حثّ “معهد واشنطن” الإدارة الأميركية على احتواء الأزمة مع السعودية، سيما وان السفير الأميركي لدى الرياض، جيمس سميث، غادر عائدا إلى واشنطن “في ظل هذا المنعطف الخطير” في علاقات البلدين، ولم يتم ترشيح سفيرا آخر لهذا المنصب.
وأوضح المعهد أن طبيعة “الأحداث الأخيرة تعد نزقا ومسلكا مشاكسا في نظر العامة، وينبغي على واشنطن إرسال وفد رفيع المستوى على عجل” للتشاور المسؤول مع الرياض بغية “تلطيف الأجواء أو تبديد تهديداتها الأخيرة .. بدءا في هيئة الأمم المتحدة .. إذ أنّ هناك متسع من الوقت لإعادة السعودية النظر في موقفها من عضوية مجلس الأمن”.
”مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية” اتخذ دور الوسيط بين السعودية وأميركا، ناصحا الأخيرة بالنظر إلى أن “التهديد السعودي هو رسالة تذكير للمفاوض الأميركي بأن هناك دول أخرى لديها قلق من الإمكانيات والنوايا الإيرانية”.
وحث المركز الإدارة الأميركية على ضرورة “معاملة شركائنا الأمنيين في منطقة الخليج وباقي الشرق الأوسط كشركاء حقيقيين وطمأنتهم بان مصالحهم سيتم الأخذ بها بعين الاعتبار وعدم حصر مفاوضاتنا بالمسالة النووية دون عداها، بل ينبغي بذل جهود اكبر “للإصغاء لهم، وطلب استشارتهم ووضعهم في صورة الموقف”.
بدوره اعتبر معهد “كارنيغي” أن جذر الأزمة الأخيرة هو عنوان يدل على “التباين بين مواقف دول الخليج في إدارة أوضاعها الداخلية نتيجة الفتنة والمحنة التي تمر بها المنطقة .. سيما وان حكام الخليج عادة يميلون للخلط بين التهديدات الإيديولوجية الخارجية والمعارضة السياسية في الداخل .. التي ينظر إليها كعامل يزعزع استقرار المشيخات الخليجية”.
سورية وإيران
على صعيد الأزمة السورية ذكّر معهد “كارنيغي” بالمصالح الحيوية المشتركة لكل من روسيا والولايات المتحدة وإيران في إنجاح التسوية حول الأسلحة الكيميائية بسرعة ودقة متناهيتين، محذرا من فشل المساعي التي ستنعكس عليهم جميعا “واتهامهم باستغلال التحرك على جبهة الأسلحة الكيميائية وسيلة للتغاضي عن استمرارية الحرب التقليدية .. وينبغي المضي بعزم لعقد مؤتمر جنيف2 بحضور كافة الأطراف ذات العلاقة”.
أما في الملف الإيراني فقد حذرت مؤسسة “هاريتاج” صناع القرار من الوثوق بلهجة الخطاب الإيراني الملطفة “إذ أنّ إيران لا زالت ترفض أيّ عروض لوقف جهودها في التخصيب وإعادة التدوير، وهي عرضت تنازلات تكتيكية تتضمن قيود محدودة على جهود التخصيب طمعا في رفع العقوبات الدولية”. وحثت المؤسسة الولايات المتحدة على إلزام إيران باتخاذ إجراءات ملموسة لا رجعة عنها في الامتثال لالتزامات حظر الانتشار وضرورة تضمين الاتفاقية المقبلة نصوصا تبقي على موانع بعيدة الأجل للحد من انتقال التقنية النووية الإيرانية إلى بلدان أخرى.
باكستان وطائرات الدرونز
خفض معهد “كارنيغي” من سقف توقعات نتائج زيارة رئيس الوزراء الباكساني نواز شريف لواشنطن، سيما وان “كلا من الولايات المتحدة وباكستان تواجهان بشكل جلي قيودا إستراتيجية وسياسية للنتائج المتوقعة من الزيارة التي تؤشر على حاجة الطرفين لبعضهما البعض”. وحذر من فرط توقعات الجانبين لطبيعة التنازلات التي يمكن تقديمها، إذ أنّ القراءة الخاطئة “قد تؤدي إلى دورة توترات جديدة بينهما والتي من شأنها تقويض، لا الأهداف الأميركية قصيرة المدى في أفغانستان فحسب، بل أيضا ستترك تداعياتها على المصالح الإستراتيجية الأميركية الأشمل في منطقة جنوب آسيا”.
من ناحيته حث مركز “ويلسون” الحكومة الأميركية على استغلال زيارة نواز شريف الرسمية “لتنمية المبادئ الديمقراطية، إذ باستطاعة الولايات المتحدة ممارسة ضغط لتقليص النفوذ الطاغي للقوات العسكرية الباكستانية” في الحياة السياسية، ويتعين عليها “تجديد التزامها ببرنامج المساعدات للقطاعات المدنية في باكستان، والذي ينتهي تمويله في عام 2014.”
وأوضح المركز أنّ القانون الأميركي يطلب تزكية الحكومة الأميركية لامتثال القوات المسلحة الباكستانية للشروط المنصوص عليها في مكافحة الإرهاب توطئة لتلقي الدعم، بحيث لجأت إدارة الرئيس اوباما إلى إصدار إعفاء مؤقت لباكستان خلال العام المنصرم نظرا لاعتبارات واحتياجات الأمن القومي الأميركي.
الانتخابات الأفغانية
أعرب معهد “كارنيغي” عن شكوكه في إتمام جولة الانتخابات المقبلة في أفغانستان، محذرا من أن تؤدي النتائج “إلى جولة جديدة من التشكيك بشرعيتها.. سيما وان الحكومة الراهنة تفتقد إلى مركز الثقل لدعمها.. وضبابية صلاحيات المؤسسات الرسمية وغياب آلية جلية للتحكيم”.
معهد واشنطن