حسن سمور
عصف مواقف أطلقته الادارة الاسرائيلية، ومعه الكثير من الغبار الأمني والسياسي قبيل وصول وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى الاراضي المحتلة لاستكمال جولات المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
الزيارة العاشرة لكيري الى الاراضي المحتلة منذ آذار/ مارس الماضي، تأتي وسط أجواء ملبدة بالكثير من التوتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهو ما لا يبشر بفتح أي فجوة في جدار المفاوضات.
السلطة الفلسطينية تعزو تعثر عمليّة التفاوض الى عدم التزام حكومة الاحتلال بضمان السرية التامة للعملية – وهو ما تم الاتفاق عليه مع الجانب الامريكي- وقيام تل ابيب بتسريب الكثير من “محاضر الجلسات” التي جرت بين الجانبين في الصحف، وكان ابرز هذه التسريبات ما نشرته صحيفة معاريف مطلع العام الجديد.
وكشفت “معاريف” عن عرض إسرائيلي للفلسطينيين يقضي بتسليم مدينة “المثلث” الواقعة في أراضي العام 48 بسكانها الـ 300 الف للسلطة الفلسطينية مقابل الاحتفاظ بالمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وخرجت تسريبات نشرت على العديد من المواقع الاسرائيلية تتحدث عن خطة من 9 نقاط تعتمد على تفاهمات بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود أولمرت.
وبحسب هذه التسريبات فإن رئيس السلطة إتفق مع أولمرت على النقاط التالية:
• تبادل أراضي بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
• فتح ممر آمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال قطار سريع.
• الاعتراف بعاصمة للفلسطينيين على اجزاء من “القدس الشرقية”.
• وضع المسجد الاقصى ومحيطه تحت اشراف لجنة دولية تضم “الولايات المتحدة الامريكية ، الاردن ، السعودية ، فلسطين والاسرائيليين”.
• انتشار جنود أمريكيين في غور الاردن “الاغوار”، الذي يشكل ثلث الضفة الغربية المحتلة.
• السماح لـ “إسرائيل” باستخدام الاجواء الفلسطينية.
• قضية اللاجئين سيكون حلها وفق مقترحات الرئيس الامريكي الاسبق “بيل كلينتون”، وهو بإعادة جزء صغير من اللاجئين الى أراضي العام 48 وعدد آخر الى الدولة الفلسطينية.
• بحث انشاء صندوق مساعدات لاسكان غالبية اللاجئين في كندا واستراليا.
وللوقوف على مدى صحة هذه التسريبات وتوقيتها – قبل يوم واحد من عودة جون كيري الى المنطقة – تحدثنا مع الخبير بالشؤون الاسرائيلية في رام الله الاستاذ سميح شبيب.
ويرى شبيب انه منذ بدء المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين برعاية أمريكية، تم الاتفاق بين الاطراف الثلاثة “الفلسطيني – الامريكي – الاسرائيلي” على ان تكون المفاوضات سرية “تجري في جلسات مغلقة لا تسريب فيها”.
سميح شبيبوفي هذا الاطار يقول الخبير بالشؤون الاسرائيلية ان الجانب الفلسطيني التزم بعدم التسريب ولكن الجانب الاسرائيلي كان يقوم يوميّاً بنشر تسريبات في بعض الصحف ومنها يديعوت احرونوت. ومن وجهة نظر شبيب فان الجانب الاسرائيلي يقوم بتسريب هذه المعلومات كجزء من عمل سياسي أمني هدفه قطع هذه المفاوضات في وسط الطريق.
فالاحزاب التي تملك النفوذ الاكبر في حكومة بنيامين نتانياهو اليوم “الليكود، واسرائيل بيتنا اضافة الى حزب شاس”، كلها احزاب لا تريد للمفاوضات ان تصل الى مكان محدد، فهي لا تريد وقف الاستيطان ولا تريد ان تقر ولو بنقطة واحدة للفلسطينيين.
ويرى شبيب ان هذه التسريبات في معظمها غير صحيح، وذلك بالاستناد الى كلام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يؤكد رفض أي حل جزئي للقضية الفلسطينية، ورفض التمدد الاستيطاني وخاصة في القدس المحتلة.
وتفيد معلومات فلسطينية لموقع المنار ان المباحثات التي تجري ترمي الى التوصل لنقاط محددة “محددات للاتفاق” وليس اطار عام للاتفاق وهو ما تطالب به السلطة الفلسطينية.
وبناء على هذه الاجواء يؤكد الخبير بالشؤون الاسرائيلية انه غير متفائل بالتوصل الى اي اتفاق في ظل وجود حكومة نتانياهو، التي لا تريد الاعتراف بأي حق للفلسطينيين.
ويبقى الرهان من اجل احداث اي خرق في جدار المفاوضات ممارسة واشنطن ضغوطا مباشرة وقوية على تل أبيب، من اجل اجبارها على التنازل ولكن حتى هذه اللحظة لا تبدو هذه الضغوط موجودة، فيما تستمر سلطات العدو بنفاقها السياسي وبتمددها الاستيطاني وتهويد المقدسات.
المنار