انتظم بمدينة سوسة وعلى مدى يومي 25 و26 من فيفري الجاري المؤتمر السابع للآلام تحت عنوان “آلام 2022” لتسليط الضوء على أنواع الآلام والآليات المتوفرة للعلاج سواء بالنسبة للآلام المزمنة أو الحادة والاستعجالية وما وصلت إليه آخر التطورات العلمية في هذا الشأن.
وحضر هذا المؤتمر وفقا للدكتورة سنية خلبوص، طبيبة في قسم علاج الآلام بمستشفى الرابطة بتونس، عدد كبير من الأطباء الاختصاصيين من أطباء أعصاب وأطباء جراحة أعصاب ومختصين في علاج الآلام ومختصين في العلاج الاستعجالي مشيرة إلى أنه اختصاص يهم جميع الأطباء وأن هذا المؤتمر كان فرصة ليلتقي الجميع حول هذا الموضوع.
وأفادت أنه إضافة الى المداخلات التي ركز خلالها المحاضرون على أنواع الآلام وامكانيات العلاج المختلفة سواء بالأدوية أو عبر آليات أخرى تم تنظيم عدة ورشات حاولنا خلالها تثمين هذه الطرق حسب قولها.
وأضافت تناولنا أيضا مسألة كيفية تطوير علاج الألم في كل الحالات سواء الاستعجالية أو في الأمراض المزمنة معتبرة هذا الملتقى مناسبة جيّدة للأطباء الشبان لإثراء معرفتهم وتدعيم تكوينهم في هذا المجال ومشددة على ضرورة تدربهم على استخدام جميع هذه الآليات لتخفيف آلام المرضى.
وتطرقت محدثتنا إلى المداخلة التي قدمتها خلال هذا المؤتمر والتي تركزت حول مسألة الآلام مع الكوفيد مشيرة الى أنه تمّ التعرض إلى حالتين في هذا الخصوص احداهما حالة المرضى الذين يتطور الألم لديهم جراء الكوفيد ويصابون بأمراض مزمنة إثر تعافيهم من هذا المرض وهؤلاء يجب الاعتناء بهم حسب قولها لذلك سعينا خلال هذا المؤتمر إلى التعرف على هذه الآلام وكيفية علاجها.
أما الحالة الثانية فتتعلق بالذين أصيبوا بكوفيد 19 ولديهم أمراض مزمنة سابقا وتعكرت حالتهم بعد الإصابة الأمر الذي يتطلب عناية أكثر اختصاصا و قربا من المرضى مع ضرورة الاهتمام بالحالة النفسية لديهم من أجل الوصول الى نتيجة أفضل حسب قولها.
ونوه الدكتور زياد المزقار رئيس القسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد من جانبه بدور الأقسام الاستعجالية في العناية بالمرضى المتوافدين بأعداد كبيرة على هاته الأقسام مصحوبين بآلام حادة.
واعتبر أنّ الهدف من هذا المؤتمر هو تعميم الفائدة على جميع الطواقم الصحية من إطارات طبية وشبه طبية والنهوض بصحة المريض وكذلك التعرف على علاج الآلام الحادة تبعا للمنظومة وللدراسات العلمية الجديدة من أجل تخفيف الألم عند المريض والتقليص من الضغط على الأقسام الاستعجالية.
ومن ناحيته أكد الدكتور رياض بوكاف رئيس القسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي سهلول ورئيس هذا المؤتمر السابع للآلام أنهم كمؤسسات صحية يخوضون حربا حقيقية من أجل تخليص المرضى من الآلام لافتا “هدفنا الرئيسي محاولة تكثيف آليات العلاج وعدم الاقتصار على الآليات التقليدية من حبوب وحقن”.
وأضاف حاولنا خلال ورشاتنا التركيز على آلية التنويم المغناطيسي والتي تشهد مع كل مؤتمر اقبالا كبيرا من المشاركين.
وأكد الدكتور نجاعة وفعالية هذه التقنية مستدلا بتمكن المدرب، الذي أشرف على هذه الورشة، سابقا من النجاح في انجاز عملية جراحية على الدماغ معتمدا طريقة التنويم المغناطيسي.
كما عرّج رئيس المؤتمر على آلية تنشيط الدماغ في بعض أنواع الآلام والتوجه الجديد اليوم نحو اعتماد تطبيقات طبية عن طريق الهاتف الجوال من أجل التخفيف من آلام المرضى.
وإلى جانب مختلف الوسائل التي يمكن استخدامها في التخفيف من حدة الألم أكّد الدكتور على ضرورة الاعتناء بالحالة النفسية للمريض معتبرا أنه بتكوين وتدريب الأطباء الشبان على كلّ هذه الآليات نكون قد تقدمنا في حربنا على الآلام حسب تعبيره.
ولاحظ رئيس المؤتمر أنه إذا ما قارنا أنفسنا بالبلدان المتقدمة “فنحن متأخرون في حربنا على الآلام ولم نكسب بعد معركتنا ضدها” وفق قوله.
هدى القرماني