعا وزير السياحة، محمد المعز بلحسين ، خلال تصريح إعلامي في ختام فعاليات استعراض أوسو، إلى ضرورة المحافظة على إشعاع هذا الكرنفال معتبرا أنه مناسبة للتعريف بمختلف المجالات وتنشيط الحياة الثقافية والسياحية في مدينة سوسة وتوجيه رسائل طمأنة وسلام.
وأوضح الوزير أنه من المهم جدا ربط علاقات شراكة وتوأمة وتعاون مع تظاهرات أخرى مشابهة في العالم مؤكدا ضرورة المحافظة على اشعاع استعراض أوسو والعمل على تطويره وتجديده.
من جانبه أشاد الوزير المكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية، المنصف بوكثير، بدور هذا الكرنفال في دعم وتنمية السياحة الثقافية والمحافظة على الموروث الثقافي مبرزا أنه يعدّ أوّل الكرنفالات في إفريقيا وفي العالم العربي.
يشار أنّ فعاليات استعراض أوسو قد انطلقت يوم 14 جويلية الفارط بالألعاب الشاطئية وتواصلت يوم 23 من الشهر ذاته بعرض لنجم الراب بلطي ثم ليلة إطلاق الشماريخ المتزامنة مع الاحتفال بعيد الجمهورية وعرض مماثل مصغر في اليوم الموالي بمارينا القنطاوي بمشاركة الفرق الاستعراضية الأجنبية.
هدى القرماني