دعا رئيس الجمهورية قيس سعيد، لدى لقائه محافظ البنك المركزي، مروان العباسي، بقصر قرطاج، إلى ضرورة طمأنة التونسيين والتقشّف في التصرّف في المالية العمومية “كي لا تصرف الأموال في واردات تونس ليست في حاجة إليها في هذا الوقت بالذات”.
وذكّر سعيد، خلال هذا اللقاء، بأن الخيارات الاقتصادية والاجتماعية يجب أن تنبع من قراءتنا لواقعنا مشددا على ضرورة التعويل على أنفسنا قبل كل شيء، وعلى أن يكون التعاون على المستوى الدولي في خدمة حاجيات تونس وفي إطار اختياراتنا الوطنية.
ووصف محافظ البنك المركزي اللقاء مع رئيس الجمهورية، الذي تطرق الى الوضعية الاقتصادية والمالية لتي تمر بها تونس، “بالواقعي” مشيرا الى ان النقاش دار حول الوضعية المالية حتى موفى 2021 وقانون المالية لسنة 2021 وسنة 2022 وكيفية تمويله، وفق تصريح نشر في مقطع فيديو على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، على شبكة “فايسبوك”.
وأفاد العباسي في هذا الصدد، بأنه تمت مناقشة وضعية البنوك وكيفية تمويل الاقتصاد عبر القطاع المصرفي بصفة عامة، لاسيما ” وان الوضعية ليست سهلة” مستدركا انه “سيتم تجاوزها في افضل الظروف بفضل تضافز جهود جميع الأطراف خلال الفترة القادمة”.
وذكر انه كانت لتونس سلسلة نقاشات غير رسمية مع صندوق النقد الدولي خلال فترة الاشهر السابقة، وينتظر أن تستأنف النقاشات قريبا مع جميع المنظمات الدولية.
وأكد محافظ البنك المركزي بالنسبة للوضع في ما تبقى من سنة 2021، ان لتونس العديد من الوعود من قبل البلدان الصديقة والاشقاء الراغبين في مساعدة تونس معربا عن امله في ان يفضي النقاش الجاري حاليا الى القدرة على تعبئة موارد المالية الضرورية.
واعتبر العباسي ان الوضعية الصحية الناجمة عن جائحة كوفيد-19 في سنة 2020 تسببت في تراجع الناتج الاجمالي المحلي بحوالي 9 بالمائة مبينا ان هذه الفترة كانت صعبة وكل البلدان مرت بها . ونوه في هذا الصدد بدور الفاعلين الاقتصاديين الذي وصفه “بالبطولي” على كل المستويات متوقعا ان يتم استكمال هذه السنة بتسجيل نسبة نمو في حدود 3 بالمائة وان يتحسن الوضع خلال الفترة القادمة.
وتوقع في هذا الشأن، تحسن الوضعية الإقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد خلال الفترة القادمة بالنسبة لعديد القطاعات لاسيما المناجم والسياحة والتصدير وإنتاج مادة زيت الزيتون الذي سيشهد وفق تقديره ارتفاعا ليصل إلى 200 ألف طن وبأسعار افضل.
وات