وصفت باريس الإثنين عنف الشرطة التونسية الذي طاول صحفيين خلال احتجاجات ضد الرئيس قيس سعيّد الجمعة، بأنه «غير مقبول».
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن «العديد من الصحفيين، ولا سيما مراسلي الصحافة الفرنسية والدولية، تعرضوا للعنف أثناء تغطيتهم التظاهرات التي جرت في تونس العاصمة في 14 جانفي 2022. هذا غير مقبول»، وفق «فرانس برس».
واستنكرت أكثر من 20 منظمة غير حكومية تونسية السبت «القمع البوليسي» والاعتداء «الهمجي» على الصحفيين والمتظاهرين خلال الاحتجاجات ضد الرئيس قيس سعيّد الجمعة.
ونظمات تظاهرات في تونس العاصمة ضد استئثار الرئيس بالسلطة منذ 25 جويلية، وإحياء للذكرى الحادية عشرة لسقوط نظام زين العابدين بن علي في 14 جانفي 2011، حسب وكالة «فرانس برس». وتحدى المحتجون الحظر الذي فرضته السلطات على التجمعات وبررته بالظرف الصحيّ في ظل عودة تفشي وباء كوفيد-19.
وفي مشاهد عنف لم تشهدها العاصمة منذ عشر سنوات، أحاطت الشرطة المتظاهرين بأعداد كبيرة واستعملت خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريقهم وأوقفت عشرات المشاركين وصحفيين. ودعت عشرون منظمة غير حكومية، بينها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومحامون بلا حدود، في بيان مشترك السلطات القضائية إلى «تحمل مسؤولياتها وفتح تحقيق في الممارسات الأمنية التعسفية التي طالت مئات» الأشخاص.
وتعرّض مراسل صحيفة «ليبراسيون» ومجلة «جون أفريك» و«إذاعة فرانس انتر» الجمعة لـ«ضرب عنيف» في تونس من قبل الشرطة بحيث مُنع من تغطية تظاهرة ضد الرئيس قيس سعيد، حسبما أعلنت الصحيفة والإذاعة ونادي المراسلين الأجانب في شمال إفريقيا.
وكتبت صحيفة «ليبراسيون» على موقعها الالكتروني «فيما كان يُغطّي تظاهرة مناهضة للرئيس قيس سعيد الجمعة، تعرّض مراسلنا ماتيو غالتيي لضرب عنيف من قبل عدة شرطيين. وتُدين إدارة الصحيفة بشدّة هذا الهجوم».
وفي بيان نُشر السبت، أعلنت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أنّها «تدين بشدة العنف الهمجي والايقافات التي مارستها قوات الأمن» بحقّ الصحفيين الذين كانوا يغطّون التظاهرة في 14 يناير. وبحسب النقابة، سُجلّ أكثر من 20 اعتداء على صحفيين «رغم ارتدائهم لصدرياتهم المميزة وتأكيدهم خلال الاعتداء عليهم على صفتهم الصحفية». واعتبر المصدر نفسه أن الاعتداءات على الصحفيين «تكرّس دولة القمع البوليسي عوض دولة الأمن الجمهوري».
وقالت «ليبراسيون» إن «ماتيو غالتيي كان يُصوّر بهاتفه الجوّال اعتقال متظاهر، حين هاجمه شرطيّ».
وكالات