بقلم خالد شوكات
رغبت من خلال هذه الكلمة أن أعبّر عن موقفي الشخصي، لا موقف حركة نداء تونس التي أتشرّف بالانتماء إليها، و أن لا أفوّت هذه اللحظة التاريخية الحاسمة في تاريخ بلادنا لإبداء رأيي في قضية فارقة تهمّ مستقبل شعبنا الذي يتوقّع من نخبه تجاوز مصالحها الضيّقة من أجل مصالح الوطن العليا، و ذلك من خلال تسجيل النقاط التالية تعليقا على مضمون الحوار الّذي أدلى به الأستاذ راشد الغنّوشي رئيس حركة النهضة لصالح قناة نسمة:
أوّلا، أحببت أن أثمّن ما يلي:
تأكيده على أهمية التسلّح بلغة الحبّ في التعامل بين أبناء الوطن، بدل لغة الحقد و الكراهية و البغضاء.
اعترافه بحركة نداء تونس حزبا كبيرا و شريكا أساسيا لا غنى عنه في إنجاح المسار الانتقالي و بناء النظام الديمقراطي المنشود.
إبداؤه الاستعداد للقاء الأستاذ الباجي قائد السبسي حتّى في غواتيمالا من أجل تونس، و بهذا تبنى الأوطان
دفاعه عن الدولة الوطنية و مكتسباتها و مؤسساتها و إدارتها، و معارضته النزعة الفوضوية و الإرهابية و العنيفة
تمسّكه بالحوار الوطني و رفضه التصعيد و تخلّيه عن قانون تحصين الثورة المشبوه
ثانيا، أحببت أن أنبّه كافة الحريصين على مستقبل الوطن على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ما يلي:
أهمّية الردّ على التحيّة بمثلها أو أحسن منها
أهميّة عدم تحويل الصراع السياسي إلى صراع ايديولوجي مهلك للحرث و النسل
أهميّة دعم التيّار الوطني داخل حركة النهضة باعتبارها شريكا أساسيا في تقرير مصير تونس
أهميّة أن نحفظ كرامة بعضنا و أن لا نخرج من معاركنا السياسية بحال الرابح و المهزوم إذ يجب أن نخرج جميعا منتصرين، و أن يخرج الوطن منتصرا.
أهميّة الحفاظ على التميّز التونسي، فالسيناريو المصري و إن كان ضروريا لأخذ العبرة، لكنه ليس مجديا من جهة القياس.
أهميّة أن نشكر كل من يقدم على تقديم تنازلات من أجل الوطن، فالتنازل للوطن فضيلة.
أهميّة أن لا ننساق وراء منطق الشيطنة، فالصراع بيننا ليس صراعا بين ملائكة و شياطين
أهمية أن نخرج من منطق امتلاك الحقيقة الثورية أو الوطنية أو الديمقراطية، و أن نعمل على ترك مكان في قلوبنا لألد خصومنا الفكريين و السياسيين.
و ثالثا و أخيرا، يجب أن نكون على ثقة ممّا يلي:
أن تونس لن تتقدّم إلا بعمل و تواصل و تعايش جميع مكوناتها و أبنائها
أن تونس قادرة على بناء نموذج حضاري متألق و متميز في منطقتها
أن تونس الجميلة ستكون أجمل لو تمكّنت من التوفيق بين الوطنية و الديمقراطية و الإسلام و الحداثة، و لو وفّرت لجميع أبنائها الخبز و الكرامة و الحرّية.