زار وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن جفير المسجد الأقصى يوم الثلاثاء وقال إنه ينبغي السماح لليهود بالصلاة هناك في تحد جديد للقواعد السارية في أحد أكثر المواقع حساسية في الشرق الأوسط.
وسارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى نفي حدوث أي تغيير في القواعد التي تحظر على اليهود الصلاة في الموقع، الذي يحظى بقدسية لدى اليهود أيضا، ووبخ بن جفير الذي يرأس أحد الأحزاب الدينية القومية في الائتلاف الحاكم.
وقال مكتب نتنياهو في بيان “لا توجد سياسة خاصة لأي وزير بشأن جبل الهيكل، لا وزير الأمن الوطني ولا أي وزير آخر”.
وفي واشنطن، أصدر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بيانا انتقد فيه زيارة بن جفير للموقع.
وهذه هي المرة الثانية التي يشتبك فيها نتنياهو مع أحد الوزراء الكبار في حكومته هذا الأسبوع، بعد توبيخه وزير الدفاع يوآف جالانت يوم الاثنين بسبب أهداف الحرب في غزة.
وجاءت تصريحات بن جفير في أثناء زيارة للحرم القدسي لإحياء يوم الحداد اليهودي على تدمير المعابد القديمة، وذلك في وقت حساس بشكل خاص وسط مخاطر من تحول الصراع في قطاع غزة إلى حرب شاملة قد تشهد دخول إيران وحلفائها الإقليميين في الصراع.
وتدير مؤسسة دينية أردنية المسجد الأقصى، وبموجب قواعد تعود إلى عقود من الزمن، يسمح لليهود بالزيارة ولكن لا يجوز لهم الصلاة هناك.
وقال بن جفير وهو يمر بصف من الزوار اليهود الساجدين على الأرض، بينما يغنى آخرون ويصفقون بأيديهم في أجواء احتفالية “سياستنا هي السماح بالصلاة”.
وقال وقف القدس، المؤسسة التي تدير الموقع، إن نحو 2250 يهوديا دخلوا الموقع اليوم الثلاثاء.
وندد نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية بزيارة بن جفير ووصفها بأنها “استفزاز”.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن أبو ردينة قوله “نطالب الإدارة الأمريكية بالتدخل بشكل فوري لإجبار حكومة الاحتلال على وقف هذه الاستفزازات بحق الأماكن الدينية المقدسة، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في مدينة القدس، ووقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة، والاعتداءات في الضفة الغربية إذا ما أرادت منع انفجار المنطقة بشكل لا يمكن السيطرة عليه”.
وقال بلينكن إن واشنطن تعارض بشدة زيارة بن جفير التي وصفها بأنها “تظهر تجاهلا صارخا للوضع الراهن التاريخي فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس”.
وأضاف بلينكن أن “هذه الأعمال الاستفزازية تؤدي فقط إلى تفاقم التوترات في لحظة محورية ينبغي أن ينصب فيها كل التركيز على الجهود الدبلوماسية الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن وتهيئة الظروف اللازمة للاستقرار الإقليمي الأوسع”.
ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى منع حدوث وقائع مماثلة في المستقبل.
وتكرر اشتباك بن جفير مرارا مع وزراء آخرين بشأن دعواته للسماح بالصلاة في الحرم القدسي، والتي كانت الشرارة لصراعات متكررة مع الفلسطينيين على مر السنين، بما في ذلك حرب استمرت 10 أيام مع حماس في عام 2021.
وانتقد موشيه جافني، رئيس حزب يهدوت هتوراه (التوراة اليهودي المتحد)، أحد الأحزاب الدينية في الحكومة، زيارة بن جفير.
وقال في بيان “الضرر الذي تلحقه هذه (الزيارة) بالشعب اليهودي لا يحتمل، كما أنها تسبب كراهية لا داعي لها في يوم تدمير الهيكل”.
وكالات