كشفت (المنــار) في هذا التقرير خفايا زيارة وزير الخارجية الامريكي الى الرياض، وتفاصيل المحادثات التي أجراها مع الملك السعودي وأعوانه، واستنادا الى مصادر خاصة واسعة الاطلاع ، فان القيادة السعودية طلبت من رئيس الدبلوماسية الأمريكية “مظلة هبوط” تتجاوب مع أمنياتها بتدمير الدولة السورية، وعدم رؤية النظام السوري في المشهد السياسي السوري في الفترة الانتقالية التي سترسم ملامحها في مؤتمر جنيف، في حال انعقاده، لكن، جون كيري أكد للمسؤولين السعوديين أنها لا تمتلك مظلة أو سلما من هذا النوع، وأن على القيادة السعودية أن تسارع الى النزول عن الشجرة العالية التي صعدت اليها وحيدة، فقطر كانت أول الدول التي بدأت عملية الهبوط التدريجي، وتركيا ماضية في الهبوط قاطعة بذلك شوطا بعيدا، وأن بقاء السعودية وحدها على شجرة الأزمة السورية، سيكون له تداعياته الخطيرة والكبيرة على النظام السعودي، الذي لديه فرصة للهبوط الآمن عبر التجاوب مع دعوات المشاركة في “جنيف2″، ورفع الضغط الهائل الذي تمارسه السعودية على ما يسمى بالقوى المعارضة في الخارج الموجودة في بيت الطاعة السعودي حتى لا تضطر مستقبلا الى النزول عبر “القفز غير الآمن”، مما يخلق هزة قوية لن تكون في مصلحة التيار السعودي المؤيد لتوجهات الادارة الامريكية في المنطقة الذي دعم بكل الوسائل الادارة الأمريكية منذ هبوب ما يسمى بالربيع العربي.
وأكدت مصادر دبلوماسية لـ (المنــار) أن التيار المؤيد لتدمير الدولة السورية، وتعطيل الفرصة للتوصل الى حل سياسي بشأن ايران والاستمرار في دفع الاوضاع الامنية في العراق نحو مزيد من التأزم وعمليات التقتيل في صفوف العراقيين وصولا الى خلق حالة من التفكك البطيء في جسم الدولة العراقية. هذا التيار الذي يمثله بندر بن سلطان وسعود الفيصل يعاني اليوم وضعا صعبا ينعكس بوضوح على تصرفاتهما، ووضع هذا التيار في داخل السعودية لا يحسد عليه، بعد أن كان مسيطرا لفترة طويلة، فالدوران الى الخلف من جانب أمريكا فيما يتعلق بالحلول العسكرية لأزمات المنطقة فاجأت تيار بندر ـ الفيصل وأبقته وحيدا يواجه تيارات عاتية متصاعدة قد تطيح به داخليا.
دوائر دبلوماسية مطلعة على الاوضاع الداخلية في السعودية، باتت اليوم على يقين بان بندر ومن معه في هذا التيار والراغب في السيطرة على الحكم في السعودية، بعد رحيل الملك عبد الله، يخطط للبدء بخطوات تدريجية تفرض على ولي العهد الامير سلمان، ويدرك هذا التيار أهمية العمل والالتفات الى الداخل قبل أن يجد نفسه بعيدا، وحتى خارج أي معادلة للحكم القادم في السعودية.
ويقول التقرير أن الهبوط السعودي من على شجرة الأزمة السورية لن يكون سريعا، وبندر سيبحث عن “أغطية دخانية” تخفي التراجع والنزول التدريجي، وبالتأكيد لن يبخل هذه المرة أيضا في استخدام الارهاب والعمليات التفجيرية في ساحات المنطقة كسوريا ولبنان ، لذلك، سنشهد في المرحلة القادمة تصعيدا ارهابيا في سوريا من جانب العصابات التي تتلقى التمويل والاوامر من بندر بن سلطان، والشيء نفسه سنشهده في العراق حيث تحصد عصابات السعودية الارهابية مئات القتلى والجرحى يوميا من المواطنين ورجال الأمن العراقيين، وما تخشاه بعض الدوائر في المنطقة أن يمتد الارهاب السعودي الى داخل الساحة اللبنانية.