تتنظر السياحة في تونس انتعاشة مرتقبة، بعد عامين عجاف تراجعت خلالهما أعداد السياح والإيرادات بنحو ملحوظ جراء الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها البلاد.
وشهدت السياحة التونسية تراجعاً حاداً بسبب هجمات راح ضحيتها عشرات السياح الأجانب، استهدفت متحف باردو بالعاصمة في مارس 2015 والمنتجع السياحي القنطاوي (احدى ضواحي سوسة) خلال شهر جوان من العام ذاته.
ويقول خبراء مختصون، أن السياحة التونسية تشهد هذه الأيام انتعاشاً ملحوظاً لا سيما مع حلول الموسم، وهو ما يعزز ارتفاع نسبة الوافدين الأجانب على المنتجعات التونسية خصوصا “الساحل التونسي” (محافظات سوسة والمنستير والمهدية -شرق) الذي يضم شواطئ رملية ممتدة وبنية تحتية هامة من المرافق السياحية والتنشيطية.
وتتوقع تونس نمو عدد السياح الأجانب بنحو 30% في نهاية العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، مع استقرار الأوضاع الأمنية وارتفاع الحجوزات، وفق تصريحات رضا السعيدي المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء التونسي.
وتسعى تونس من خلال استراتيجية جديدة لدعم السياحة، لاستقطاب 10 ملايين سائح حتى 2020 مقارنة بنحو 5.7 مليون سائح في 2016، ومضاعفة إيرادات القطاع التي بلغت 2.3 مليار دينار (1 مليار دولار) في 2016، بحسب وزيرة السياحة التونسية، سلمى اللومي.
وبدأت السياحة تتدفق إلى تونس مع بداية الشهر الحالي مع حلول أول الرحلات القادمة من بروكسل البلجيكية تضم 351 سائحاً، بعد رفع الحظر الجزئي في 24 فبراير/ شباط الماضي من قبل السلطات البلجيكية منذ الهجمات الإرهابية قبل نحو عامين.
أسواق تقليدية وقال حمودة البلهوان، رئيس الجامعة الوطنية التونسية لوكالات الأسفار بالساحل والوسط (مستقلة)، إن الخبراء في القطاع السياحي متفائلون بالموسم السياحي للعام الحالي، متوقعا انتعاشة مرتقبة للقطاع خاصة مع تحسن الوضع الأمني.
وأضاف البلهوان، في حديثه مع “الأناضول”: “عملت وكالات السفر بجدية لاستعادة الحركة السياحية عما كانت عليه قبل العملية الإرهابية بسوسة، ونحن متفائلون بعودة الأسواق التقليدية خصوصا فرنسا وألمانيا وبريطانيا التي تدعم إيراداتها الاقتصاد الوطني بشكل كبير”.
من جانبه، قال عبد الستار البدري، مدير عام التونسية للأسفار والخدمات “توماس كوك” (خاصة)، في حديثه مع “الأناضول”، أنه يعمل حاليا “على إعادة السوق الهولندية والإنجليزية. وشدد على ضرورة العمل والسعي على جذب السياح، من خلال التركيز على المعاملة الحسنة.
بدوره، قال المندوب الجهوي للسياحة بسوسة، فؤاد الواد، إن عدد الليالي التي قضاها السياح حتى 10 مارس/ أذار شهد ارتفاعاً بنسبة تفوق 40%. وتوقع زيادة في عدد السياح الألمان القادمين إلى بلاده بنسبة 20%، يتبعها التشيكيون بعدما سجلوا حجوزات بنحو 60 ألف تذكرة إلى تونس.
مقاييس عالمية وقال ربيع تليتلي، سائح جزائري: “هذه المرة الثالثة التي أزور فيها سوسة وقرب الجزائر من تونس يشجعنا على القدوم إلى هنا كثيراً”.
وأضاف تليتلي، في حديثه مع “الأناضول”: “التمتع بإقامة وبمرافق ذات مقاييس عالمية يدفعنا نحو تفضيل الوجهة التونسية، أيضاً تماثل عادات وتقاليد الجزائر وتونس يجعلنا في وضع مريح.” وقالت السائحة البلجيكية “ماري” للأناضول، أن “رفع الحظر الجزئي عن تونس كان فرصة لأن يعود البلجيكيون إلى سوسة من جديد وسعدنا للاستقبال الذي حظينا به عند وصولنا المطار”. وأضافت: “الشعب هنا طيب جدا وودود، ونحن ننعم بالشمس والبحر ونحس بالأمان رغم كل ما قيل عن تونس والدليل أننا بينكم في حالة جيدة.”
الاناضول