كتب أيوب المسعودي المستشار السابق لرئيس الجمهورية على صفحته الرسمية بالفايسبوك يردّ على رئاسة الجمهورية بعد نشرها للكتاب الأسود ويكشف أنّ عماد الدائمي قد أطلع قناة الجزيرة على جزء من الأرشيف.
وفي ما يلي النص الّذي كتبه المسعودي :
“نعم أطلع عماد الدائمي قناة الجزيرة على جزء من الأرشيف، وهذا ما اكتشفته صدفة وعبرت آنذاك عن رفضي القاطع لهذا التعدي على سيادتنا الوطنية، إذ كيف يستباح جزء من تاريخنا بتلك الطريقة؟ ما أتاه المرزوقي وزبانيته لا يعدو أن يكون أكثر من مناورة سياسية ترمي إلي تحقيق مكاسب سياسوية لا ترتقي لما كان منتظرا من هذه المؤسسة في إنجاح المسار الانتقالي نحو دولة المؤسسات والقانون. أخيرا، لقد تعدى المرزوقي بهذه الطريقة على مبدأ الفصل بين السلطات ليكون بذلك قد خان مهمته الأصلية في حماية الدستور والجمهورية، فهل نسي أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، أو ليس الجيش مسؤولا عن صون الدستور والجمهورية. وجوهر القول أننا بصدد مواكبة تدمير للدولة عبر قبر الحقيقة وتشويه التاريخ وتسييسه وتوجيهه بعيدا عن مسار العدالة الانتقالية وكل ما تحتويه من فوائد بيداغوجية وحضارية تؤسس لتقاليد جديدة تقطع مع تزييف الحقيقة وتوجيه الرأي العام والانحراف بجوهر الثورة. إن ساسة تونس الجدد يثبتون كل يوم أنهم لا يجيدون الحكم خارج دائرة التقسيم والتشطير، لقد أثبتوا انبتاتهم عن الواقع وزيف أطروحاتهم ومماهاتهم للنظام البائد الذي يقلدونه في السراء والذراء.
كل هذا لا يمنعني من تحذير التونسيين من مغبة الخروج عن المسار الديمقراطي الانتخابي الذي لا يحكم غير إرادة الشعب. نعم للضغط بكل الوسائل من أجل التسريع بانتخابات حرة وشفافة تثبت سلطة ثورية شرعية يكون عمادها الكفاءة والتشبيب فكرا ومنهجا وتقطع مع حكومة الرداءة وخيانة الثورة. أقول هذا الكلام لعلمي بما يحاك من دسائس للانقلاب على المسار الديمقراطي وما يمكن أن يستتبعه من عذابات وآلام تكبدته وتتكبده الحبيبة مصر. لا تحيدوا عن طريق الانتخابات ولا توكلوا مستقبلكم ومستقبل أبنائكم وقضاياكم الوطنية والقومية لمن باع الوطن والعرض ليخدم قوى ومنظمات أجنبية فهم ليسوا بأخير من الخونة الذين يحكموننا اليوم لذلك وجب التمسك بمسار الانتخابات، تلك هي البوصلة”.