هدى القرماني
تعليقا على “الكتاب الأسود” الّذي أعلنت عنه رئاسة الجمهورية مؤخّرا قال المؤرّخ عبد الواحد المكني لـ” بلادي نيوز” أنّه أخلاقيا لا يحقّ لرئيس الجمهورية محمّد المنصف المرزوقي أن ينفرد بنشر هذا الكتاب، ولو أنّ الكتاب صادر عن مؤسسة الرئاسة وعن دائرة الإعلام و التواصل لكن يتساءل المؤرّخ هل لإطارات هذه الدائرة القدرة العلمية و الأمانة التامة لقراءة كل الوثائق وتعهدها بالتأطير اللازم؟ فهذا العمل كما يؤكّد المكني هو أساسا من اختصاصات المؤرخ و الأرشيفي .
وأضاف المكني أنّه لا يعتقد أنّهم قد كشفوا فيه حقّا كلّ الحقائق، و تساءل مجدّدا ما الّذي يجعلنا نتأكّد من أنّه لم تقع غربلة لبعض الأسماء الموالية للمؤتمر وللترويكا عموما؟ و فيهم من تألق قبيل سقوط بن علي بتمجيد زوجته و صهره صخر الماطري و هذا أمر ثابت لا يحتاج إلى صناديق ولا إلى كتب “سوداء” على حدّ قوله.
ونفى المؤرّخ أن تكون الغاية من وراء هذا الكتاب تحضيرا لحملة انتخابية للمرزوقي بل يقول أنها محاولة لتلميع صورة الرئيس خاصة بعد أن أصبحت خافتة واستطلاعات الرأي تؤكّد ذلك كما جاء على لسانه من ناحية، ومن ناحية ثانية هي ثأر من حملة الاستهزاء والاستنقاص من شأن رئيس الجمهورية كما يراها هذا الأخير من قبل بعض الإعلاميين.
واعتبر المؤرخ أنّ هذا دليل على “توتّر المرزوقي وطاقمه وفقدانهم للبوصلة السياسيّة” وأنّ نشر هذا الكتاب سيكون له تأثير سلبيّ رغم أنّ قائمة الإعلاميين هذه سبق وأن تمّ نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، وإن عدّة أسماء واردة فيها كانت متورطة في الجهاز الدعائي لبن علي و هذا أمر يعرفه القاصي و الداني.
وأشار المكني إلى أنّ فكرة “الكتاب الأسود” هذه ليست بجديدة بل أنّه قد نشر في السابق مثل هذا الكتاب كالكتاب الأسود للرأسمالية و للشيوعيّة ومثله للصهيونيّة وبالتالي فهو لا يستبعد أن تكون لمستشاري المرزوقي من المؤرخين بصماتهم في هذا الكتاب.
ويقول المكني أمر محمود أن يكون المؤرخ في مشورة الحاكم لكن الأجدى نشر كتب بيضاء في هذه الفترة الحالكة. كما يرى أنّ مؤسسة الرئاسة التي تستقبل حامد القروي و غلاة السلفية سيأتي يوم و يُكتب عنها كتبا سوداء أيضا.
وطالب المؤرخ عبد الواحد المكني في الأخير بفتح كل الأرشيفات و نشرها و خاصة أرشيف البوليس السياسي و عدم ترك ذلك لفترة الانتخابات كما يخطط لذلك البعض.
هذا ويذكر أنّ رئاسة الجمهوريّة قد أعلنت مؤخّرا عن إصدار كتاب تحت عنوان ” الكتاب الأسود” وثّقت فيه بالأدلّة والبراهين منظومة إعلام الرئيس السابق زين العابدين بن علي وأفرادها.