افتتحت بالسجن المدني بأوذنة من ولاية بن عروس، اليوم الأحد، فعاليات الدورة السابعة لتظاهرة أيام قرطاج السينمائية في السجون،التي تقام في إطار الدورة 32 لأيام قرطاج السينمائية، وقد استهلت بعرض الفيلم الوثائقي المصري “كابتن الزعتري” بحضور مخرجه علي العربي.
وأحكمت الهيئة العامة للسجون والإصلاح بالتعاون مع بالمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، الإعداد التنظيمي لهذا الحدث وحرصت على تطبيق الإجراءات الصحية. وللمرّة الأولى منذ انبعاث أيام قرطاج السينمائية في السجون سنة 2015، يتمّ عرض شريط سينمائي بحضور كلا الجنسيْن من المودعين، بعد أن تمّ استقدام مجموعة من المودعات بسجن النساء بمنوبة.
انطلق حفل افتتاح الدورة السابعة لهذه التظاهرة بثلاث وصلات موسيقية للفنان الملتزم ياسر الجرادي، ثمّ تابع المودعون أحداث الفيلم الوثائقي الطويل الأوّل “كابتن الزعتري” للمخرج المصري علي العربي الذي أثنى، بالمناسبة، على الشراكة القائمة بين مختلف المتدخلين في تنظيم هذا الحدث من أجل ضمان حق السجين في الثقافة.
ويتتبّع المخرج في فيلمه قصّة شابيْن سورييْن هما محمود داغر وفوزي رضوان قطيش الفارين مع عائلتيْهما ومع المئات ممّن هربوا من الحرب في محافظة درعا السورية، ليصبحا بالتالي جزءًا من اللاجئين في مخيم الزعتري في المملكة الأردنية الهاشمية. وتربط بطلي الفيلم علاقة وطيدة برياضة كرة القدم التي تعتبر المتنفّس الوحيد لهما في ظل الظروف القاسية التي تمنعهما حتى من متابعة الدراسة، لكن حبهما لكرة القدم وممارستهما للتدريب في ظل الظروف غير الإنسانية لا يكفيان للتأهل واللعب والمشاركة خارج حدود المخيّم، إلى أن تصلهم أكاديمية “أسباير” الباحثة بدورها عن موهوبين شبان في كرة القدم، فتختارهما لبطولة دولية.
وأحسن المنظمون اختيار عرض هذا الشريط لما يحمله من رسائل مفعمة بالأمل وتطلعات إيجابية نحو غد أفضل، ممّا يساعد على إعادة تأهيل السجين من خلال صقل مواهبه التي يتقنها في عديد المجالات كالرياضة أو الفنون، من أجل إعادة إدماجه في الحياة الاجتماعية.
وكان عرض هذا الفيلم متنفّسا للسجناء وإطلالة لهم على العالم الخارجي، ومناسبة للتعبير عن آرائهم بكلّ حرية عفوية خلال حلقة النقاش التي جمعتهم بمخرج الفيلم وصنّاع السينما.
وتحدّث الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للسجون والإصلاح نزار سلاّم، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء (وات)، عن جهود الهيئة لتمكين نحو 14 ألف مودع في السجون من مواكبة عروض أفلام أيام قرطاج السينمائية في السجون، مع الأخذ بعين الاعتبار للخارطة الجغرافية للسجون لتشمل مختلف أقاليم البلاد.
وأكد نزار سلاّم على أهمية مثل هذه المبادرات الثقافية في الوحدات السجنية، ودورها في الإسهام في الاندماج الثقافي للمودعين وتنمية الوعي الفكري لديهم، وهو ما من شأنه أن يحدّ من عودة السلوك الإجرامي للسجين.
وقال إن العمل الثقافي في الوحدات السجنية لا يقتصر على المناسبات الثقافية الكبرى، بل تمّ تفعيل حق السجين في الثقافة أيضا من خلال إحداث عدة نوادي ثقافية، ذكر منها نادي الإنتاج السمعي البصري بالسجن المدني في المهدية، حيث أنتج عدد من المودعين من روّاد هذا النادي الومضة الإشهارية الخاصة بالدورة السابعة لأيام قرطاج السينمائية في السجون، بالإضافة إلى إنتاج مجموعة من الأفلام القصيرة.
وبدوره، أفاد منسّق برنامج السجون في المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب أمان الله الأسود، أن الدورة الحالية لهذه التظاهرة ستكون مختلفة عن سابقاتها من خلال تشريك مودعين من 5 وحدات مراكز إصلاح لمتابعة عرض سينمائي في مدينة الثقافة يوم 3 نوفمبر.
وأضاف أن عددا من المودعين سيتمّ إشراكهم في تغطية الأيام الأولى للمهرجان، على أن يتمّ عرض إنجازاتهم خلال حفل اختتام أيام قرطاج السينمائية.
جدير بالتذكير أن الدورة السابعة لأيام قرطاج السينمائية في السجون، ستتواصل إلى يوم 6 نوفمبر القادم. وتزور التظاهرة المودعين بالوحدات السجنية في كلّ من ولايات المهدية (1 نوفمبر) والمنستير (2 نوفمبر) والقصرين (4 نوفمبر) والكاف (5 نوفمبر) وبرج الرومي بولاية بنزرت (6 نوفمبر).
وات