تراجع إنتاج الفسفاط التجاري بجهة قفصة خلال السنة المنقضية 2020 بنسبة 44 بالمائة، بالمقارنة مع حجم الانتاج الذي كانت شركة فسفاط قفصة تتطلّع لبلوغه طيلة السنة، وذلك بسبب الاضطرابات والاعتصامات المتواترة في جهة قفصة عموما وفي مناطق إنتاج الفسفاط على وجه الخصوص.
وقال المدير المركز للانتاج بالشركة، خالد الورغي، في تصريح لـ »وات »، السبت، إن إنتاج سنة 2020 بلغ 3 ملايين و144 ألف طن مقابل هدف كان يروم بلوغ 3 فاصل 5 مليون طن، مضيفا أن هذا الإنتاج هو في حدود معدّل إنتاج شركة فسفاط قفصة للسنوات العشر الماضية والتي تهاوى فيها إنتاج الفسفاط التجاري إلى حدود 3 فاصل 2 مليون طن في السنة مقابل 8 ملايين طن في سنة 2010.
ولفت هذا المسؤول إلى أن إنتاج شهر ديسمبر من سنة 2020، والذي لم يتجاوز 35 ألف طنّ، هو الأسوء على الإطلاق منذ سنة 2011 باعتبار أن كلّ وحدات الإنتاج في معتمديات المتلوي والمظيلة والرديف وام العرائس توقّفت عن العمل.
ويستمرّ منذ أزيد من شهر توقّف نشاط جميع وحدات إنتاج الفسفاط البالغ عددها 11 وحدة وكذلك عمليّة إستخراج الفسفاط من كلّ المقاطع، ما ترتّب عنه توقّف عمليّات وسق الفسفاط التجاري إلى حرفاء شركة فسفاط قفصة من مصنّعي الاسمدة الكيميائية وهم بالخصوص معامل المجمع الكيميائي التونسي والشركة التونسية الهندية للاسمدة.
وحسب المدير المركزي للانتاج بشركة فسفاط قفصة، فإنه زيادة على إحتجاجات وإعتصامات طالبي الشغل، والتي غالبا ما تتسبّب في تعطيل قطاع الفسفاط بالمعتمديات المنجمي، فإنّ إضرابا يشنّه منذ أسابيع أعوان شركة فسفاط قفصة للمطالبة بتحيين القانون الاساسي للشركة و بمطالب مهنية أخرى، قد كانت له تداعيات سلبية على حصيلة إنتاج هذه الشركة في الاشهر الاخيرة من سنة 2020.
من جهة أخرى، لم تكن النتائج التي حققتها شركة فسفاط قفصة سنة 2020 في مجال تزويد حرفائها من مادة الفسفاط التجاري أحسن حال من حصيلة الإنتاج، بالمقارنة على الاقل مع نتائج سنة 2019، وأفاد خالد الورغي أن الشركة لم تتمكّن من شحن سوى مليونين و 320 ألف طنّ طيلة العام الماضي إلى معامل المجمع الكيميائي والشركة التونسية الهندية لصنع الأسمدة مقابل 3 فاصل 2 طنّ في سنة 2019.
وأضاف أن حاجيات حرفاء الشركة من مصنّعي الاسمدة الكيميائية تترواح في العام ما بين 5 فاصل 5 و 6 فاصل 5 مليون طنّ من الفسفاط التجاري.
وأرجع هذا المسؤول النقص الكبير في كمّيات الفسفاط التي كان يُفترض أن تشحنها إلى هؤلاء الحرفاء إلى عدّة أسباب من أبرزها قطع مسالك نقل الفسفاط سواء البرّية أو الحديدية من قبل محتجّين، بالاضافة إلى ضعف كبير في وتيرة حركة القطارات المخصّصة لوسق الفسفاط من ذلك أن الشركة التونسية للسكك الحديدية كانت قبل سنة 2011 تؤمّن ما لا يقلّ عن 12 قطارا محمّلا بافسفاط في اليوم الواحد في اتجاه ولايتي قابس وصفاقس حيث وحدات تصنيع الاسمدة، في حين أنّها ومنذ عشر سنوات لا تؤمن سوى أربع قطارات يوميا.
ويعاني قطاع الفسفاط بقفصة منذ 2011 من تراجع لافت في مؤشرات الإنتاج والوسق على وجه الخصوص جرّاء الإضطرابات الإجتماعية وإحتجاجات طالبي الشغل بالجهة حيث لم يتجاوز معدّل الإنتاج السنوي لشركة فسفاط قفصة من الفسفاط التجاري خلال الفترة الممتدة من 2011 إلى 2020 نحو 3 فاصل 2 مليون طنّ مقابل إنتاج بلغ 8 فاصل 3 مليون طن في سنة 2010 لوحدها.
وحسب معطيات لدائرة الاتصال بشركة فسفاط قفصة فإنّ هذا التراجع في مؤشرات الإنتاج والمبيعات إنجرّ عنه تراكم في الخسائر المالية التي تكبّدتها الشركة خلال الفترة 2011 – 2019، والتي بلغت 603 ملايين دينار.
وات