حمادي الحبيّب: استكمال مشروع محطة تحلية المياه بسيدي عبد الحميد لا يجب أن يتخطى أفريل القادم

حدّد كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري المكلف بالمياه، حمادي الحبيّب، اليوم الثلاثاء 7 جانفي 2025، شهر أفريل كحدّ أقصى للانتهاء من أشغال محطة تحلية المياه بسيدي عبد الحميد حتى لا تشهد ولاية سوسة صعوبات وانقطاعات على مستوى التزود بالماء الصالح للشرب خلال هذه الصائفة.

وأشار كاتب الدولة، خلال اشرافه اليوم على جلسة متابعة بمقر الولاية رفقة والي الجهة، سفيان التنفوري، وبحضور مختلف الأطراف المتدخلة عقب زيارة ميدانية لموقع هذه المحطة، أنّ نسبة الأشغال قد بلغت 80 بالمائة مقرّا بتأخّر انجاز هذا المشروع.

وأوضح كاتب الدولة أنّ محطة تحلية المياه بسيدي عبد الحميد مشروع وطنيّ هدفه توفير المياه لولاية سوسة في فصل الصيف لاسيما وأنها تشكو من صعوبات على مستوى التزود وبدرجة أكبر ولايات الكاف وزغوان وسليانة.

ولفت كاتب الدولة أنّ الوزارة تتابع هذا المشروع بصفة دورية ويأتي اجتماع اليوم لوضع النقاط على الحروف وتدارس الإشكاليات التي تعيق تقدّم انجاز هذه المحطة قصد الخروج بحلول عملية سواء على مستوى جهوي أو وطني معتبرا ما تمّ إنجازه رغم أهميته لم يبلغ مستوى الطموحات المأمولة حسب توصيفه.

من جهته شدّد والي الجهة، سفيان التنفوري، على ضرورة احترام آجال تسليم هذا المشروع الذي انطلق منذ 2018 وشهد عدّة تعثرات لاعتبارات متعددة مشيرا إلى أنه كان من المتوقع استكمال أشغال هذه المحطة، بعد آخر فترة تمديد، في ديسمبر الماضي.

وطالب الوالي الجميع بالتفاعل الإيجابي والتسريع في الإنجاز مبينا أنّ دورهم كسلطة جهوية التدخلّ لدى جميع مكونات هذا المشروع والأطراف المتدخلة فيه من أجل تذليل الصعوبات وتيسير الإجراءات والتقليص في آجالها مع احترام المربع القانوني وفق قوله.

وتطرّق المتدخلون في هذه الجلسة إلى أهمّ الإشكاليات التي أعاقت استكمال هذا المشروع وتعثره في عدّة مناسبات وأهمها تأخر عمليات الخلاص والاشكاليات على مستوى الحظيرة والمتعلقة كذلك بالمزودين والتعاملات البنكية وتحويل الأموال وطول الإجراءات الديوانية وجلب بعض المكونات والتجهيزات من الخارج لعدم توفرها بالبلاد التونسية فضلا عن توقف المشروع خلال فترة جائحة الكوفيد.

وبيّن مختلف الأطراف حرصهم التام على إنهاء هذا المشروع بالرفع من نسق الأشغال ومن ساعات العمل وتجنيد أكثر عملة.

وضعية حرجة للمياه بتونس ونسبة امتلاء السدود في حدود 23.3 بالمائة

وفي سياق متصل وصف كاتب الدولة أنّ نسبة امتلاء السدود بلغت إلى حدود اليوم 23.3 بالمائة مما يستوجب التكاتف ومزيد العمل للمحافظة على الماء.

وأشار كاتب الدولة إلى أنّ الأمطار الأخيرة كانت عامة إلا أنّ ولايات الوسط والجنوب استأثرت بأعلى الكميات مقرّا بأن لهذه الأمطار تأثيرا على الزراعات البعلية وعلى تغذية المائدة المائية.

وأضاف أنّ التساقطات التي شهدتها منطقة الشمال الغربي ناهزت الـ 90 بالمائة لكن تأثيرها على إيرادات السدود لم يكن كبيرا نظرا لضعف مخزون المياه بعد خمس سنوات من الجفاف.

ولفت كاتب الدولة إلى أنّ إيرادات السدود تدعمت منذ مفتتح سبتمبر الماضي إلى اليوم بما يناهز 240 مليون متر مكعب لكنها تبقى أقل بـ 70 مليون متر مكعب عن السنة الفارطة.

وتوقع كاتب الدولة أمطارا منتظرة على مستوى الشمال الغربي مؤكدا تأثيرها الإيجابي على مخزون السدود.

يذكر أن مشروع محطة تحلية مياه البحر بسيدي عبد الحميد انطلق في عام 2018 بتكلفة إجمالية تُقدر بـ 128 مليون دينار. وستكون المحطة قادرة، فور دخولها حيز الاستغلال، على تحلية 50 ألف متر مكعب من مياه البحر يوميًا كمرحلة أولى، مع إمكانية التوسعة إلى 100 ألف متر مكعب في اليوم في مراحل لاحقة.

ويمثل هذا المشروع الذي يهمّ   ولايات وهي سوسة والمنستير والمهدية والقيروان خطوة حيوية نحو تعزيز الموارد المائية في البلاد وتحسين جودة الحياة لسكان المنطقة.

هدى القرماني

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

رئاسة الحكومة: إجراءات لتحسين تعبئة الموارد غير الجبائية للدولة

« ضبط قائمة في تراخيص الإشغال الوقتي للملك العمومي البحري غير المستخلصة وتوجيهها إلى القباضات المالية …