تشهد الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية السبت توترا شديدا غداة مواجهات جديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في يوم دام شهد مقتل ثلاثة فلسطينيين احدهم رضيع احترق حيا بعد إضرام متطرفين يهود النار في منزلين.
وكانت مواجهات تجري ظهر السبت بين مستوطنين يهود وفلسطينيين في قرية شمال الضفة الغربية بينما قالت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان عشرات الفلسطينيين اصيبوا بجروح طفيفة في مواجهات ليل الجمعة السبت في القدس الشرقية.
وفي الوقت نفسه، اطلقت دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي من اجل تجمع مساء السبت في تل ابيب تحت شعار “اوقفوا العنف”، بعد اصابة ستة اشخاص بجروح بطعنات سكين خلال مسيرة المثليين والهجوم الذي اودى بحيا الطفل الفلسطيني.
وكتب المنظمون على موقع فيسبوك “يجب ان نقول بصوت عال ان التحريض على الكراهية من قبل اليمين المتطرف يقتل”.
وشيع الاف الفلسطينيين السبت جثمان الفتى ليث الخالدي ( 16 عاما) الذي قتل مساء الجمعة برصاص الجيش الاسرائيلي بالقرب من بلدة بيرزيت في الضفة الغربية.
وحمل المشاركون في الجنازة التي جرت في مخيم الجلزون القريب، رايات الفصائل الفلسطينية، فيما اطلق مسلحون ملثمون النار بكثافة في الهواء تعبيرا عن الغضب.
وقتل الخالدي برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات وقعت الجمعة شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت مصادر طبية وامنية فلسطينية لفرانس برس ان ليث فضل الخالدي وهو من مخيم الجلزون اصيب بطلقة في الصدر عند حاجز عسكري اسرائيلي قريب من بلدة بيرزيت وفارق الحياة بعد وصوله الى المستشفى.
واندلعت دوامة العنف الجديدة فجر الجمعة عندما القى ملثمون زجاجات حارقة من النوافذ داخل منزلين في قرية دوما شمال الضفة الغربية ما ادى الى اشتعال النار فيهما وتحولهما الى كتلة من الركام الاسود.
وكان احد المنزلين خاليا عندما اندلع الحريق في حين كانت عائلة دوابشة في المنزل الثاني.
واودت النيران بحياة علي البالغ من العمر 18 شهرا بينما يصارع أبوه سعد وأهمه ريهام وشقيقه احمد ان الاربع سنوات الموت في المستشفى.
وقال مستشفى بئر السبع في جنوب اسرائيل لوكالة فرانس برس ان سعد دوابشة مصاب بحروق من الدرجة الثالثة في تسعين بالمئة من جسمه. واكد مستشفى تل هاشومير في تل ابيب لفرانس برس ان زوجته وابنه “في حالة خطيرة جدا وحياتهما في خطر”.
والهجوم الذي قام به “ارهابيون يهود” كما وصفتهم السلطة الفلسطينية، هو الاخير من لائحة طويلة من العمليات الانتقامية التي يقوم بها اليمين الاسرائيلي المتطرف والمستوطنون ضد الفلسطينيين.
ودمرت اسرائيل الاربعاء منزلين قيد البناء في مستوطنة بيت ايل بالقرب من رام الله لكنها اعلنت عن بناء 300 وحدة سكنية استيطانية “فورا”. وبعد يومين تعرض منزل دوابشة للهجوم ورسم المهاجمون على الجدران نجمة داود وشعارات تتحدث عن “الانتقام” و”دفع الثمن”.
وفي كل مرة يشعرون بانهم يتعرضون لضغوط، يهاجم المستوطنون فلسطينيين او عربا اسرائيليين او اماكن عبادة اسلامية ومسيحية وفي بعض الاحيان الجيش الاسرائيلي في الاراضي المحتلة.
ولم يلاحق مرتكبو معظم هذه الهجمات لذلك تستمر كما يرى الناشطون في الدفاع عن حقوق الانسان والفلسطينيون والاسرة الدولية.
لكن الجمعة، وفي مواجهة الاستياء الذي اثارته صورة جثة الطفل وقد لف بالعلم الفلسطيني الذي غطى الحروق، دان القادة الاسرائيليون وعلى رأسهم بنيامين نتانياهو الهجوم ووصفون بانه عمل “ارهابي”.
وفي خطوة استثنائية، قام نتانياهو والرئيس رؤوفين ريفلين بزيارة والدي الطفل القتيل بينما اجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي اتصالا هاتفيا برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليؤكد له بان العدالة ستأخذ مجراها.
وشكك عباس في رغبة اسرائيل في “تطبيق عدالة حقيقية” وطلب في مستهل اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة في رام الله من وزير الخارجية الفلسطيني “التوجه غدا الى المحكمة الجنائية الدولية”.
واضاف “سنقدم غدا ملف جريمة احراق الرضيع علي دوابشة الى المحكمة الجنائية الدولية”، موضحا انه “منذ عام 2004 ارتكب المستوطنون 11 الف جريمة ضد شعبنا وكلها تسجلها الحكومة الاسرائيلية ضد مجهول او تحقق مع المجرميين عدة ساعات وتطلق سراحهم ليعودوا مرة اخرى لاعمالهم القذرة والوحشية”.
وبعد جنازات للطفل الفلسطيني تحولت تظاهرات، اندلعت مواجهات الجمعة في اماكن مختلفة من القدس والضفة الغربية.
من جهة اخرى اعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة ان فلسطينيا قتل برصاص الجيش الاسرائيلي واصيب آخر الجمعة قرب بلدة بيت لاهيا في شمال غرب قطاع غزة.
وقال الطبيب اشرف القدرة لفرانس برس “استشهد محمد حامد المصري وعمره 17 عاما برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي قرب شاطي البحر غرب بلدة بيت لاهيا” مبينا ان شابا اخر اصيب بجروح “متوسطة برصاص الاحتلال”.
ويسود التوتر الشديد اوساط الاسرائيليين بعد اصابة ستة يهود بجروح بطعنات سكين خلال مسيرة مثليي الجنس في القدس. وشن هذا الهجوم يهودي متطرف انهى للتو عقوبة بالسجن عشر سنوات بسبب عمل مماثل قام به في الماضي وادى الى جرح ثلاثة اشخاص في 2005.
أ ف ب