نشر المنتدى الاقتصادي العالمي، مؤخرا، النسخة العشرين من تقرير المخاطر العالمية، بناءً على استطلاع تصوري تم إجراؤه في سبتمبر 2024 لتحديد المخاطر التي تشكل أشد التهديدات لكل دولة، وفقًا لـ 11 ألفا من قادة الأعمال من 113 اقتصادًا و909 خبراء من الأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والحكومة والمجتمعين الدولي والمدني.
وقد حدد التقرير 33 خطرًا عالميًا، مقسمة إلى 5 فئات مجتمعية وجيوسياسية، واقتصادية، وتكنولوجية، وبيئية.
ومن ضمن العشر مخاطر العالمية لسنة 2025، أظهر الاستطلاع أن الصراعات المسلحة تشكّل أكبر هذه المخاطر، فالظواهر المناخية ثم المواجهة الجيواقتصادية يليها تباعا التضليل والمعلومات الكاذبة، الاستقطاب المجتمعي، الركود الاقتصادي، أنظمة الأرض ذات التغيير الحرج، قلة الفرص الاقتصادية أو البطالة ثمّ بدرجة متساوية كلّ من مسألتي تراجع حقوق الإنسان والحريات المدنية وعدم المساواة.
توزيع المخاطر حسب الفئات العمرية
بيّنت النتائج الإجمالية حسب الفئات العمرية، للمشاركين في مسح المنتدى الاقتصادي العالمي، اختلافا في تصور المخاطر الشاملة مع الإشارة إلى أنّ خطر الركود الاقتصادي يميل إلى الانخفاض مع تقدّم العمر.
ووفقا لجدول توزيع المخاطر فمثّلت الظواهر المناخية المتطرفة يليها الصراعات المسلحة بين الدول فالركود الاقتصادي أهمّ هواجس من هم دون الثلاثين سنة أما من هم فوق هذه السنّ فتأتي الحروب في مقدمة هذه المخاطر ثمّ في مرتبة ثانية الظواهر المناخية المتطرفة.
5 مخاطر رئيسة الأكثر تأثيرا على تونس خلال سنة 2025
قام المعهد العربي لرؤساء المؤسسات، الشريك الرسمي للمنتدى الاقتصادي العالمي، بإجراء استطلاع لحالة تونس.
وتصدّر نقص إمدادات المياه الخمس مخاطر رئيسة الأكثر تأثيرا على بلادنا، خلال سنة 2025، وفقا لتصورات قادة الأعمال الذين تمّ استطلاع آرائهم، بعدما كان التباطؤ الاقتصادي مصدر القلق الأول في عام 2024 والتضخم في عام 2023.
وأتى الركود الاقتصادي في المركز الثاني لهذه السنة فنقص الامدادات الغذائية ثمّ الدين العام فالتضخم.
ومقارنة مع بلدان شمال إفريقيا في كلّ من الجزائر والمغرب ومصر احتلت مسألة النقص في امدادات المياه كذلك المرتبة الأولى ضمن أكثر التهديدات في المغرب يليها خطر التضخم فعدم المساواة والفقر فالبطالة ونقص الفرص الاقتصادية ثم الركود الاقتصادي.
أما في ما يتعلق بالجزائر فنجد تباعا مسألة التضخم، نقص امدادات المياه، البطالة، نقص الفرص الاقتصادية، غياب الأمن السيبراني والأمراض المعدية.
وجاء خطر التضخم في صدارة المخاطر بالنسبة إلى مصر يليه الدين العام فالركود الاقتصادي فالصراعات المسلحة وفي مرتبة خامسة النقص في إمدادات المياه.
توصيات المنتدى الاقتصادي العالمي
تمثلت أبرز توصيات المنتدى الاقتصادي العالمي لمواجهة هذه المخاطر في ضرورة تعزيز التعاون الدولي وتوسيع أطر الشراكات الفعالة، تطوير العلاقات الاستراتيجية وتحسين أُطر الحوكمة، تعزيز نُظم المتابعة وإعداد التقارير وإجراءات التقييم، وضع معايير موحّدة للتعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن دعم سياسات العمل المرنة لمواكبة التحولات الاقتصادية.
يذكر أنّ أعمال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025 بمدينة دافوس السويسرية، قد انطلقت اليوم بمشاركة نحو 3000 شخصية قيادية من أكثر من 130 دولة، بينهم 350 من القيادة الحكومية من أنحاء العالم، بما في ذلك 60 من قادة الدول والحكومات.
هدى القرماني