دعا وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي إلى احداث مؤسسة وطنية تكون تحت إشراف الوزارة تعنى بكل ما يهم الترويج لصورة تونس في الخارج. وأضاف، أثناء حفل اختتام الدورة 35 للندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية التي التأمت صباح اليوم الاثنين بقصر قرطاج، أن إنجاز مشروع الأكاديمية الدبلوماسية من شأنه توفير الإطار العصري الملائم للتكوين والتكوين المستمر فضلا عن بعده الاقليمي باسهامه في تكوين الدبلوماسيين من البلدان العربية والافريقية معتبرا أن تنفيذ التوصيات المتعددة الأبعاد للدورة 35 للندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية من شأنه أن يسهم في تعزيز صورة تونس كديمقراطية ناشئة ودولة صامدة في مقاومة آفة الإرهاب.
وأوضح الجهيناوي أن أشغال ندوة رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية هذه السنة أفضت بالأساس إلى العمل على المحافظة على نسق الحركية الايجابية التي تشهدها الدبلوماسية التونسية وتوظيفها في مزيد تعزيز مكانة تونس عبر توطيد علاقات التعاون مع بلدان القارة الافريقية في إطار شراكة متضامنة وعلى قاعدة النفع المتبادل مع تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي والارتقاء بها إلى مستويات أعلى فضلا على المحافظة على نسق التطور الايجابي لعلاقات تونس مع الولايات المتحدة الأمريكية على أساس شراكة استراتيجية من أجل التنمية والأمن.
وأفاد الجهيناوي بأن الندوة السنوية أوصت بالانتقال إلى نسق أسرع في توثيق علاقات التعاون مع الدول الصديقة الفاعلة والصاعدة على غرار اليابان وكوريا الجنوبية والصين وروسيا والهند والبرازيل مع ايلاء عناية خاصة لمسألة تنويع الشراكات مع مختلف التكتلات الاقليمية لاكتساب المزيد من الحضور الدبلوماسي والاقتصادي في أسواق جديدة بالاضافة إلى ايلاء الاهتمام بالبعد الثقافي الاهمية اللازمة في العمل الدبلوماسي باعتبار دوره الكبير في تشكيل الصورة الايجابية لتونس ونظرا لكونه رافدا رئيسيا للتنمية البشرية والنمو الاقتصادي.
وفي سياق حديثه على تطوير الدبلوماسية الاقتصادية كركن أساسي من نشاط الدبلوماسية التونسية في الخارج كشف الجهيناوي أن الحوار التفاعلي مع أعضاء الحكومة والمتدخلين الاقتصاديين من القطاعين العام والخاص أفضى إلى الدعوة إلى مواصلة العمل المنهجي في تركيز منظومة الدبلوماسية الاقتصادية وتعزيز أدواتها بمساهمة كافة الهياكل الوطنية والقطاع الخاص واقتراح احداث هيكل وطني يعنى بالدبلوماسية الاقتصادية صلب وزارة الشؤون الخارجية.
واشار وزير الشؤون الخارجية كذلك الى ان المشاركين في الندوة اوصوا بتطوير التشريعات الوطنية وملاءمتها مع أهداف الدبلوماسية وتعزيز منظومة النقل الجوي والبحري باتجاه البلدان الافريقية جنوب الصحراء وضمان الحضور البنكي الوطني في عدد من البلدان الافريقية الصاعدة من أجل مرافقة القطاع الخاص في دخول الأسواق وتنفيذ مشاريع شراكة وتطوير مساهمة الجالية التونسية بالخارج في المجهود التنموي وفق ما صرح به الجهيناوي.
يذكر أن أشغال الدورة 35 للندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية والتي تواصلت على مدى ثلاثة أيام (26 و27 و28 جويلية)، التأمت هذه السنة تحت شعار “الدبلوماسية الإقتصادية .. التعاون التونسي الإفريقي نموذجا”.
وات