خبراء وباحثون في الإعلام والإتصال يجمعون على أهمية مدونة سلوك للتغطية الإعلامية المتصلة بالإرهاب والعنف

ناقش خبراء وباحثون في مجال الصحافة والاتصال، مسألة احترام وسائل الإعلام للاخلاقيات المهنية عند تناولها لمواضيع تتصل بالارهاب، وما يعرضه مرتكبوه من مادة دعائية أو معلومات قد تشكل خطرا على الدولة والمجتمع، واجمعوا على أهمية مدونات السلوك في ضبط التغطية الإعلامية المكتوبة والمصورة المقدمة للجمهور، مع تحقيق المعادلة الصعبة المتمثلة في ضمان الحق في حرية الاعلام وضرورة التصدي لخطاب ومشاهد العنف والكراهية.
ونظم هذا النقاش المركز التونسي للبحوث والدراسات حول الإرهاب (أطلقه المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية سنة 2016) والهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري (الهايكا)، بمشاركة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، في إطار يوم دراسي اليوم الخميس حول موضوع “الصورة بين الارهاب ومكافحة الارهاب والدور التعديلي للهايكا”، بدار الثقافة محمود المسعدي بالعاصمة.
وأفاد الأستاذ الجامعي والباحث في مجال الميديا صادق الحمامي، في مداخلة مقتطفة من بحثه بعنوان “الصورة في الحركات الدينية من المعاداة الى التوظيف”، بأن الحركات الدينية انتقلت في مطلع الثمانينات من حالة رفض استخدام الصورة باعتبارها تمثل “الحرام”، الى طور توظيفها بكثافة لخدمة أهدافها، وأصبح للحركات الاسلامية “وعي حاد جدا” بالوسائط الاعلامية، وفق تعبيره.
وأوضح أن هذا “الوعي” تجلى على سبيل المثال لدى الشيخ يوسف القرضاوي باعتباره “أول من طور فقه الصورة في كتابه الحلال والحرام، وأعطى إطارا شرعيا لاستخدام الحركات الاسلامية للصور ولوسائل الاعلام”، مضيفا أن القرضاوي كان أيضا “أول من شجع استخدام الانترنات في العالم الاسلامي”، مما أدى الى بروز “حركات تريد فرض نفسها على المجتمعات بأدواة الحداثة”، حسب قوله.
من جانبه، أكد المحامي رضا الرداوي المشرف المركز التونسي للبحوث والدراسات حول الإرهاب، أن حركات إرهابية مثل “كتيبة عبقة بن نافع” (التي تنشط في الجبال)، وظهرت في تونس بعد ثورة 2011 ، وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) (التي تنشط بالمدن)، اعتمدا على أفلام دعائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والجماهيري لتوسع من نطاق انتشارها.
وبين في مداختله بعنوان “أبجديات الصورة وسردياتها عند كتبة عقبة بن نافع”، أن حماية المجتمع والدولة من مخاطر الارهاب، دعا الى التفكير في دور الاعلام في مواجهة الاعمال الارهابية، والتعامل السمعي البصري مع الدعاية والاحداث الارهابية.
أما الدكتور لجين الهاني المسؤول عن وحدة الرصد ومراقبة الانتاج السمعي البصري بالهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، فقد صرح بأن الهيئة التعديلية تركز في جانب من عملها على مواجهة خطاب الكراهية والعنف والتحريض عليهما في جميع البرامج الترفيهية والدعوية الدينية، باعتبار أن هذا النوع من الخطاب لا يندرج في خانة حرية التعبير بل يمثل تهديدا للمجتمع.
وقدم وثيقة توجيهية حول “التغطية الاعلامية خلال فترات الازمات .. الأحداث الارهابية نموذجا “، تتضمن الحالات التي تطرح إشكالات وتفترض الحذر في التغطية الاعلامية المصورة، كالتسجيلات التي تبثها الجماعات الارهابية ورسائل التهديد، والنقل المباشر من مسرح العمليات الارهابية، وعرض المصابين واهاليهم وأهالي منفذي العمليات الارهابية، وتغطية العنف خلال المظاهرات وحالات الاختطاف.
وقال ياسين الجلاصي رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، في مداخلته حول “المدونات الصحفية في تغطية العمليات الارهابية”، إن ارتفاع نسق الاعمال الارهابية والدعوات الى العنف بعد ثورة 2011 استوجب التفكير في صياغة دليل توجيهي للصحافة ووسائل الاعلام، ودفع “الهايكا” ونقابة الصحافيين الى صياغة مدونة سلوك ضابطة للعمل الصحفي والاعلامي، حرصا منهما على الموأمة بين حرية التعبير والتعديل.
ولاحظ أن وسائل الاعلام التونسية قد ارتكبت “عديد الأخطاء” في نشر صور وأقوال وصفها ب “الصادمة والمهينة” في تغطيات صحفية وبرامج حوارية شارك فيها معلقون ومحللون و”كرونيكارات” كان يجب أن يتحلوا بسعة الثقافة والالتزام، وفق تقديره، مؤكدا ضرورة تلافي هذه الأخطاء مستقبلا.
وات

تعليقات

عن Houda Karmani

شاهد أيضاً

رئيس الجمهورية يستقبل الرئيس المدير العام للشركة الوطنية العقارية

استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يوم الخميس بقصر قرطاج الرئيس المدير العام للشركة الوطنية العقارية …