إسرائيل تقول إنها هاجمت أهدافا إيرانية في سوريا بعد إطلاق صواريخ

 قالت إسرائيل إنها هاجمت كل البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا تقريبا يوم الخميس بعد أن أطلقت قوات إيرانية صواريخ على أراض تحتلها إسرائيل للمرة الأولى في قصف متبادل هو الأوسع نطاقا بين الخصمين.

وكان هذا أعنف قصف إسرائيلي في سوريا منذ بداية الحرب الأهلية السورية في 2011 والتي يشارك فيها الإيرانيون وفصائل شيعية متحالفة معهم وقوات روسية دعما للرئيس بشار الأسد. وتأتي المواجهة بعد يومين من إعلان الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني بتحريض من إسرائيل.

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس إن إسرائيل دمرت عشرات المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا بالإضافة إلى وحدات سورية مضادة للطائرات حاولت دون جدوى إسقاط طائرات إسرائيلية.

وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية أن عشرات الضربات الصاروخية الإسرائيلية أصابت موقع رادار ومواقع للدفاع الجوي ومستودعا للذخيرة وهو ما يسلط الضوء على خطر تصعيد أوسع تشارك فيه إيران وحلفاؤها بالمنطقة.

وذكرت قيادة الجيش السوري أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين. بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 23 فردا عسكريا بينهم سوريون وغير سوريين.

وأدان البيت الأبيض في بيان “الهجمات الصاروخية الاستفزازية” الإيرانية من سوريا وقال إنه يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الضربات الجوية الإسرائيلية “مناسبة” لأن إيران “تجاوزت خطا أحمر”.

وأضاف “نحن في خضم معركة مطولة وسياستنا واضحة: لن نسمح لإيران بترسيخ وجودها عسكريا في سوريا”.

وزادت التوقعات باندلاع صراع إقليمي، في ظل تحذيرات إسرائيل من أنها عازمة على منع التغلغل العسكري الإيراني في سوريا، بفعل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء انسحابه من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.

وصورت إدارة ترامب موقفها المعارض لهذا الاتفاق بأنه في جانب منه رد على تدخلات طهران العسكرية في المنطقة في تأكيد على موقف نتنياهو الصارم من إيران.

وقالت إسرائيل إن إيران أطلقت 20 صاروخا من طرازي جراد وفجر أسقطها نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي أو لم يصل مداها إلى الأهداف بالجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

وأضافت أن فيلق القدس الذراع المسؤولة عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني هو الذي أطلق الصواريخ.

ولم يرد تعليق فوري من إيران.

وكانت إيران وإسرائيل قد انزلقتا بالفعل لمواجهة قبل أن يعلن ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، لكن خطوته هزت المنطقة.

وداخل إيران، قد تعزز هذه الخطوة قوة المتشددين وتضعف المعتدلين الذين يسعون لعلاقات أفضل مع الغرب.

* “الرسالة وصلت للجميع”

قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إن الصواريخ الإيرانية إما لم تصل لأهدافها وهي قواعد عسكرية في هضبة الجولان المحتلة أو أسقطتها الدفاعات الإسرائيلية.

وأضاف في مؤتمر هرتزليا الأمني قرب تل أبيب إن إسرائيل قصفت “تقريبا كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا…آمل أن ننتهي من هذا الفصل وأن تكون الرسالة وصلت للجميع”.

وقال البيت الأبيض في بيانه “نشر النظام الإيراني أنظمة صواريخ هجومية في سوريا تستهدف إسرائيل هو تطور غير مقبول وبالغ الخطورة لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها”.

وقالت وزارة الخارجية السورية إن الهجوم الإسرائيلي “يؤشر إلى أن مرحلة جديدة من العدوان على سوريا قد بدأت”.

جاءت أحداث يوم الخميس في أعقاب هجوم صاروخي يشتبه ان إسرائيل نفذته على سوريا استهدفت قاعدة عسكرية في منطقة الكسوة يوم الثلاثاء بعد ساعات من إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم أسفر عن مقتل 15 شخصا بينهم ثمانية إيرانيين، رغم أن قائدا بالتحالف قال إنه لم يسفر عن سقوط قتلى أو جرحى. ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي المسؤولية عن الهجوم كما تفعل عادة في وقائع مماثلة.

وحثت فرنسا يوم الخميس إيران على الامتناع عن كل “الاستفزازات العسكرية”، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن باريس “تطالب إيران بالامتناع عن كل الاستفزازات العسكرية وتحذرها من كل مغريات الهيمنة الإقليمية”.

وأدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الهجوم الإيراني ودعت إيران إلى الإسهام في منع تصعيد التوتر في المنطقة.

ودعت روسيا، التي تربطها صداقة مع إسرائيل لكنها تقاتل في نفس الجبهة مع إيران في الحرب الأهلية السورية، الطرفين لممارسة ضبط النفس وحل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن سوريا أسقطت أكثر من نصف الصواريخ التي أطلقتها إسرائيل.

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي كونريكوس “تركيزنا على الأفراد كان محدودا بينما ركزنا أكثر على الإمكانيات والعتاد… لإلحاق ضرر طويل الأمد بالمؤسسة العسكرية الإيرانية في سوريا. نعتقد أنها ستحتاج قدرا لا بأس به من الوقت لتعويضها”.

وفي هضبة الجولان فتحت المدارس الإسرائيلية أبوابها كالمعتاد صباح الخميس بعد أن دفعت صفارات الإنذار السكان إلى الاحتماء في الملاجئ خلال الليل.

ويخشى الإسرائيليون أن تكون إيران وحليفتها جماعة حزب الله اللبنانية تعملان على تحويل سوريا لجبهة قتال جديدة معهم. وتقول إسرائيل إن الضربات التي توجهها إلى سوريا أحيانا تهدف لإحباط ذلك المسعى.

وتعهدت إيران بالرد بعد مقتل سبعة من جنودها في قاعدة جوية سورية الشهر الماضي جراء ما يعتقد أنه ضربة جوية إسرائيلية.

وتعتبر إسرائيل إيران أكبر تهديد لها، واستهدفت مرارا قواتها وميليشيات متحالفة معها في سوريا.

رويترز

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

قرابة 70% من قتلى حرب غزة من النساء والأطفال وفق تقرير للأمم المتحدة

استنادا على تحليل تفصيلي لعينة ممثلة للضحايا، كشف تقرير للأمم المتحدة أن النساء والأطفال يشكّلون …